الحَمْدُ للهِ الذِي مَنَّ عَلَينَا بِوَطَنٍ مِنْ خِيرَةِ الأَوطَانِ، وأكرمنا فيه بنعمة الأمن والأَمَانِ والإيمان، والصلاة والسلام التامان الأتمان الأكملان على سَيِّدَنَا ونَبِيَّنا مُحَمَّد عَبْدُ الله ورَسُولُهُ، الـمَبْعُوثُ رحمةً للعالـمين، وَعَلَى آلهِ وصحبه الطاهرين، والتابعين لهم في كل زمانٍ ومكان، أما بعد:
فقد جرى العُرف واقتضى واقع الحال أن يُعاني البلد الذي يكون في حالة حربٍ شيئاً من الخوف والاضطراب، وأن يعاني أهله من القلق والاستنفار وعدم الاستقرار، وأن تسُودَ بين جنباته وعند أفراده حالاتٌ متنوعةٌ من انعدام الآمن والأمان، واختلال أحوال الـمعيشة، وهو ما يتضح ويبدو جلياً في شعور الناس بالخوف، واضطِراب واقع الحياة، واختلاف نمط المعيشة اليومية، وما قد يترتب على ذلك من غلاء الأسعار، واختِفاء السِلع والأقوات، واحتِكار التموين، وانقطاع الخدمات العامة، ونحو ذلك مما يتسبب بطبيعة الحال في إشاعة الرعب والخوف وانتشار الفوضى في الـمجتمع.
وعلى الرغم من أن بلادنا (حماها الله وحرسها) تمرُ منذ فترةٍ ليست بالقصيرة بظروف استوجبتها العديد من العوامل الـمختلفة سياسياً وأمنياً؛ الأمر الذي ترتب عليه أن تكون في حالة حربٍ مع جماعةٍ مُسلحةٍ إرهابيةٍ، وشرذمةٍ طاغيةٍ باغيةٍ نقضت العهود والـمواثيق، واعتدت على الأبرياء والآمنين، وخرّبت الممتلكات و عاثت في الأرض فساداً حتى أصبح خطرها مُهدداً لحدود بلادنا وأمننا واستقرارنا؛ إلاّ أنها بفضلٍ من الله تعالى ومنَّته، ثم بحكمة القيادة، وإيمان الشعب وثقتِه – تنعم بالكثير والكثير من النِعم التي جعلتنا في شرق البلاد وغربها، وشمالها وجنوبها نعيشُ (ولله الحمد) حياتَنا اليومية الـمُعتادة الـمألوفة، ونسعد في كل شبرٍ من بلادنا بالأمن والإيمان، والرخاء والنماء، والهدوء والطُّمأنينة، فالناس في كل شبرٍ من بلادنا يغدون ويروحون ويُمارسون مناشطهم اليومية وظيفيةً كانت أو تجاريةً أو اجتماعيةً أو تعليميةً أو ترفيهيةً أو اقتصاديةً دونما خوفٍ أو وجلٍ أو رُعبٍ أو قلق.
وما ذلك كله إلاّ بفضل الله تعالى، وعظيم كرمه، وجميل حفظه وأمنه وأمانه، ثم بفضل تمسُكنا جميعاً بإيماننا بالله سبحانه، والتوكُّل عليه أولاً، إضافةً إلى ما نقوم به في بلادنا الغالية من صور الولاء والطاعة والثقة في قيادتنا الحكيمة، والالتِفافُ حولها وتأييدُها.
من هنا، فإن من الواجب علينا جميعاً أن نتواصى بتقوى الله تعالى، وأن نتمسك بولائنا لوطننا الغالي، وأن نبذل ما في وسعنا لحمايته والحفاظ عليه، والتضحية بالغالي والنفيس من أجله، وأن نقف في وجه كل محاولةٍ للإخلال بأمنه، أو الإضرار بمكتسباته، أو العبث بمنشآته، أو تفريق شمله، أو الإضرار بوحدته الوطنية، أو التشكيك في إخلاص أبنائه ورجاله الـمخلصين وسلامة نياتهم.
نسأل الله تعالى أن يحفظنا وأن يحفظ بلادنا بما فيها ومن فيها من كيد الكائدين، وحقد الحاقدين، ومكر الـماكرين، واعتداء الـمعتدين، وإرجاف الـمُرجفين، وخيانة الخائنين، وأن يوفق الله الجميع لصالح القول وجميل العمل، وأن يُسدّد القول والعمل لـما فيه الصلاح والفلاح والنجاح، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.