سرعان ما مرّت الأيام ، وحلّت لحظة الختام.. كان يومًا مبهرًا في الحضور والتقديم والتفاعل ، ليكون كالمسك وأعذب استقبل ملتقى بوح البنات الثالث والذي تحت شعار ( أنثى بناءة ) ففي يوم الخميس ٢ / ١ / ١٤٣٧ هـ وخلال فترتيه الصباحية والمسائية ما يزيد عن ٢٤١٥ زائرة منهن ٢٢ مدرسة وثلاث روضات من مختلف مناطق الأحساء وقراها ..
بدأ المسرح فعالياته مع الزوار من إنشاد ومسابقات مسلية وسط أجواء من التفاعل والحماس ، ثم شاركت فتاة البوح : فاطمة البوناصر إحدى عضوات المسرح بفقرة عنوانها ” كيف تكونين مع الله؟ “
وكانت المفاجأة الكبرى اليوم هي اسلام عاملة من عاملات النظافة في جامعة الملك فيصل وتبرؤها من النصرانية وذلك بعد تقديم درس ديني للعاملات في الجامعة من قبل ركن توعية الجاليات والدعوة والإرشاد ضمن فعاليات ” سوق القناديل “.
وتقول المسلمة الجديدة ” قايني ” : لدي إيمان بأن الإله واحد لكني لم أكن أعرف الطريق الصحيح لعبادته لجهلي به,وبعد عامين ونصف من عملي في الجامعة حضرت الدرس الدعوي اليوم فوجدت إجابات تساؤلاتي وخفق قلبي يريد اعتناق هذا الدين العظيم لكن مخاوفي من نظرة زميلاتي بالعمل المتشددة نحو الإسلام جعلني أدس رقم هاتفي بيد الداعية خُفية , وبعد الدرس مباشرة ومغادرة زميلاتي هاتفتني الداعية تسألني عن رغبتي فأخبرتها بأنني أريد الإسلام ولكنني أخشى ردة فعل زميلاتي فتحدثت لي وطمأنتني فارتاح قلبي وانشرح وكم أشعر بالألم لعدم تأديتي لفرائض الإسلام منذ زمن لعدم معرفتي به.
بعد ذلك تمّ إعلان إسلامها على مسرح الملتقى وتلقينها الشهادة أمام الحضور في جوّ إيماني وسرور وسارعن الحاضرات بتهنئتها بكل حفاوة ، ونسأل الله لها الثبات
ومن جانب آخر ، إقبال وحضور عدد جبار يصل إلى ٩٥ متدربة في دورة ” التفكير الإيجابي” للأ.حنان الشجار وكانت خير ختام للدورات التدريبية التي قدمها ملتقى البوح بإشراف التنمية الأسرية ، وتتحدث الدورة عن ماهية التفكير الإيجابي وأهميته بالحياة ، والتفريق بين التفكير السلبي والإيجابي والحثّ على الأخير ، وتقول الشجار : ” إن التغيير الإيجابي البناء الذي ستجربة سينعكس أثره في شخصيتك وكل نشاط أو عمل تقوم به ” ونضيف إلى ذلك متعة الأمسية الحوارية مع الأستاذة بلقيس الغامدي بعنوان “بقيمي أسمو” حيث تحدثت فيها الغامدي؛ عن القيم وارتباطها بسلوكيات الإنسان حيث أن وراء كل سلوك قيمة سامية، كما أشارت إلى خطورة وسائل التواصل الاجتماعي على الفتيات والأطفال في تدمير القيم العليا وقالت : نحتاج إلى ثقافة إلكترونية ، نحن لسنا ضد التقنية ولكننا ضد الجهل في استخدام التقنية . أما بالنسبة لقرية الأركان فكان لها حقّها من الإقبال والتعليقات التي تزيد أهلها حبّا للعطاء في هذا الملتقى ، وتقول “منيرة الحميدي ” إحدى الزائرات : الملتقى جميل جدًّا من ناحية تصميمه وأركانه الرائعة والمنتقاة بعناية حيث تناسب جميع الشخصيات ومختلف فئات المجتمع العمرية .
كذلك تضيف زائرة أخرى ” حذام الدريب ” ملتقى بوح البنات ملتقى مميز جدًّا عن بقية الملتقيات وجهودكن جبارة جزيتن خيرًا ورفع الرحمن قدركن “
وختمت فعاليات ملتقى بوح البنات الثالث وليلته الأخيرة بأوبريت إنشادي وتكريم متطوعاته الفاضلات من قبل “أ.زينب المصبح” قائدة ملتقى بوح البنات
وتقول : الحمدلله الذي بلغنا اللحظة الختامية بعد أن تأجل ملتقى بوح البنات الثالث ورغم الصعوبات التي واجهت ، لكن الله الميسر والمسهّل للأمور ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا ” بلغ عدد فريق بوح البنات ١٨٢ متطوعة فشكرًا لمن شدّ وآثَر وضحّى أسأل الله أن يجزيكن خير الجزاء وأن يكتب لنا القبول ، أنتن أهل العطاء وتستحقُنّ كل خير .
وكذلك نشكر المشرف العام على ملتقى بوح البنات “د.خالد الحليبي ” ونائبه أ.محمد الحليبي على ماقدموه من جهود وبذل.. وأخيرًا الشكر الجزيل لرعاة الملتقى جامعة الملك فيصل ومركز التنمية الأسرية ومؤسسة سليمان الراجحي الخيرية ومؤسسة عبدالرحمن بن صالح الراجحي الخيرية.
وشكرًا لكل من شارك وحضر في هذا الملتقى ، أنتم المعين بعد الله على هذا الإنجاز واستمرار.
هذا والحمدلله الذي بنعمته تتصم الصالحات .