كنت معها ذات مساء، نحتسي القهوة كعادتنا و نتبادل الحديث ،قالت لي : و بصوت منخفض- أبي أقولك شيء بخاطري- إبتسمت فقلت: هات ما عندك، قالت: زوجي يخونني – و كأنما صفعتني- فقلت :و ما أدراك؟ قالت: قد شعرت بهذا، وكيف ذاك؟ إنه يبقى وقتاً طويلاً بمفرده و يُحب الخلوة و لا أظنه إلا خائناً قلت :بهذا فقط! قالت: نعم، و ما حملك على هذا الظن، قالت :كنت في مجلس صديقاتي و نتحادث ،و نتسامر
و كان كل حديثهن عن هذه المشكله و يقلن أن أزواجهن يبقين وحدهم فترات طويلة بمفردهم و على أجهزة الهاتف فمنهن من تجسست على هاتفه فوجدت ما لا يسرها ، و أنا أخاف من هذا فظننت هذا لذاك
من هنا انطلقت لكتابت مقالتي هذه، لا تسمحي عزيزتي حواء لحوار أحدهم، أو تجاربه أن تعشش في عقلك ثم تكبر، فتهدم كل حياتك مع شريكك، ليس بالضروري أن تكون كل خلوة رجل هي خيانة فإن آدم يُحب الخلوة و اللجوء لكهفه أذا كان هناك ما يشغله، أو قد تكون مشاكل يبحث لها عن حلول، هكذا خلق الله الرجل بطريقة تفكيره، يلجاء للهدوء و الخلوة لذلك، ولو قلنا بالخيانة لهُدمت كثيرٌ من البيوت، لانه نمط تفكيرهم كرجال و هذا طبيعي.
فنصيحتي لك حواء لا تتوهمي و لا تظني السوء أبداً و تذكري قول المصطفى صلى الله عليه وسلم (إياكم و الظن فإن الظن أكذب الحديث) أن ظننت هذا وظللت تفكرين به دوماً حتماً سيؤثر على سلوكك معه فتبدائين بالضجر و الإهمال، و مشاعر الكراهية، ثم التجسس عليه ،ثم غيبته، ثم الكثير من الكره له، و قد تصل إلى الفراق أحيانا، وهذا محكي في كتاب الله حيث قال سبحانه(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ).
فما العمل إذاً :عليك أن تشغلي نفسك بما ينفع أجعلي لك أهدافاً ، الرجل عزيزتي؛ إضافة جميله لك ولكنيجب ان تعي جيداً ،ليس هو كل الحياة ، أهتمي بذاتك و مواهبك ، إبتعدي عن تلك المجالس التي تؤثر فيك سلباً، عيشي مع زوجك كشريك و ليس كعبد مطيع تسعدي و أعلمي أن كلٌ مرتهنٌ بما عمل عند الله فلا تكوني معه كالمحاسبه المراقبه الصارمه ، بل تعاملي معه على أنّك المتفهمة الودودة التي تحبه و تساعده مهما فعل من أمر لأن كلاكما عبيدٌ لله و سنرتقي لما يرضي الله معا، ولا معصومٌ من الخطيئة إلا من عصمه الله فهذا يريح بالك و يجعلك أكثر تفهماً و سعادة.