هل أنا صديقة أمي .. أم فتاة غريبة ؟
تساؤل يطرحه كثير من الفتيات المراهقات اللاتي يعشن صراعاً داخلياً وخارجياً ، فهن يتقلبن من مرحلة نمو الى أخرى ، مع ما فيها من تغيرات نفسية وجسدية واجتماعية .
لذلك هن بحاجة ماسة الى الدفء والحب والحنان الذي يشعرهن بالأمان والارتياح والسعادة ويكسبهن مزيداً من الثقة والقوة لمواجهة القادم من المستقبل .
فهن يترقبن الدعم والمساندة من أمهاتهن القريبات مسكناً والبعيدات فؤاداً .
آلام الفتيات وآهاتهن وهن يصرخن في أذن أمهاتهن لعلهن أن يسمعن ، ولعلهن أن يعين ويدركن ما تحتاجه بناتهن ..
فهناك أم مشغولة بنفسها ( ولا تسأل عن ماهية توافه الأشغال ) ..
وأخرى قريبة من بناتها مهتمة بحرص زائد يتولد منه الشك والتضييق على الفتاة ، فينقلب هذا الحرص من حب الى عداء .. فلا يحسن فيه الحوار ، ولا يوجد فيه تفنن وإبداع وجمال في الرعاية الذي يشعر بشيء من الاهتمام ، فينمو في مناخه الرفض والعصيان والعناد .
ولا ننسى النموذج الرائع للأم المثالية المخلصة الحنونة المدرك والواعية بواجباتها تجاه بناتها حتى لا يظلم عامة الأمهات .. إلا أنهن قليلات .
آه .. آه .. الى متى سيظل هذا الحال ؟
فهل يا أمي تمنحينني قلباً رحيماً وإحساساً دافئاً ووقتاً يكون فيه المشاركة والمساندة ؟
فأنا أحتاج سمعك لي لتفهمينني ..
وأحتاج بصرك لتشعي قوة في حياتي بنظراتك التي تحويني ..
وأحتاج ساعديك لتنهضي بي في دروب الحياة لتحقيق نجاحي ، وأكون في المستقبل قادرة على رعاية حياتي الخاصة .
فأنا فتاة أعيش مخاطر الشتات الذهني ، والتقلب الفكري ، والتعب النفسي ، والإرهاق الجسدي ، وإن دمعاتي وآهاتي تسكب ليل نهار ، ولم يعد الليل ليلاً ولا النهار نهاراً ، وأنفاسي لا تستنشق عبير الحياة الجميلة لأنني لا أتنفسها ولا ترى عيني جمال الحياة بطبيعتها لبعدك .. وأنت يا أمي بعيدة كل البعد عني !!!
فهل تقتربي مني يا أمي البعيدة ؟
وهل تصبحي لي صديقة ؟