الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 / 24-جمادى الأولى-1446

نوادر إيجابية ونوادر سلبية.



نوادر إيجابية ونوادر سلبية.
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSdGI49AUPd6PIkhf_t3jHOcaNM6-9fm5OKvNI_F0zOZ49hI31dLg
د.عبدالعزيز عبدالله القحطاني .

من المعلوم على وجه العموم أن التفكك الأسري فتك بكثير من المجتمعات الإنسانية وخصوصاً المجتمعات الغربية.

ويعود السبب إلى التطور الاقتصادي الذي فرض قيما وعادات اجتماعية تعتمد فيها العلاقات الإنسانية على المصالح والمنافع الدنيوية بين الناس حتى بين ذوي القربى.


لكن بالتأكيد ما يزال في تلك المجتمعات أناس أوفياء لبعضهم، وإليكم هذه القصة.

ضربت امرأة بريطانية تبلغ من العمر 35 سنة، وتدعى (ماريا تشاليس) درساً ومثالاً في الوفاء وصون المحبة. فهي أحبت وأخلصت لزوجها (باول تشاليس) الذي يكبرها بثلاث سنوات.


ولكن حياة الحب لم تستمر بينهما طويلاً بسبب تعرض زوجها لمرض خبيث قضى على حياته.

وفكرت الزوجة بعد رحيل زوجها أن تخلد ذكراه بطريقة فريدة لتبقى ذاكرتها حية بذكرى زوجها، وكأنها تريد بعد مماته أن تعيش معه في ذاكرة الحب والوفاء، ولتصون الود الذي ترعرع بينهما.

فقررت الزوجة أن تثبت صور زوجها – بملابس العمل – في أماكن مختلفة في حديقة المنزل، بينما وزعت صوراً له بملابسه الرسمية داخل غرف وممرات المنزل.

والسبب أنها قد تأكدت أن الموت قد غيب زوجها وحبيبها لكن لا بد أن تبقى صورته مطبوعة ومعلقة في كل مكان حتى تذكرها تلك الصور بأيامهما الحلوة. وهذه المرأة الشابة تثبت أن الإنسان بمعدنه الأصلي قد يقاوم سلبيات الحضارة التي تسببت في تفكك العلاقات الإنسانية بين البشر، وبلدت مشاعر الحب تجاه الأقارب.

أما في المجتمعات العربية والإسلامية فيغلب عليها حفظ الود بين الأزواج.


لكن كما أن في المجتمعات الغربية من نوادر إيجابية، فإن في المجتمعات الإسلامية نوادر سلبية. وعادة يكون الرجل هو المتهم الأول في نسيان الود وسرعان ما يتزوج بعد رحيل الزوجة.

لكن عرفت واقعة حقيقية تدل على عدم وفاء بعض النساء تجاه أزواجهن!

وهي أن أحد رجال الأعمال توفي عن عمر يقارب الخمسين، وترك بعده زوجته وأطفاله. ومن الواضح أن الزوجة (الوفية!) ترغب الزواج من شخص معين، ورأت أن فترة العدة المحددة شرعاً بعد وفاة الزوج – أربعة شهور وعشرة أيام – تعتبر في نظرها فترة طويلة.

وقد حاولت أن تجد من يفتي بجواز خصم نصف المدة أو أكثر (لأسباب لا يعرفها إلاّ هي!)،

فلم تجد من يفتي على حسب ما تريد! اتصلت المرأة بأحد الشيوخ وذكرت له أن زوجها متوفى منذ شهر، وهي ترغب الزواج.

فهل لا بد من الانتظار حتى تنتهى العدة؟ حتى لو كان الزواج سرياً يا شيخ؟

فحدثها الشيخ وبين لها الحكمة من هذه المدة، وعليها الصبر حتى انقضاء العدة. وبعد وقت يسير، وفي نفس المجلس حضر شخص، وشرح للشيخ أن رجلاً ما يريد أن يتزوج امرأة توفي زوجها منذ شهر! ويرغب في سترها والاشراف على المؤسسة التجارية التي تركها الزوج! (يعني فهمنا من هو العريس المنتظر!).

ويقول: أنا أعلم أن العدة أربعة شهور وعشرة أيام، لكن هذا الرجل طلب مني أن أتأكد لعله يجد من يجيز ذلك. فقال له الشيخ غاضباً: بلغ صاحبك (قليل الدين ) أن ليس من الدين ولا من المروءة أن يفكر بزواج كهذا. فاحمر وجه السائل وتقاطر عرقاً!

هذه المرأة المستعجلة للزواج تجاهلت الضوابط الدينية والأعراف الاجتماعية للزواج.

ومن المستغرب عدم صبرها إلى حين انقضاء المدة المحددة شرعاً.

ومع أن الزواج لا يقف عند عمر معين، لكن كثيراً من النساء ترملن وهن شابات كوفاء لأزواجهن أو نذراً لتربية أبنائهن.

 


المصدر: صحيفة اليوم ، العدد 13548 .

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم