السبت 21 سبتمبر 2024 / 18-ربيع الأول-1446

همّ في الليل ، وذلّ في النهار .



همّ في الليل ، وذلّ في النهار .
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSo95w2VDnsgB60W57yoHr7rn_SpgzgWDe9jn94C9i4o9uRnOCXzw
الاخـوة الكرام جزاكم الله خيرا على جهـودكم.

مشكلتي اولا أناشاب خريج جامعة ومنتظم بالعمل الاسلامي منذ 15 عاما والداعية لابد أن يكون سخيا كريما، فتراكمت عليّّّ الديون ثم دخلت إلى أرض المملكة لأحسن وضهي المعيشي ففتحت مشروع تجاري لكن المشروع فشل وكان رأس المال دين فتراكت الديون أكثر حتى بلغت أكثر من ستون الف ريال وقد مضى على غربتي أكثر من ست سنوات زكان دخلى خىلها من راتب ضيق لعدم توافر عمل مناسب وعلىّ التزامات وصرفيات كثيرة حيث أعزل ثلاث أسر

وعيه لم استطع تسديد الديون والناس تطالب بحقهم وبدأو يتهمونني بالنصب وأنا حريص كل الحرص على دعوتي وسلوكي وأت أكون وقدوة في التعامل مع الناس خصوصا الحقوق المالية فما الحل.

اسم المستشير      ابو مروان

__________________________________


رد المستشار       الشيخ محمد بن عبد العزيز الشيخ حسين


أخي الكريم : نشكرك أولا على التواصل مع الموقع وثقتك بنا ونسأل الله العلي القدير أن ينفس كربك ويقضي دينك ويفرج همك ويرزقك من حيث لا تحتسب .

كما نرجو من الله أن يحفظك من الانحراف أو الانتحار – الذين عنونت بهما استشارتك – بسبب هذه المصاعب والمشكلات التي تمر بك في هذه الأيام ، ولا أتصور أن تصل الأمور بك إلى هذه الدرجة من التفكير السلبي خاصة عند رجل مثلك ممن تربى على الدين ، والخلق القويم ، وعمل للإسلام ودعا إليه ،

فلا بد أن تكون نظرتك إلى الحياة بشكل إيجابي ، وأن تتفاءل بالخير ، وتنتظر الفرج من عند الله ؛ خاصة إذا صدقت النوايا وبادرت إلى اتخاذ الأسباب اللازمة للخروج من هذه الأزمة التي -والله أعلم – نتجت بسوء تقدير أو تدبير وكذلك تساهل وتفريط منك في أخذ أموال الناس والتوسع في الديون ؛ فكانت النتيجة مؤلمة ومخزية في الوقت نفسه . ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) . ولكن مع ذلك، فاحمد الله وأكثر من شكره أنك لم تصب بأكبر منها وأنها لم تكن في دينك .

فعليك بداية – يا أخي – التوبة الصادقة الناصحة لله والرجوع إليه بقلب مخبت نادم على ما فرط في جانب الله والناس ، وأن تكثر من الاستغفار بالليل والنهار ؛ فمن أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ،


وبعد ذلك أوصيك بما يلي :

1- توقف قطعيا عن الاقتراض من الآخرين أو الدخول في استثمارات أخرى لكي لا تتفاقم المشكلة وتكثر الديون ، وحاول أن ترشّد من نفقاتك وتتكيف مع ظروفك من غير اقتراض .


2- حاول أن تجد لك عملا مناسبا يغنيك عن سؤال الناس وتدخر منه قليلا لسداد الديون .


3- استفت العلماء في جواز دفع الزكاة إليك وستجد – بإذن الله – من يعينك في مثل هذا الجانب واستفد من مواسم الخير ففيها النفوس مقبلة على الإنفاق والصدقة .


4- تفاهم مع غرمائك على أن يحطوا عنك شيئا من الديون أو يطيلوا فترة السداد ، ويمكن أن يشفع لك بعض المعارف الصالحون عند أولئك .


5- حاول أن تسدد ديونك لأصحابها على شكل دفعات ميسرة ؛ فلعلهم إن رأوا منك الجدية والالتزام بالسداد أن يتجاوزوا عنك .


6- عليك اللجوء الدائم لله ، وطلب العون منه ، وكذلك المحافظة على الأوراد التي تدفع الديون عنك ، والتي وردمنها: ( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال) ؛ فمن قالها صباحا ومساء ، أذهب الله همه وقضى دينه .


وكذلك الإكثار من أشماء الله الحسنى التي تدل على الرزق فتقول مثلا : ” لا إله إلا الله الرزاق الوهاب الفتاح الكريم ” ، وتكررها في كل وقت وتقولها بنية أن يرزقك الله ، فهي مجربة كما ذكر ذلك حجة الإسلام الإمام الغزالي – رحمه الله – في كتابه ( إحياء علوم الدين ) ، وكذلك الإكثار من قول : ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) .


وأخيرا – أخي العزيز – :

أنصحك أن تكون صادقاً مع الله في توبتك ، وصادقاً مع نفسك باستقامتها على منهج الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وكذلك صادقا في تعاملك مع الناس ومع غرمائك ، فإن الصدق منجاة في الدنيا والآخرة، وتذكر أإن ( من أخذ أموال الناس ليردها ، ردها الله عنه ، ومن أخذها ليتلفها أتلفه الله ) .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم