الجمعة 27 ديسمبر 2024 / 26-جمادى الآخرة-1446

موقف تربوي محيّر .



موقف تربوي محيّر .
http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSOVVBaupgqrnXQQjGCoJ5P0piOZz6uVSayx-LSVXK8foIDGg13
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا معلمة في إحدى الروضات لمستوى تمهيدي

منذ 8 سنوات ولله الحمد والمنه ناجحة في عملي وفي غرس مبادئ الدين والتربية الصحيحة في أطفالي

ألهمت ولله الحمد حسن التعامل وكيفية إمتصاص غضبهم وإستيعاب تصرفاتهم الخاطئة وتصحيحها لكن ماأثارني مشكلة أحد الأطفال عندما أشتكى من أحد زملائه بأنه يفعل له بعض الحركات البذيئة حاولت إنذاره وردعه لكن مع ذلك خشيت نفوره مني

وحينما واجهته بهل ترضى بأن يعمل أحد مثل ذلك لأختك أو حتى لك فكان ينظر إلي دون رد منه حاولت بأغلب الطرق دون جدوى فلما سألت عن حال الطفل وجدت بأن بيئة الطفل سبب في تلك التصرفات البذيئة فحارت أفكاري كيف أواجه والدته بالموضوع وكيف تعاملي معها

وكيف أستطيع إنتشال هذا الطفل من هذا الوحل دون أي تأثير على نفسيته بين زملائه

فياترى هل أجد حلا لمشكلتي

جزاكم الله خيراً

اسم المستشير      مربية حائرة

___________________


رد المستشار       أ.ناصر بن محمد الشكري


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

إلى الأخت المعلمة الفاضلة .. مربية حائرة .. وفقها الله لما يحبه ويرضاه : سوف أشارك معك في حل هذا الموقف التربوي ..

 وذلك في عدة نقاط :

1- أشكرك على أدائك المميز في عملك وغرس المبادئ الإسلامية وحسن التعامل مع طلابك الأطفال ..

وهذا ما ينبغي للمعلمة المسلمة .


2- الطفل في ما يبدو لا يتجاوز عمره السادسة ، وكما تعلمين فإن لهذه المرحلة خصائص معينة ينبغي مراعاتها أثناء التعامل مع الطفل سواء أكان الموقف الذي حصل إيجابيا أم سلبياً .


3- لعله من أصعب ما يواجه المربون سواء أكانوا معلمين ومعلمات أم أباء وأمهات أثناء تربية أطفالهم هو ظهور بعض المواقف التربوية السلبية ( مشكلات سلوكية ) ،

والمشكلة الأكثر صعوبة هي قيامنا بعلاج مثل هذه المواقف بحلول تؤدي إلى تفاقم المشكلة بدلاً من علاجها ، لذا علينا نحن المربين انتهاج السبل والطرق التربوية الصحيحة المستقاة من كتاب ربنا وهدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ثم الرجوع إلى خبرات أهل الاختصاص .


4- في حالة ثبوت أن مشكلة الطفل قد اكتسبها من بيئته والتي تشمل ( البيت – الأقارب – الجيران – الضيوف – وسائل الإعلام … ) فهذه كلها مؤثرات تؤثر على تربية الطفل إما سلباً أو إيجاباً ، وعلينا أن نحدد مصدر المشكلة أولاً قبل البدء في البحث عن العلاج ، وبعد ذلك نتعرف على أسباب المشكلة ثم نعمل على إيجاد الحلول المناسبة لهذا الموقف .


5- على فرض أن مصدر المشكلة من البيت – كما يظهر من السؤال – أو من أحد المؤثرات السابق ذكرها .. فإن إخطار والدة الطفل شيء مهم وأساس في حل هذه القضية ،

  ويمكنك إخبارها بعدة طرق وأساليب منها على سبيل المثال :

‌أ- استدعاؤها إلى الروضة لمناقشة وضع طفلها التعليمي والتربوي .

‌ب- أن تبيني لها أنك حريصة على تعليم طفلها وتربيته في الروضة كما تهتم هي بذلك في البيت ( حتى لو كانت مقصرة في ذلك ) .

‌ج- وضحي لها أهمية تربية الطفل بالقدوة الحسنة فإن صلاح الوالدين له أعظم الأثر في صلاح الأطفال ونفعهم لهم في الدنيا والآخرة ، وكذلك العكس !

