بقلم : اميمة السيد
المقدمة:
“إن لله أقواماً اختصهم بالنعم لمنافع العباد، ويقرها فيهم ما بذلوها، فإذا منعوها نزعها عنهم، وحولها إلى غيرهم”. هذا ما ورد في الأثر الشريف.
والأعمال الخيرية وأبوابها كثيرة، وهذا المجال شرف كبير لكل من يمر بساحته، وكلما استطاع الإنسان أن يشارك فيه ـ ولو بكلمة أو مبادرة ـ ازداد أجره في ميزان حسناته، فخير المعروف إغاثة الملهوف، وكلما استطعنا أن نعدد الأماكن والطرق الخيرية التي نصل بها لأفضل مشاركة خيرية، ولأكبر عدد من الفقراء، كان ذلك أفضل.
وحقيقةً، أجد أن لديّ وسائل وأساليب متنوعة وعديدة يمكن أن أطرحها للاستفادة من جوانب وأمور كثيرة في حياتنا، يمكن بها دعم العمل الخيري، وتكون سببا من أسباب المداومة عليه.
ولهذا قررت ـ بعون الله ـ كتابة هذه السلسلة من الأفكار، التي يمكن أن يكون منها أوجه متعددة لأبواب الخير للمشاركة الفردية أو المجتمعية في العمل الخيري.
واليوم حديثنا عن عادة أعتادت عليها أغلب الأسر في العالم أجمع وبالتحديد في العالم العربى ودول الخليج الثرية ،حين تقوم بتزويج أبنائها من فتيات وفتيان،وبغض النظرعن تكاليف ونفقات الخطبة وعقد القران مروراً بالهدايا التي يغدقها الخاطب على الخطيبة،في كل مواسم العام وفي جميع المناسبات التي تمر عليهم ـ فهذا أمراً متروكاً للحديث عنه فيما بعد بإسهاب ـ ولكن ما أقصده هنا بالتحديد،هو المغالاة في مظاهر الترف والنفقات الباهظة على حفلات الزفاف وحتى على حفلات الخطبة وعقد القران أحياناً.
ونجد أن هوس تلك الحفلات يصل ببعض الأسر لأن تقترض وتستدين لعمل هذه المظاهر الشكلية التي لا تمت لبناء أسرة مسلمة في الشريعة الإسلامية ولا السنة النبوية بأى صلة،إلى جانب أنها ترهق ميزانية العريس وأهل العروس أيضاً مما يسبب في بعض الحالات العديد من المشكلات والخلافات المادية وإختلافات الأراء ليصل الأمر بسببها في بعض الأحيان لفسخ الخطبة أو عقد القران قبل أو بعد الإنفاق ببذخ على تجهيزات العرس،بيد أن أغلب هذه الأمور تأتى بالخسارة ونزع البركة من ذلك البناء لهذه الأسرة الجديدة في المجتمع الإسلامى.
ولكن ـ وفي المقابل ـ نرى بعض الشباب والفتيات يفكرون بإقتناع وبشكل مخالف تماماً لتلك العادات السيئة والتي لا يرضى عنها الله ـ تعالى،، وبالطبع يأتى تفكيرهم هذا نتيجة طبيعية بل وحتمية لظروفهم المادية السيئة وقلة حيلتهم في الرزق المحدود، الأمر الذى يجعلهم يسلمون بالأمر الواقع ويتزوجون بدون حفلات كبيرة أو ربما حفلات صغيرة ومتواضعة بعيدة عن كل مظاهر البزخ والإسراف ،فقط لمجرد إشهار الزواج ـ إتباعا للسنة النبوية الشريفة ـ ولكن هذه الأشكال من الزيجات عادة ما تكون على مضض من العروسين.
