هل كانت مفاجأة سارة عندما عرفت أنك ستكون أبًا لأول مرة؟ أم لم تستوعب الخبر أصلا؟
ستكون أبًا! نعم.. بعد تسعة أشهر سوف يأتي للعالم شبيه بك، عليك أن تحميه وتربيه وتوفر له كل ما يحتاجه، عليك أن تكون قدوته ومصدر فخره، ولسنوات طويلة ستأخذ قرارات تخصه عليك فيها أن تراعي مصلحته ورغبته.
الأبوة، المهنة الشاقة والممتعة والتي لا تتعلمها في المدارس. كيف إذن ستصبح مسئولا عن “هذا المفعوص الصغير” ؟”
ربما ستحتاج لكثير من المعلومات التي ستجدها بسهولة في الكتب والمواقع الإلكترونية وعند زيارات الطبيب المتابع للحمل وفي برامج التلفزيون.. لكن اعلم جيدا، أن الأبوة غريزة، سوف تنطلق بمجرد رؤية مولود عمره دقائق، سوف تتدفق بداخلك مشاعر الحنان والرغبة في الحماية والتأكد من أنه مرتاح ومطمئن الآن. هذه هي الأبوة، كل ما عداها – على ضرورته – ينطلق من هذا الحب وهذا الحنان. سوف تكون أبا ناجحا بالتأكيد. فقط الممارسة والخبرة والزمن يسهلون الأمر.
ماذا لو رأيت المولود لأول مرة ولم تشعر بشيء؟ (الحقيقة: غالبا هذا ما سوف يحدث.. آي نعم!)
لا تقلق! كل منا لديه طريقته في التعبير عن المفاجأة. لا يغير هذا من الأمر في شيء، لازالت لديك مشاعر الأبوة الجارفة والحنان والحب ، وستظهر تلك المشاعر في الوقت المناسب، أو عندما تستوعب وجود المولود في حياتك أخيرا.
سوف يأتي المولود وتتغير حياتك. أنت تعلم ذلك جيدا، وتساورك الآن المخاوف والأفكار حول طبيعة حياتك بعد ذلك. لا تنح هذه الأفكار جانبا، فكر فيها وواجهها، لا تتركها في خلفية الأحداث تعبث بقراراتك وأنت غير واع لوجودها:
لاحظ، أن وجود هذه المخاوف معناها أنك مهتم، والاهتمام علامة من علامات الحب، أليس كذلك؟
نعم سوف تقيد حريتك بعض الشيء، لكن مهلا، ألم يحدث ذلك أيضا عندما تزوجت؟ وهل تغضب الآن من هذا القيد الجزئي؟ أم تجده منطقيا، وقد تأقلمت معه واكتشفت مزايا الزواج والاستقرار التي تجعلك راضيا عن التضحية بجزء من حريتك.. كذلك الأبوة، وكذلك الأطفال.. اطمئن سوف تشعر بالرضا وأنت تؤجل أو تلغي موعدا مع أصدقاءك لأنه يجب أن تذهب بمولودك إلى الطبيب، وسوف تعرف كيف تستغل وقتك أفضل وتحافظ على اللقاءات الأقل مع الأصدقاء الحقيقيين. ( اقرأي أيضا : مبروك هتبقى أب )
في الواقع، هناك الكثير من الأباء غير التقليديين شعروا بامتنان شديد لوجود أبناء في حياتهم لأن نمط حياتهم أصبح أفضل، واستطاعوا أن يقلعوا من عاداتهم السيئة من أجل عيون أبناءهم، وبالطبع انعكس ذلك عليهم شخصيا وأولا قبل أي شخص آخر. فهم أقلعوا عن التدخين وخسروا كيلوجرامات من أوزانهم وتوقفوا عن الأكل الجاهز غير الصحي أو على الأقل قللوا منه وتعلموا كيف يتحكموا في غضبهم وعصبيتهم وأن ينظموا أوقاتهم أكثر. كل هذه إيجابيات تنعكس عليك مباشرة، وضرورات في الوقت نفسه من أجل تربية أفضل لطفلك.
اجلس مع زوجتك وتبادلا الأفكار والأحاسيس الخاصة بهذا المولود القادم، اكتشفا معا ما تحتاجان إليه الآن وما تتصورانه للمستقبل وكيف ستدبران تلك الحياة الجديدة فالتخطيط مهم