‌د- حاولي ألا يظهرها كلامك بأنها مقصرة – بشكل مباشر – مما قد يؤدي إلى نفورها ، وإلى أن تأخذها العزة بالإثم ، فيمكن أن تبدئي معها بمدح الطفل وتربيته وأخلاقه ثم بعد ذلك بيان الموقف التربوي السلبي بالتدرج .


‌هـ – قولي مثلا : إن هناك سلوكا سلبيا خاطئا ظهر عند ابنها لا أدري من أين تأثر به ..؟! وأنك تعملين على مراقبة بقية الأطفال حتى تتأكدين من أن مصدر هذا السلوك ليس من قبل زملائه في الروضة .


‌و- أكدي أنك وإياها ستعملان على إيجاد الحلول المناسبة لهذا السلوك الخاطئ وأن هذا لن يؤثر على سير دراسته وعلاقاته بمعلماته وزملائه .

‌ز- يمكن عرض المشكلة على المرشدة الطلابية لتخبرها بالموضوع إذا لم تستطيعي أنت ذلك .


6- بعد أن حددنا مصدر المشكلة واتفقنا مع الوالدة في حل هذا الموقف التربوي السلبي – سواء اقتنعت بكلامك أم لا – فأرجو أن تسعي جاهدة لعلاج هذا الموقف لأنك مربية له وتقع على عاتقك هذه المسؤولية في الروضة.

7- ابدئي بخطوات العلاج مع الطفل :

أ – قبل البدء بالعلاج هناك ملحوظة : وهي أنك حاولت إنذاره وردعه وذلك بعد أن اشتكى منه أحد الأطفال !

والسؤال : هل جربت أشياء أخرى قبل الإنذار والردع ؟ فقد تكون حلاً وسبباً ليترك القيام بمثل هذه الحركات البذيئة ؛ وأعني هنا أن هناك أسلوبا – بل أساليب – تسبق الإنذار والردع ، قد تكون أكثر إنتاجاً ، وتؤدي إلى ما نرجوه من حلول .


ب- من أفضل الأساليب المستخدمة لحل بعض المشكلات الخاطئة :

أسلوب التدرج فهو أسلوب متخصص في حل المشكلات السلوكية والعادات السيئة التي تكون في الناس عموماً ، وقد جاء هذا الأسلوب في كتاب ربنا وهدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .


ج- عليك أختي الفاضلة أن تحذري أشد الحذر من أسلوب العسف والعنف والقهر فقد ينتهي الطفل عن هذا السلوك السيئ ولكن في الظاهر فقط ، ويبقى في داخله وربما يعود إليه بعد حين ، لعدم قناعته وإنما بسبب خوفه من العسف والعنف .


د-أرجو أن تحاولي التعرف على أسباب فعله لذلك السلوك هل هو :

– الاقتداء بقدوة سيئة .

– لفت الانتباه .

– التفريغ الانفعالي ( بسبب مشكلة نفسية أو أسرية أو .. ) .

– الاختلاط الفاسد .

وغير ذلك ..


هـ – من خلال التعرف على الأسباب نستطيع معرفة العلاج والذي يمكن أن يكون -على سبيل المثال لا الحصر :

– أن يقوم الطفل بتوجيه نصيحة مختصرة لزملائه تحذر من هذا الفعل من غير أن يشعر بذلك .

– محاولة إدخال شخص يحبه الطفل كثيراً من داخل الروضة أو خارجها ليساعد على علاج الموقف.

– محاولة التعرف على حاجات الطفل التي أدى نقصها أو عدم إشباعها إلى فعل هذه الحركات .

– إعطاؤه مكافأة مادية أو معنوية إذا لم يتكرر منه هذا الفعل – كنجمة أو صورة في لوحة الصف .

– التعبير عن عدم الرضا منك أو ممن يحبه كثيراً إذا تكرر منه الفعل .

– عقاب الطفل بما لا يؤثر على شخصيته أو نفسيته مثل أن يحرم من الحلوى أو عدم التصفيق له أو ما ترينه مناسباً لوضع الطفل .


وأخيراً أرجو من الله أن أكون قد وفقت في إيجاد العلاج أو بعضه وأن يصلح لنا ولكم وللمسلمين أبنائنا وبناتنا ..

وأن يوفقك أختي الفاضلة وجميع المعلمات والمعلمين للخير والسداد .

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم