الأحد 10 نوفمبر 2024 / 08-جمادى الأولى-1446

هل اقترب فرج بلائي ؟



هل اقترب فرج بلائي ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
انا شاب عندي 24 سنة الحمدلله نعم الله علي بامي ربتني علي خلق سليم واهتمت بتربيتي من ناحية التعليم والدين بالاخص و توفيت منذ سبع سنوات رحمها الله بالمرض الخبيث
وبعد موتها تغيرت حياتي بالكامل فتعرضت للظلم من اهلي كثيرا بعدها ومن والدي بالاخص فلم يساعدني في بناء حياتي و اذاني في امور عديدة علي المستوي الشخصي والاجتماعي ولم يساعدني ماديا في اي شيء حتي في الدراسة ولم يكن لي سوي مبلغ من المال تركته لي امي
مع العلم بانها كانت تعاني من والدي ايضا في كثير من الامور في حياتها ولجات لله تعالي في حل مشاكلي لكن الامور ازدادت تعقيدا وكان كل ماقترب لربي كلما زادت المشاكل علي عاتقي فرسبت في الدراسة وكنت اريد الزواج بزميلة لي من الجامعة
وفوجئت بوالدي بان باع البيت الذي كنت انوي الزواج فيه ولم يهتم لتكاليف الزواج ووصل بي الامر بان بعت البيت الذي كنت اسكن فيه واشتريت اخر اقل منه في السعر لكي اكمل مصاريف دراساتي ومصاريف مستقبلية للعمل وغيره
ولكن المبلغ الحالي غير كافي انا اقسم بالله لا اشتكي الله اليكم ولا اعترض علي قضاؤه والحمد له وحده علي نعمه كلها التي رزقني بها لكني لن اكذب عليكم اشعر بياس واحباط شديد من الاحداث التي مررت بها خاصة اني احب الدراسة
وارغب بان اتخرج واتزوج في اسرع وقت لكن كل ما اتقدم خطوة تحدث امور لي تاخرني عشرات الخطوات فهل هذا ابتلاء خاصة في موضوع الزواج فانا لن اخفي لكم بان اردت الزواج من زميلتي التي كنت اري فيها امي وتعلقت بها بشدة
حتي الان واعجز عن نسيانها وصبرت علي امور كثيرة لخطبتها لكنها انتهت بنتائج محبطة ولم اتمكن التواصل معها بعد ذلك واقصد التواصل الشرعي طبعا وياست من المحاولات فهل ادفع هذا البلاء الذي
انا فيه بان اسعي مرة اخري سواء في مشكلتي او في الحياة بصفة عامة ام ان هذا قضاء الله وقدره و اترك الامور كما هي فارجوكم اريد رايكم في مشكلتي فانا محبط للغاية لان مشكلة الاخذ بالاسباب والسعي والطموح والرضا بالقضاء والقدر مختلطة علي تفكيري وجزاكم الله كل خير
اسم المستشير : سائل.
_________________
رد المستشار : الشيخ عمر بن عبد العزيز السعيد.
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد فأشكر الأخ المستشير على ثقته بهذا الموقع المبارك كما أشكر الأخوة القائمين على الموقع على إتاحة الفرصة لي لتقديم استشارة نافعة بإدن الله فأقول وبالله التوفيق.
أولا: نعم الله تعالى علينا أخي العزيز كبيرة وكثيرة منهاوأهمهانعمة الإسلام وأعظم بها من نعمة أخي الكريم ولك أن تتلفت إلى من حولك من الكفار وكيف يعيشون ظلمة في قلوبهم، وحيرة في عقولهم، فلله الحمد أن جعلنا مسلمين، “بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان” سورة الحجرات. ومن جملة النعم أخي الحبيب نعمة صحة الجسد وأمن البلد ولا يقدرها إلا من فقدها وصدق الله: “وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها” سورة إبراهيم.
ثانيا: لا يخفى علينا أخي الكريم بأن الدنيا دار ابتلاء قال الله تعالى: “الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون” سورة العنكبوت وقد ثبت في الحديث ” أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل” فكلما عظم البلاء بالمؤمن فصبر كلما دل على صلاحه وتقواه..
واقرأ أخي الفاضل سورة الأنبياء فقد ابتلى الله تعالى نبيه أيوب بالمرض، وزكريا بتأخر إنجاب الولد، وقد ابتلي حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم في الطعن في عرضه الشريف في حادثة الإفك، وبجسده الشريف في غزوة أحد وهم أولياء الله تعالى وأنبياؤه وأصفياؤه فصبروا على ما أصابهم فكانت لهم الرفعة في الدنيا والآخرة. ولنا فيهم القدوة والأسوة. وأنصحك بقراءة كتاب حينما ابتلي النبي صلى الله عليه وسلم للدكتور فيصل الحليبي.
ثالثا: ومع إيمان المسلم بالبلاء بأنه من الله تعالى فصبره عليه بعدم الجزع في القلب، وعدم التشكي باللسان وعدم التعدي بالجوارح سواء بلطم الخدود أو شق الجيوب يوجب له الأجر والمثوبة من الله تعالى فقد ثبت في الحديث : “عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له.. الحديث” ولا يمنع أن نأخذ بالأسباب التي تدفع البلاء قبل وقوعه، ورفعه بعد حدوثه، مثل الوقاية من الأمراض تدفع وقوعها، والعلاج منها بعد حدوثها يرفعها بإذن الله تعالى.
رابعا: قولك في الاستشارة: (وكان كلما اقتربت لربي كلما زادت المشاكل علي عاتقي) ومع تحفظي على هذه العبارة إلا أنها تؤكد ما سبق في الحديث أن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون.
خامسا: ثق كل الثقة أن الابتلاء كلما عظم كلما قرب الفرج، وكلما ازداد الليل ظلمة كلما دل على قرب طلوع الفجر. وصدق الله تعالى: “فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا” سورة الشرح.
ولن يغلب عسر يسرين. والواقع شاهد بذلك فكم رأينا وسمعنا من كانت بدايته مؤلمة امتزجت بألوان وأصناف من المصائب وكانت نهايتهم مفرحة ومبهجة وكما قيل من كانت بدايته محرقة كانت نهايته مشرقة، وأنا متفائل بأن عاقبة أمرك إلى يسر وخير بإذن الله تعالى، فارفع عنك اليأس، وابذل كل ما تستطيعه في تحسين حالك، وكن متفائلاً فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الفأل، وأبشر فإن فرج الله قريب.
سادسا: إن لله تعالى أسماء حسنى وصفات على فمن أسمائه الحكيم ومن صفاته الحكمة فثق أن ما اختاره الله لك هو خير لك في دنياك وأخراك، وله فيها الحكمة الكاملة سواء علمناها أو لم نعلمها، ولا يمنع أن نسعى للأفضل، وأن نكرر المحاولة.
سابعا: أذكر نفسي وإياك بأن ما أصابنا من الابتلاء هو بسبب ذنوبنا وتقصيرنا في حق الله تعالى قال الله تعالى: “وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير” سورة الشورى.
ثامنا: من أعظم ما يدفع البلاء ويرفعه الدعاء لا سيما في أوقات الاستجابة كثلث الليل الآخر لا سيما إذا سبقه تهجد وصلاة فهي من أعظم أسباب إجابة الدعاء.. أسأل الله تعالى أن يرفع عنك البلاء، وأن يرزقك الصبر والشكر، وأتمنى أن تتواصل مع الموقع بما يستجد لك بعد عملك بهذه الاستشارة. 
تصميم وتطوير شركة  فن المسلم