كشف رئيس قسم إصلاح ذات البين بالأحساء، الشيخ رائد النعيم لـ”اليوم”، عن ارتفاع حالات الصلح بين الزوجين إلى 72 % من 950 جلسة منها 255 قضية حضورية منذ عام 1434، حتى نهاية شهر ربيع الأول من العام الحالي، ساهم في حلها 35 مصلحا، حيث أقام مركز التنمية 10 دورات لتأهيل المصلحين استفاد منها 800 مصلح ومصلحة بالمملكة، مضيفًا أن نسبة الصلح ارتفعت لتصل إلى 8 % هذا العام بعدما كانت في عام 1433 هـ 66 %، مبينًا أن القسم حل عدة قضايا تخص عضل البنات والخصام بين الأرحام.
وأشار النعيم إلى أن قسم إصلاح ذات البين يقوم بالاطلاع على المشكلات العالقة بين الزوجين والاحتفاظ بالسرية التامة لخصوصيتها، ثم يعمل على حلها إلى أن يصطلح الطرفان، وذلك بعد تقديم العون والمساعدة لهما، على أن يتفهم كل طرف الآخر، كما يقوم بتدريب المصلحين الذين يقومون بهذه المهمة الإنسانية، ليكونوا مؤهلين لخوض كل جوانب الحياة الأسرية والزوجية الخاصة عن طريق مجموعة من المتخصصين والاستشاريين، حيث يقوم المصلح بعد استقبال الحالة بالجلوس مع المعنيين كل على حده ثم يتحاور معهما مجتمعين للوصول إلى حلول ترضي جميع الأطراف المتنازعة، ومتابعة الحالة بعد الصلح لتنمية العلاقة بين الطرفين، وأكد النعيم أن بالإصلاح يصلح المجتمع، ومن ثم الأمة كلها، فتأتلف القلوب وتجتمع الكلمة وينبذ الخلاف وتزرع المحبة، وفي المقابل عند فقد الإصلاح تفسد البيوت وتهلك الشعوب والأمم.
وأردف النعيم، أن القسم قام بحل قضية شائكة بين زوجين لجآ إلى الطلاق بعد انعدام سبل العيش في حياة زوجية هنيئة، وعدم استطاعتهما توفير غرفة نوم لسبع سنوات، رغم إنجابهم سبعة أطفال أكبرهم فتاة في السابعة عشرة من عمرها، كانت قلقة بعد اختيار الأبوين خيار الافتراق، لكنهم اتجهوا إلى مركز الإصلاح التابع للتنمية الأسرية كي يعلنوا ما اتفقوا عليه، والمفاجأة أن ابنتهم الكبرى اتصلت عليهم بعد مرور ساعتين لتواسيهم بقرار الطلاق المتوقع لتتفاجأ بأن الأبوين تصالحا واتجها لتكوين حياة أسرية سعيدة، حيث استقبلتهم الفتاة باحتفال في المنزل مع لم شمل الأسرة من جديد، وتقول الزوجة: لم أكن أتوقع أننا سنخرج في حل لمشكلتنا ومعاناتنا لكن حدثت المعجزة وحياتنا الآن أفضل مما سبق.
وبين الدكتور خالد الحليبي مدير مركز التنمية الأسرية أن قسم الإصلاح يستقبل عشرات القضايا المحولة من المحاكم والجمعيات وأقسام الاستشارات، ونحن نسعى إلى حل النزاعات الأسرية قبل وصولها إلى القاضي بسرية تامة، والحد من حالات الطلاق واستنفاد جميع السبل للتوفيق بين الزوجين، أو غيرهما، ونقوم كذلك بتعريف أفراد الأسرة وواجباتهم الشرعية وحثهم على الالتزام.
وأضاف الحليبي: نخطط لزيادة عدد المصلحين، وتأهيلهم بشكل علمي، يتناسب مع الدور المنوط بهم في حل المشكلات الزوجية، إضافة إلى العمل على نشر المطويات والبرامج والأشرطة التوعوية التي تختص بالحياة الزوجية، وإعطاء دورات تدريبية للمتزوجين.