ولكن …لما لا تكون عن إقتناع فعلى من الشباب المسلم والقادر مادياً على التكاليف الخرافية لحفل زفافه،ويتنازل عنها وهو راضِ النفس مطمئن السريرة بهدف نبيل ونية خالصة لله ـ تعالى ـ لأن يهب قيمة ما كان سينفقه على نصب ذلك العرس الذى سيكون هو بطله في ليلة العمر، لكل محتاج لهذا المال؟!
جميل أن تنحى (الأنا) جانباً في موقف مثل هذا ينتظره الإنسان ربما مرة في العمر، والأجمل منه (الإيثار) الذى يتضح في تلك الموقف وتفضيل أندادك ممن قلت حيلتهم في هذه الدنيا والفقراء إلى الله كما قال تعالى: (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة).
ولتغيير ذلك الموروث الثقافي الخاطىء والتي تشتهر به بالأخص دول الخليخ ،نظراً لزيادة البذخ الإستهلاكى وخاصة في الأعراس لديهم مثلما أشارت الاحصاءات العالمية عنهم،
ــ فما عليك أخى قبل إتخاذ هذا القرار، إلا إقناع الطرف الأخر وهى العروس وولى أمرها بضرورة ذلك الأمر لعدة أسباب رائعة يتوجب عليك الإقتناع بها أنت شخصياً أولاً حتى تستطيع أن تقنع غيرك بها ـ ففاقد الشىء لا يعطيه ـ فبعد إقتناعك ثم أقناعك للطرف الأخر فعليكم التسليم والرضى بتلك الأمور ألا وهى:ــ
1- هذه الحفلات الضخمة والمكلفة لاترضى الله ـ عز وجل ـ لما فيها من محرمات (كالأغانى الصاخبة والرقص وبعضها أيضا فيه إختلاط الرجال بالنساء).
2- تحميل ميزانية الأسرة كلها مالاتطيق وإستنفاذ جميع دخلها .
3- التأثير النفسى المحبط والمستفز لمن هم في نفس سنك من الشباب الذين لايكون باستطاعتهم الإنفاق على مثل هذا الحفل أو حتى نفقات الزواج نفسه.
4- إغفال بعض زوى القربى من دعوتهم لهذا العرس الأمر الذى يعمل على الشقاق وقطيعة الرحم أحياناً بين العائلات.
5- أجمل شعور هو أن تتذكر غيرك قبل فرحتك حتى تكتمل تلك الفرحة بإخوانك من المسلمين.
6- أغلب الطعام في ولائم العرس تعدم بعد الحفل ولا يستفيد منهاالمحتاج ولا غيره.
7- الأهم ……. أن هناك من يحتاج إلى هذه الأموال المهدرة على حفل زفافك والتي ليس من حقك العبث بها و إسرافها بغير عقل أو وجه حق ،فهى أمانة لديك من الله ومن حق فقراء المسلمين أن تذهب لهم عن طريقك،ولهذا عليك أن تضعها في نصابها الصحيح،وأن تعين بها فقراء الأمة على مواجهة ذلك الفقر.
وإليكم إخوانى بعض الأماكن والخطط المتواضعة التي تستطيعون من خلالها مساعدة المحتاجين :ــ
وأخيراً..
همسة …لوصية واجبة في أذن كل عروسين قبل الزفاف والبناء :
كل حياة زوجية أحبابى يكون أساسها (المودة والرحمة) كما ذكر لنا الله ـ عز وجل ـ في كتابه العزيز،ولكى تدب أوصال المودة والرحمة والذرية الصالحة والشراكة الطيبة بينكما، أوصيكم في أول ليلة بركعتين كصلاة حاجة لله تعالى تدعوان الله فيهما بالتوفيق في كل خطوة من خطوات حياتكما الجديدة معاً ،وبنفس النية تقرئا سوياً سورة يس فــ (يس لما قرأت له) كما أخبرنا الحبيب المصطفي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونية الخير هذه هى أساس لنواة أسرة إسلامية سليمة يرضى عنها المولى ـ جل وعلا.
و……ألف مبروك
المصدر : المركز الدولي للأبحاث و الدراسات مداد .