الأحد 24 نوفمبر 2024 / 22-جمادى الأولى-1446

وأصلح لي في ذريتي



 

بلسم عبد الرحمن

الدعاء للأولاد جزءٌ من وصية ربانيَّة ورد ذِكرُها في سورة الأحقاف بدأت بقوله تعالى: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ… ﴾ [العنكبوت: 8]، وهو عادة الأنبياء عليهم السلام، وقد خلَّد القرآن الكريم إلحاح الخليل وزكريا عليهما السلام بالدعاء بأن يرزقهما الله الصالحين الرضيين، ليرزق اللهُ إبراهيمَ إسماعيلَ وإسحاقَ، ويهب لزكريا يحيى عليهم السلام جميعًا.

وممَّا يُذكر في التاريخ أن زيدَ بن عمرٍو كان موحِّدًا في زمن الجاهلية، فكَّر يومًا، وقال لقومه: “الشاة خلَقَها الله عز وجل، وهو الذي أنزل لها المطر من السماء فرَوِيَتْ، وأنبت لها العُشْب من الأرض فشبِعَتْ، ثم تذبحونها على غير اسم الله عز وجل؟!”.

ظل هذا التساؤل يشغل عقله في حله وترحاله، وفي أحد الأيام ذهب مهاجرًا إلى الشام ليبحث عن إجابة شافية يخرُج بها من الضيق إلى سَعة الطريق، ومن حياة بلا هدف لحياة لا يضل فيها ولا يشقى.

فعلم بأمره راهبٌ نصرانيٌّ، وأخبره بأن نبيَّ آخِرِ الزمان ظهر في مكة، فأسرع نحو مكة، وبينما هو في الطريق إذ هجم عليه مجموعة من قُطَّاع الطرق، فأصابوه وسالت دماؤه، فرفع صوته وقال: “اللهم إن كنتَ حرمتني من هذا الخير، فلا تحرم منه ابني سعيدًا”، وتمرُّ السنوات ليكون سعيد بن زيد من السابقين الأوَّلين للإسلام، ويُبشِّره الرسول صلى الله عليه وسلم باسمه الصريح في حديث العشرة المبشَّرين بالجنة بقوله: ((وسعيدٌ في الجنة)).

لقد نال سعيد رضي الله عنه من الخير الشيءَ الكثير، لقد نال الجنة وما فيها من أنهار جارية، وقطوف دانية، دار السعادة والراحة الأبدية

لنحرص على الدعاء وتحرِّي أوقات الإجابة؛ فبالدعاء تَقرُّ الأعين، وتتحقَّق الأمنيات، وتصلح الأحوال، وتتبدَّد الأوجاع.

﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ﴾ [إبراهيم: 40].

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم