الخميس 19 سبتمبر 2024 / 16-ربيع الأول-1446

هشاشة العظام .



http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcT2DOws9YuK9PnyBRsCuq1be0XNNDNOqR1OfvmkJVzIvCTcVSQEfw
د. محمد محمد الحناوي .


( قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً ولم أكن بدعائك رب شقياً ) .

ثمة مسميات متعددة لمرض أصبح أكثر شيوعاً : هشاشة العظام ، ترقق العظام ،
تخلخل العظام ، ضعف العظام ، وهن العظام .

وهو خلل في العظام يتميز بانخفاض تدريجي في كثافة و كتلة العظام وهشاشة النسيج العظمي
(زيادة في مساميته) وذلك بسبب انعدام التوازن الطبيعي بين فقدان خلايا عظمية وتكوين أخرى جديدة والذي يخفض بدوره قوة العظام.وعدم القدرة على تحميل مزيد من الإجهاد أو الرضوض ولديهم خطورة أعلى للإصابة بالكسور، التي تحدث دون رضوض أو مع رضوض قليلة .

وهو أكثر شيوعاً عند النساء منه عند الرجال.

أكثر الكسور شيوعاً هو كسر الرسغ، والذي غالباً ما يحدث في سن 50 إلى 70 عند النساء.

كسور الحوض وكسور العمود الفقري (كسور انضغاطية) يمكن أن تحصل، وهي أكثر شيوعاً عند المرضى في السبعينات من العمر.

قد تسبب هشاشة العظام معاناة كبيرة، وخصوصاً عندما يؤدي إلى كسر الحوض، والتسبب بالعاهات أو الوفاة.

مقدمة

العظام هي أعضاء حية متحركة , ومصنع للخلايا الدموية , ومخزن للمعادن والغذاء , ودعامة للجسم ولإعطائه الشكل القويم . يقوم العظم بشكل منظم بإذابة أو تحليل الأنسجة العظمية القديمة واستبدالها بأخرى .

كيف يحدث ترقق العظام ؟

تتكون العظام من ألياف كولاجين ( مادة بروتينية ) معبأة بمواد معدنية أهمها الكالسيوم وبهذا تكون شبيهة بالأسمنت المقوي ، وللعظام فشرة خارجية أو ( لحاء ) سميك وقوي وبداخلها شبكة من ( حواجز ) العظم

وتعطي هذه التركيبة قوة فائقة للعظم مقارنة بوزنها مما يجهلها تتحمل المقاومة بدون أن تتعرض للكسر أو التلف كما أنها كائن حي ينمو ويكبر مع الجسم ويتجدد .

ويعتبر العظم مصنعا فعالا نشيطا تتم فيه عمليات البناء والهدم ضمن توازن دقيق رائع يهدف إلى بناء العظام بناء قويا سليما يمكنها من القيام بوظيفتها على أكمل وجه .

وتكون عملية البناء والنمو متسارعة عند الجنين والرضيع ثم تتباطأ نسبيا خلال مرحلة الطفولة وتتسارع ثانية في مرحلة البلوغ .

ويستمر توضع الكالسيوم في العظام حتى سن الثلاثين تقريبا حيث تصل الكتلة العظمية في الجسم إلى الحد الأعظمي المحدد وراثيا.

وبعد عمر الثلاثين تقريبا تصبح عمليات الهدم أكثر من عمليات البناء ويبدأ الكالسيوم بالضياع من العظام تدريجيا وتتسرع هذه العملية بعد سن اليأس عند النساء وعندما يصبح مخزون الكالسيوم في العظام ناقصا
بشكل كبير يحدث مرض هشاشة العظام .

الأعراض :

لا توجد أعراض مرتبطة بالمرحلة المبكرة من المرض، معظم الأشخاص المصابين لا توجد لديهم أية أعراض، وهم لا يعرفون بإصابتهم.

الأعراض التي تحدث في المرض المتطور :

أولى العلامات المبكرة يمكن أن تكون نقص الطول الناتج عن انحناء العمود الفقرة والتي تسببها الفقرات الضعيفة (عظام العمود الفقري). الفقرات الضعيفة تصاب بكسور صغيرة تسبب انهيار عظام العمود الفقري عمودياً.

عندما يحدث هذا، فإن طول الفقرات ينخفض، ويتحول شكل كل فقرة من الشكل الطبيعي المستطيل إلى الشكل المثلثي. على الرغم من أن خسارة الطول الناتجة عن الكسور الضاغطة يمكن أن مترافقة بآلام الظهر، ولكنها غالباً لا تسبب أية أعراض).

لا تسبب هشاشة العظام، غالباً، أية آلام، إلا إذا حصل كسر. عندما لا يكون هناك أية كسر، فإن الألم في العظام أو المفاصل يحتمل أن تسببه مشكلة أخرى ، مثل التهاب المفاصل أو التهاب الأوتار أو خلل في العضلات أو الأنسجة الرابطة.

التشخيص

التاريخ المرضي عن عوامل تزيد خطورة الإصابة بهشاشة العظام مثل:

– الجنس ( أنثى) امرأة واحدة من كل ثلاث نساء ورجلا واحدا من كل اثنا عشر رجلا لأن النساء بصفة عامة لديهن كتلة عظمية أقل – وبالتالي عظامهن أضعف – من الرجال في نفس المرحلة من العمر.

– العمر ( أكبر من 40 سنة)

– توقف الحيض عند النساء لنقص هرمون الاستروجين

– سوء التغذية : النظام الغذائي قليل الكالسيوم

– وجود زيادة في نشاط الغدة الدرقية.

– عدم القيام بالتمارين الرياضية بشكل دوري

-تعدد الحمل والولادة دون أن يكون هناك فاصل بين الحمل والذي يليه.

– قلة التعرض لأشعة الشمس إذ إن أشعة الشمس تسهم في تزويد الجسم بفيتامين «د» الضروري لصحة وسلامة العظام .

– النحافة .

– أخذ أدوية معينة مثل الكورتيزونات أو الأدوية الكيماوية المستخدمة في علاج مرض سرطان الثدي أو حقن منع الحمل لمدة طويلة .

– الأصول العرقية : النساء الغربيات ذوات الأصول البيضاء، خصوصاً ذوات التاريخ العائلي بالإصابة .

– التدخين

– شرب الكحول

– الإكثار من المشروبات المنبهة كالقهوة والكولا تفقد عنصر الكالسيوم الضروري

للعظام بشكل كبير .

– وجود حالات هشاشة العظام في العائلة (التاريخ العائلي) وجد ثمانية جينات مسؤولة عن المرض في عينات من الحامض النووي الموجود داخل خلية الجسم عند أشخاص من أجيال متعددة

– وجود (على الأقل لمرة واحدة) كسور ناتجة عن الهشاشة.

يمكن تشخيصه بواسطة صور الأشعة العادية ( السنية ) في الحالات الممكنة تظهر صور الأشعة البسيطة نقص الكثافة العظمية والكسور في حال وجودها في صور الأشعة باختبار الكثافة المعدنية العظام عندما تكون الحالة لا عرضية .

هناك عدة أساليب متوفرة لقياس كثافة العظام :

أكثر هذه الطرق شمولية ودقة هي DEXA جهاز دكسا والتي تعتبر الأفضل لتشخيص ترقق العظام وكذلك تقييم الاستجابة للمعالجة.

تعتبر DEXA اختباراً سريعاً ( يستغرق 10 – 15 دقيقة ) وبدون ألم ، وتستعمل كميات قليلة من الإشعاع (أقل من الأشعة المستعملة في الفم للأسنان). وعموماً تطبق على العمود الفقري والحوض.

– وهناك طريقة جديدة، كثافة عظام الكاحل بالأمواج فوق الصوتية ، وهي أسرع وأقل تكلفة، ولكنه عموماً مقبولة فقط كأداة فحص . غالباً، المرضى الذين يوجد عندهم ترقق عظام من خلال الأمواج الصوتية على الكاحل، يحولون لاختبار DEXA على العمود الفقري والحوض.

اختبارات كثافة العظام :

تمكن من تشخيص هشاشة العظام عندما تكون الحالة لا عرضية ومتوسطة.

تساعد في التوجيه للمعالجة التي تمنع زيادة سوء الحالة.

تكون كقاعدة للمعالجة

ويمكن استعمالها لمتابعة الاستجابة للعلاج.

صورة طبقية Computed Tomography CT للعمود الفقري

لتقييم كثافة العظام في عدة مواقع. ولكنه أقل انتشاراً وأغلى من اختبار الكثافة المعدنية .

المدة المتوقعة للمرض :

على الرغم من أن ترقق العظام مرض مزمن إلا أن المعالجة المناسبة يمكن أن تؤدي إلى تحسن ملحوظ في كتلة العظام ويمكن أن تقلص احتمالية ظهور الأعراض.

وبالرغم من أن كتلة العظام لا تعود إلى حالتها الطبيعية، إلا أن احتمالية الكسور تنخفض غالباً بنسبة 50% بعد عدة سنين من المعالجة.

المضاعفات :

الكسور الانضغاطية للعمود الفقري.

كسور الحوض وكسور الرسغ.

الإعاقة الناتجة عن ضعف العظام الشديد.

عدم القدرة على المشي بسبب كسور الحوض.

الوقاية :

يمكن المساعدة على الوقاية من هشاشة العظام بتناول كميات كافية من الكالسيوم من مصادره الطبيعية مثل حبوب الصويا والموز والحليب كحليب الأبقار والجبن , ومضغ حفنة من بذور السمسم الأبيض يزود بكميات كبيرة من الكالسيوم الطبيعي دون التأثر بالكوليسترول الموجود في منتجات الألبان.

– أربعة أكواب من الحليب تعادل 1200mg من الكالسيوم )

– الفوسفور وفيتامين D في الطعام

– إذا كان الغذاء منخفض الكالسيوم أو كانت المرأة في فترة الرضاعة تؤخذ يومياً 500mg إلى 1000mg (ميلليغرام) كالسيوم .

– تناول العنب الذي يحتوي على معدن البودون الهام والمساهم في عملية زيادة هرمون الاستروجين لدى الإناث .

– تناول البصل الجاف يومياً يقلل الإصابة بهشاشة العظام بنسبة 20% على الأقل .

يؤخذ فيتامين D .

– بعمل تمرينات رياضية ممارسة الرياضة الخفيفة يوميا لمدة نصف ساعة مثل المشي والسباحة والهرولة البسيطة واليوغا أو أي نشاط آخر يتناسب مع مستوى اللياقة وتركيبة العظام عند الشخص .

– بعدم التدخين

– بعدم شرب الكحوليات .

– أخذ علاج استبدال هرمون الاستروجين كدواء أو raloxifene أو alondranate. في فترة ما بعد انقطاع الطمث .

– عمل اختبار كثافة العظام . والمستحسن قياس الطول سنوياً، وخصوصاً عند النساء أكبر من 40 عاماً.

العلاج :

يعالج الأطباء مرض هشاشة العظام بما يلي :

– وصف كميات مناسبة من الكالسيوم وفيتامين D ، ووضع المريض في بداية برنامج من التمرينات الرياضية .

– المعالجة بالاستروجين: يجب على النساء اللاتي يأخذن الاستروجين عمل تصوير للثدي وفحوصات الحوض بشكل دوري .

-المعالجة بدواء alendronate هذا الدواء يمنع من إعادة امتصاص النسيج العظمي الموجود وقت المعالجة.

– المعالجة بدواء raloxifene يرتبط بمستقبلات الاستروجين ، وهي الجزيئات التي ترتبط عادة بالاستروجين يقلل خطورة كسور الفقرات بنسبة 50%

– المعالجة بالكالسيتونين الأنفي هو دواء يبطئ معدل خسارة العظام ويخفف من ألم العظام.

تقدم العلاج يراقب عن طريق قياس كثافة العظام التي تجري مرة كل سنة أوسنتين. للسماح بحصول أكثر المقارنات دقة، يجب أن تجري كل قياسات كثافة العظام على نفس الآلة في نفس المختبر.
 

عند حدوث كسر الحوض الناتج عن ترقق العظام، غالباً ما يتطلب إجراء جراحة رئيسية أو فرعية؛ يمكن أن يعالج كسر الرسغ بشكل جيد باستعمال الجبيرة فقط أو الجراحة.

المعالجات الأخرى للكسور تتضمن أدوية تسكين الألم والاستراحة لفترة قصيرة. حقن اـ calcitonin يمكن أن تقلل ألم العمود الفقري من كسور انضغاطية جديدة.

تغيير أسلوب الحياة :

التمارين المنتظمة يمكن أن تخفف احتمالية كسور العظام المرتبطة بهشاشة العظام. تظهر الدراسات أن التمارين التي تتطلب من العضلات شد العظام تؤدي بالعظام للاحتفاظ، وربما زيادة كثافتها . وجد الباحثون أن النساء اللاتي يمشين بحدود 1.5

كيلومتر يومياً عندهن سبع سنوات إضافية من مخزون العظام أكثر من النساء اللاتي لا يمشين.

بعض التمارين الموصى بها تتضمن:

تمارين احتمال الوزن وتتضمن (المشي، الهرولة، صعود الدرج، الرقص.. الخ).

قيادة الدراجة الثابتة.

استخدام آلات التجديف.


ملاحظة مهمة :

أي تمرين في خطورة السقوط يجب تجنبه. إن تجنب السقوط هو جزء مهم من أي برنامج علاجي شامل لترقق العظام. إن الإجراءات من قبيل التأكد من صحة الرؤية عند المريض وتصحيحها، تجنب الأدوية المسكنة، وإزالة الأدوات المنزلية الخطرة، كلها يمكن أن تخفض بشكل كبير خطورة الإصابة بالكسور.

يجب المحافظة على نظام غذائي يتضمن كمية كافية من الكالسيوم وفيتامين D  والبروتين.  

 على الرغم من أن ذلك لن يوقف خسارة العظام تماماً، إلا أنه يضمن توفر المواد التي يستعملها الجسم لتكوين والمحافظة على العظام.

يجب أن تؤخذ جرعات تكميلية من الكالسيوم حسب الحاجة للوصول إلى الكمية الموصى بها يومياً من الكالسيوم (1200 ميلليغرام في اليوم للإناث البالغات، و 1500 ميلليغرام يومياً لذوي خطورة الإصابة المرتفعة بترقق العظام).

فيتامين D يساعد على امتصاص الكالسيوم ويجب أخذ 400 إلى 800 وحدة دولية

(IU) لجميع الأفراد الذين يملكون خطورة مرتفعة لنقصان الكالسيوم أو ترقق العظام.

تطور المرض :

البدء بالمعالجة في أي وقت ستكون مناسبة ولن تكون متأخرة أبداً.

يمكن تثبيت كثافة العظام، حتى في الحالات الشديدة من هشاشة العظام، في أغلب الأحيان أو حتى تحسينها، ويمكن تخفيض خطورة حصول الكسور بنسبة 50% بعد عدة سنوات من العلاج.

المرضى الذين عندهم حالات متوسطة أو حالات لا عرضية (بدون أعراض) من هشاشة العظام لديهم تطوراً ممتازاً للمرض، بينما أولئك الذين حصل لديهم كسور ناتجة عن هشاشة العظام يمكنهم غالباً أن يتوقعوا من عظامهم أن تشفى بشكل طبيعي وأن يزول الألم خلال أسبوع أو اثنين .

تطور المرض يكون أفضل عندما يكون التشخيص والمعالجة مبكراً أو عندما يتم اكتشاف وإزالة أي سبب عكسي مثل استعمال مركبات الكورتيزون إذا بدأت المعالجة الصحيحة يمكن لمعظم المرضى الوقاية من هشاشة العظام أو ازدياده إذا كان قد حدث.


تصميم وتطوير شركة  فن المسلم