الأثنين 25 نوفمبر 2024 / 23-جمادى الأولى-1446

نظرات في نفسية الرجل والمرأة



حقائق نفسية خاصة بالرجل والمرأة… كثير عددها… بليغ أثرها… ولكنّها… غائبة عن أذهاننا… يجب – ابتداءً – تجليتها، لنستضيئ بها أثناء تجوالنا في رحلتنا المباركة هذه لسبر أغوار أنفسنا رجالاً ونساءً، ولنسترشد بها في تعميق وتصحيح فهمنا لشريك الحياة. ومن هذه الحقائق الكثيرة المؤثرة الغائبة الآتي:

1-  لكلّ من الرجل والمرأة خصائص نفسية مختلفة تماماً عن الآخر، وهي تبدو على طرفي نقيض.

 

2-  الاختلافات النفسية بين الرجل والمرأة هي حلقة من حلقات الاختلافات الكثيرة بين الجنسين، والتي بنيت على اختلاف أدوار ووظائف كلّ منهما.

 

3-  الاختلافات النفسية بين الرجل والمرأة ليست اختلافات تفضيلية مبنية على فوقيه جنس ودونية آخر، ولكنّها اختلافات في جوهر طبيعتها تكميلية.

 

4-  بسبب الجهل بتلك الاختلافات النفسية بين الرجل والمرأة، خيّم سوء الفهم بين الزوجين. فالرجل يتهم زوجته بأنّها ثرثارة – حساسة – سطحية – أقل عقلاً – عاطفية – ضعيفة…، والمرأة تتهم زوجها بأنّه صامت كالجبل – بارد كالثلج – بئر بغير قاع – فاقد الإحساس – متغطرس – عينه زائغة – لا أمان له… ففقدت بهذا الجهل الكثير من البيوت متعة الحياة الأسرية السعيدة الناجحة، وربما أطاح ذلك باستقرارها أو حتى باستمرارها.

 

5-  من أهم أسباب الخلافات الزوجية أنّ الرجل يتعامل مع زوجته وكأنّها ينبغي أن تكون – من حيث التكوين النفسي – “رجلاً مثله” ..!! والمرأة كذلك تتعامل مع زوجها وكأنه ينبغي أن يكون – من حيث التكوين النفسي – “امرأةً مثلها”..!! كيف هذا؟.. (ولَيْسَ الذَّكَرُ كالأُنثى) (آل عمران/ 36)، لا عضوياً ولا فسيولوجياً (وظائف الأعضاء) ولا نفسياً.

 

ومكلف الأيام ضد طباعها             متطلب في الماء جذوة نار

 

6-  أساليب النساء بالنسبة للنساء، وكذلك أساليب الرجال بالنسبة للرجال صحيحة وطبيعية ومنطقية. ولكن بسبب الجهل بالاختلافات بين الرجال والنساء، قد يبدو للرجال أنّ أساليب النساء وكذلك يبدو للنساء أنّ أساليب الرجال غير صحيحة وغير طبيعية وغير منطقية.

 

7-  إنّ تفهم الاختلافات بين الرجل والمرأة سوف ييسر على كلّ طرف استيعاب دوافع حدوث الكثير من الأمور التي تبدر من الطرف الآخر، وبالتالي قبولها والتعامل معها بعلم وحكمة وبتقدير وفير واحترام كبير، مما يتيح إنبات وإنماء حياة زوجية لا تعرف ضيقاً ولا شقاءً… وتتسم بالحب والهناء.

 

8-  إنّ الأهداف من معرفة الاختلافات النفسية بين الرجل والمرأة هو حض كلّ طرف على أن:

 

أ‌)       يتعرف على طبيعة نفسه ويتعرف على طبيعة الطرف الآخر المختلفة عنه، واضعاً نصب عينيه أنّ “شريك حياتك ليس أنت”.

 

ب‌) يقبل شريكه بطبيعته المختلفة عنه، فلا يحاول احتلاله إنسانياً ولا استعماره فكرياً ولا استغلاله اقتصادياً ولا إرغامه تربوياً ولا إرهابه نفسياً، بل يرنو لمعرفة أفضل الطرق للتعامل معه.

 

ت‌) يكف عن إصدار الأحكام السلبية على شريك حياته، فالاختلافات النفسية بين الزوجين لا تجلب الخلاف ولكن الذي يجلبه هي الأحكام السلبية التي مبعثها هذه الاختلافات.

 

ث‌) يسعى الرجل، من خلال فهمه لزوجته وحبّه لها وعشرته الطيبة معها، إلى تقوية الجوانب الأنثوية داخله مع احتفاظه بخصائصه الذكرية في توازن رائع. وكذلك المرأة أيضاً، تسعى من خلال فهمها لزوجها وحبّها له وعشرتها الطيبة معه إلى تقوية الجوانب الذكرية داخلها مع احتفاظها بخصائصها الأنثوية في توازن رائع. فإذا ما تنامت هذه الجوانب لدى الزوجين، تم بينهما التكامل والتواصل والانسجام والاندماج والانصهار.

 

9-  إنّ الرجولة والأنوثة الكاملتين هما افتراض عقلي لا وجود له في الواقع، وأنّ التجارب العلمية تؤكد أنّ هنالك نسبة أنوثة في الرجال ونسبة رجولة في النساء، وأنّ هذه النسب تتفاوت لدى كلّ إنسان. ولذلك لم ينحصر وجود صفات الذكورة في الرجال فقط، ولكنّها توجد أيضاً وبدرجة أقل في النساء. فالمرأة في داخلها الكثير من صفات الأنوثة… واليسير من صفات الذكورة. وكذلك لم ينحصر وجود صفات الأنوثة في النساء فقط، ولكنّها توجد أيضاً وبدرجة أقل في الرجال. فالرجل في داخله الكثير من صفات الذكورة… واليسير من صفات الأنوثة. أضف إلى ذلك أنّ هناك بعض الرجال لديهم صفات ذكورة أقل من الآخرين، وأيضاً هناك بعض النساء لديهن صفات أنوثة أقل من الأخريات.

 

10-                 لأنّه يختلف عنها… وهي تختلف عنه… استأثر بأحوال نفسية خاصة به لا توجد عندها. وبالمثل هي أيضاً، استأثرت بأحوال نفسية خاصة بها لا تتوافر لديه أبداً.

 

11-                 وستظل الحقيقة التي لا يمكن غض الطرف عنها ولا تجاهلها قائمة وهي أنّ الزوجين… مهما اختلفا… ومهما تجافا… فإنّ أحدهما لا يتحمل العيش وحيداً… عن الآخر بعيداً… وستظل المرأة… كزوجة… هي السكن الدفئ والمحبة الوارفة، وسيظل الرجل… كزوج… هو العضيد القوي والصاحب الأمين.►

 

 

 

المصدر: كتاب شريك حياتي.. من فضلك افهمني

 

 

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم