كثيرة هي الاستشارات التي تردني من اشخاص وقعوا ضحايا لعلاقات حب غير واعية.
ولعل آخرها ذلك الشاب الذي اتى يشتكي حبيبته التي هجرته وقررت الا تتواصل معه مرة اخرى، فاغتم لذلك واهتم، وامتنع عن الطعام والشراب، واصبح فاقدا للمتعة في كل شيء، حتى شحب وجهه وخارت قواه، كل ذلك بسبب تلك العلاقة التي كان يظن انها حب حقيقي.
والسؤال هنا، هل ماكان يعيشه ذلك الشاب وامثاله من الشباب والفتيات هو الحب الحقيقي الذي يبحثون عنه؟
هل الحب الحقيقي هو ذلك الحب الذي يشقي صاحبه ويجعله عبدا لمحبوبه واسيرا له؟ ام انه امر يأنس به صاحبه ويستمتع به؟
هل للحب الوان واشكال وطعم كما يقول المحبون؟
هل الحب عذاب؟ ام نعيم؟
في الحقيقة الحب ذلك كله، ولكم كيف؟
ما الحب الا صورة ذهنية ترسمها في مخيلتك وتعطيها المعنى الذي تريد، فمن اختار الشقاء بالحب فسوف يشقى به، ومن اراد النعيم به حصل له ذلك.
اغلب علاقات الحب غير الواعية تنشأ في لحظة سيطرة للعاطفة على حساب العقل مع وجود شهوة عارمة اضافة الى اختفاء المعاني الايمانية، هنا وفي هذه اللحظة تضعف المقاومة الداخلية للفرد ويصبح اسيرا لعلاقة حب غير واعية، ومأسورا بالصورة الذهنية التي تكونت لديه.
والسؤال المهم، هل يمكن الخلاص من اسر هذه الصورة؟ وهل يمكن لشخص قد تعلق بمحبوب لايحبه او بمحبوب قد هجره ان يستعيد توازنه ويلملم ذاته مرة اخرى؟
بالتأكيد ذلك ممكن، ولكن على الشخص ان يدرك ان الامر بيده، والبداية بقرار يتخذه بأن يتخلص من تلك الصورة الذهنية الآسرة، ولكن كيف؟
من خلال عدة خطوات، اولها برسم صورة ذهنية جديدة تقابل وتفوق في قوتها وتأثيرها الصورة السابقة، ولا يشترط في هذه الصورة ان تكون لمحبوب آخر سواء كان رجلا او امرأة، فذكر الله تعالى صورة، فكلما خطرت في ذهنك صورة المحبوب اذكر الله مرارا وتكرارا، وتذكر انه بذكر الله تطمئن القلوب.
ثانيا، حاور ذاتك وتحدث معها حول تلك الصورة وانه لا بد من ازالتها لحماية ذاتك ولتستمتع بحياتك.
ثالثا، تحرك، ففي الحركة بركة، امش، اركض، توضأ، صل، ارسم، اكتب، مارس اي شكل من اشكال الحركة، فالحركة تفرغ شحنة الانفعالات لديك وتعيد لك توازنك.
رابعا، تخلص من لوم الطرف الآخر، لا تنشغل به، بل انشغل بنفسك رعاية وتنمية وتطويرا واترك الطرف الآخر وشأنه.
اخيرا، تذكر ان هناك فرقا بين ان اصنع حبا يدعمني من خلال العلاقة وبين ان اعتمد على الطرف الآخر في اسعادي واستقراري.