موقع مفكرة الإسلام
عزيزي المربي : ما هو تخيلك لطريقة التربية الناجحة؟!
أو ما هي نظرتك للطريقة التي تضبط بها سلوك طفلك؟!
باختصار ما معنى الانضباط بالنسبة لك، وكيف تعلمه طفلك؟!
الانضباط من وجهة نظرك على ما أظن: هو الطريقة التي تفرض على أبنائنا أن يذعنوا لما نقوله لهم دون أن يكون لهم الحق في إبداء أي رأي أو اعتراض.
عزيزي المربي :
قد أتفق معك في تعريف الانضباط، ولكني أختلف معك في الطريقة التي تعلم بها طفلك هذا الانضباط.
إن الطريقة المثلى لتعليم أطفالنا الانضباط هي: تعليم وإرشاد الطفل أكثر من فرض الانضباط عليه، فعملية تغيير سلوك الطفل من السلوك السيئ إلى السلوك الحسن هي عملية تعليمية وليست عملية عقابية، وفي هذه الحالة ستفضل الابتسامة بدلًا من العبوس، والصوت الهادئ بدلًا من الصراخ، والثواب بدلًا من العقاب.
ونحن اليوم في هذا اللقاء نقدم لك 13 طريقة ستحدث معك فارقًا كبيرًا وأنت تغير سلوك طفلك، هذه الثلاث عشرة طريقة ستكون مناخًا جيدًا للانضباط، وستجعل انضباط طفلك أمرا سهلا ميسرا،
ولكن عليك عزيزي المربي أن تسمع وتجيب وتتفاعل مع كل واحدة منها:
الطريقة الأولى ـ كن قدوة حسنة:
إن طفلك يراقبك باستمرار، فهو يتشرب الطريقة التي تواجه بها الإحباط، ويرقب سلوكك عندما تكون غاضبًا، ودرجة صدقك وأمانتك وكرمك وأخلاقك، وبالتالي فتغيير سلوك طفلك السيئ سيكون أكثر سهولة إذا كنت قدوة له في ما تأمره أن يغيره من سلوكه، وإلا ففاقد الشيء لا يعطيه!
الطريقة الثانية ـ شجع الكفاءة:
“إن الثقة بالنفس هي حجر أساس جيد لبناء ضبط النفس”، هكذا قال المتخصصون، فأنت عندما تمدح السلوك الجيد تبني ثقة طفلك بنفسه، وثقة طفلك بنفسه ستساعدك كثيرًا على تغيير سلوكه السيئ.
الطريقة الثالثة ـ لقن ابنك المهارات الاجتماعية:
إن تعويد الطفل على الآداب الاجتماعية من الصغر سيوفر عليك كثيرًا من الوقت في الكبر، فمن الآن علمه أن يستأذن قبل أن يدخل على أحد، وعلمه أن يقول كلمة جزاك الله خيرا لمن أسدى إليه معروفًا، وعلمه أن يقبل يد أبيه وأمه، وعلمه أن يزور خاله وعمه، وعلمه أن يساعد أمه في أمور المنزل؛ إن كل جهد تبذله في الصغر يساعدك كثيرًا على تغيير السلوك السيئ في الكبر.
الطريقة الرابعة ـ امنح ابنك السيطرة بالقدر الذي يتناسب مع عمره:
’’ كلما وجدت سبلًا لتشجيع الاستقلالية كلما وفرت المزيد من الوقت في المستقبل”، علمه أن يأخذ قراره بنفسه علمه أن يختار ملابسه بنفسه، علمه أن يشتري حاجياته بنفسه؛ فإن الطفل الذي يملك نوعًا من السيطرة سيكون أكثر سيطرة على نفسه، وأكثر قدرة على تغيير سلوكه.
الطريقة الخامسة ـ كلفه بالمسئوليات:
كثير من الآباء لا يكلفون أبناءهم بالمهام لأنهم يشعرون أنه من الأسهل أن يقوموا هم بها، أو أنهم لا يريدون أن يثقلوا من حجم الأعباء على أبنائهم، ولكن لا بد من تغيير هذه النظرة ودفع الطفل للمشاركة في الأعمال المنزلية ومساعدة والده في العمل، ويكون ذلك بالتأكيد بعد التدريب والتعليم للطفل، حتى لا يشعر بالفشل، وهذا لأن الطفل الذي يتحمل المسئولية من الصغر سيكون أكثر قدرة على تغيير سلوكه السيئ.
الطريقة السادسة ـ اجذب انتباههم أولًا:
قد يلحظ أبناؤك أنك تتحدث، ولكن إذا لم يولوك تركيزًا على ما تقول فإنهم لن يستجيبوا، لذا تكون أول خطوة تقوم بها هي أن تحرص على جذب انتباههم:
– اذهب إلى الغرفة وتحدث مع الطفل مباشرة.
– احرص على التواصل البصري؛ والذي يعني أن تنحني لكي تكون في مستوى الطفل.
– يجب أن تكون طلباتك بسيطة وشرحك سهل للغاية.
الطريقة السابعة ـ ابحث عن وسائل أخرى للرفض:
إن الطفل يغلق أذنيه في العادة عن كل ما لا يرغب في سماعه، وهذا يعني أنه كلما كان حديثك شيقًا كلما زادت فرصتك في أن يلتفت الأبناء إلى ما تقول:
– بدلًا من أن تقول لطفلك: (كف عن الصراخ)، قل له: (أرجوا أن تتحدث بصوتك الطبيعي. (
– بدلًا من أن تقول له: (كف عن إلقاء الكرة في الداخل)، قل له: (خذ الكرة والعب بها في الخارج.(
إن توجيه الطفل بطريقة إيجابية سوف يجنبك المواجهة المباشرة الخاصة بالسلوك كما أنه سوف يتيح للطفل قدرًا من الاختيار، فلا تقل له: (لا تلعب بالكرة)، وإنما قل له: (لا تلعب بالكرة هنا ) .
الطريقة الثامنة ـ ضع حدودًا:
يخشى بعض الآباء وضع حدودًا حتى لا يضعفوا من شخصية الطفل، ولكنك عندما تقضي بعض الوقت مع أحد الأطفال الذين لم توضع له أية حدود، فسوف تدرك على الفور مدى أهمية هذا الأمر ومدى تأثيره الإيجابي على الطفل.
الطريقة التاسعة ـ توقع الحدث وأعد توجيهه قبل أن يقع:
فإن كان طفلك على سبيل المثال مصممًا على أن يحصل على كل ما يريد من متجر اللعب؛ فأنت بحاجة إلى تجنب اصطحابه معك إلى هناك إلى أن يكبر، ولذلك فإن الحكمة تسمح لنا أيضًا أن نتجنب بعض سلوك أبنائنا السيئ.
الطريقة العاشرة ـ عليك بترسيخ العواقب:
إن أفضل طريقة للتأكيد على عدم رضاك عن أي سلوك هي ترسيخ العواقب، كأن تقول مثلًا: (إن لم تنزل في الموعد المحدد فسوف تحرم من النزهة)، (إذا ضربت أختك الصغيرة سوف تحرم من مصروفك)، وهكذا.
الطريقة الحادية عشرة ـ كن مرنًا وعلى استعداد للتفاوض كلما لزم الأمر:
إن المرونة في التربية تعني تحلي الأب والأم بالحكمة الكافية التي لا تجعله يطالب ابنه بأداء الواجبات المنزلية بعد يوم عصيب تعرض له في المدرسة، تقول لطفلك (أعتقد أنه يجب عليك أن تحصل على قسط من الراحة الآن، لذا سوف أوقظك بعد أن تستريح. (
الطريقة الثانية عشرة ـ استخدام نظام المكافآت:
والمكافأة تختلف عن الرشوة.
فالرشوة: سأعطيك كذا؛ حتى لا ترفع صوتك في السوق.
المكافأة: لقد كنت مؤدبًا طوال اليوم؛ ولذلك لك عندي مكافأة.
إن المكافأة تعمل على تعزيز السلوك الحسن وخلق مناخ جيد له، لذلك لا تنس أن تستخدمها كوسيلة ناجحة من وسائل التربية.
الطريقة الثالثة عشر ـ كن ثابتًا على المبدأ:
لا بد أن تعني ما تقول وتلتزم به؛ فبذلك سوف يفهم الطفل نهاية الأمر أنك جاد مما سيوفر عليك الكثير من العناء، اعتبر الثبات على المبدأ الأساس الذي يمكن أن تربي عليه طفلك فإذا تمكنت من تثبيت بعض القواعد والسلوكيات التي يجب أن تتبع داخل الأسرة؛ ستكون بذلك قد أهديت ابنك نقطة البداية التي يمكن أن يتخذ قراراته بناء عليها.
وختامًا عزيزي المربي، تابع معنا حلقاتنا المنتظمة حول الطفل المنضبط.
و إلى لقاء قريب ومستقبل راق لأبنائنا إن شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
_______________________
المصدر: موقع مفكرة الإسلام .