الأحد 24 نوفمبر 2024 / 22-جمادى الأولى-1446

وسائل التواصل لا التشاحن



 

 في ظل الأزمات   يرتجى من العقلاء الوحدة والتكاتف ومشاركة الحلول المبدعة   ، بينما يصر والبعض من شعوب منطقتنا أن لا تقدم للعالم سوى اللعن والسباب بين شعوبها والمفاخرة بالإثم دون الركون إلى منجز حقيقي مستجد يمكن التفاخر به عدا الجرأة على الفحش في القول تجاه الآخرين ، إلى متى ستظل  منطقتنا تقبع في محطة انتظار قطار (أقاصي الدنيا) البعيدة ! لينتج لها حلولا نافعة للبشرية من أجل إعمار الأرض بكل ما هو زاهي وجميل أو انتظار مساهمته النوعية في كفاحه لمواجهة   التحديات الجسام التي تواجه المنجزات الإنسانية ككل ؟  ، هذه الأزمة بينت بجلاء أننا نحتل نقطة بعيدة حتى من هامش الحضارة الإنسانية كشعوب مستهلكة بصورة عرجاء  لما ينتجه الآخرون من وسائل ذكية لتحسين حيوات الناس ، مستهلكون حيارى رغم امتلاكنا للثروات الروحية والمادية الضخمة ، ونجهد فقط أن نستخلص منها  ما يحقق تفاخرا خاويا في الظاهر ، وتبعية مذلة على الحقيقة.

أرجو أن لا تفهم قراءتي هذه (لوسائل التواصل الاجتماعي هذه الايام من سب ‘ البعض من بلد لشعب بلد آخر’) على المنحى السلبي ، بينما أرجوها قراءة إيجابية كي نتعلم كيف نضع أقدامنا على أرض صلبة من التلاحم  حتى ننطلق  مع غيرنا لنصبح رقما فاعلا في صناعة أثر موجب في الحضارة الإنسانية مرتكز على ملحمة علمية ومعرفية متينة ،  وبما أن العالم  يظن أنه أقرب للموت من أي وقت مضى علينا أن نهتدي  بحق بتوجيه نبينا صلى الله عليه وسلم : (إن قامتِ الساعةُ و في يدِ أحدِكم فسيلةً ، فإن استطاعَ أن لا تقومَ حتى يغرِسَها فليغرِسْها) ، غرس الفضيلة والعلم والمعرفة  بدلا من غرس الشحناء والبغضاء في زمن (الكرونا).

_____________

عمار محمد أحمد الصديق

 

 

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم