الجمعة 20 سبتمبر 2024 / 17-ربيع الأول-1446

مهارات ناعمة لتدليل الأزواج



السعادة الزوجية أشبه بقرص من العسل تبنيه نحلتان وكلما زاد الجهد فيه زادت حلاوة الشهد فيه وكثيرون يسألون كيف يصنعون السعادة في بيوتهم ولماذا يفشلون في تحقيق هناءة الأسرة واستقرارها ولا شك أن مسؤولية السعادة الزوجية تقع على الزوجين فلابد من وجود المحبة بين الزوجين.وليس المقصود بالمحبة ذلك الشعور الأهوج الذي يلتهب فجأة وينطفئ فجأة إنما هو ذلك التوافق الروحي والإحساس العاطفي النبيل بين الزوجين والبيت السعيد لا يقف على المحبة وحدها بل لا بد أن تتبعها روح التسامح بين الزوجين والتسامح لا يتأتى بغير تبادل حسن الظن والثقة بين الطرفين والتعاون عامل رئيسي في تهيئة البيت السعيد وبغيره تضعف قيم المحبة والتسامح والتعاون وتجتهد الزوجات فى إسعاد وتدليل أزواجهن لكسب الود وضمانا لاستقرار الحياة واستمرارها .

أشكال

وتذكر منيرة سالم ان التدليل مطلوب من الزوجة لزوجها وذلك لزيادة المحبة بينهما ولكن هذا التدليل له أشكال متعددة تفرضها الظروف الاجتماعية المحيطة فمثلاً في حال استقبال الزوج عند دخوله للمنزل أحرص على ان ألبس له أجمل الثياب وأتعطر له بأطيب عطر مقرب الى قلبه مع ضرورة استقباله بالتهليل والترحيب وبث الأشواق وأعاونه في تبديل ملابسه مع سؤاله عن حاله وظروفه اليومية ولا أغفل مسألة تعليم الأبناء كيفية استقبال والدهم اما في حال استقبال ضيوف الزوج فعلى الزوجة استقبال الخبر بالبشرى وعدم التأفف من كثرة حضورهم او عددهم مع تطييب مكان جلوسهم وإعداد الطعام والشراب وما يناسبهم والتعرف على زوجاتهم بموافقة الزوج طبعاً كما أن التدليل له وقع قوي ومفعول سحري في حال غضب الزوج وذلك بمحاولة تهدئته وضبط الانفعالات وفتح الموضوع من جديد بعد نسيانه بأسلوب شيق ولطيف مع الحرص على ألا أقف من موقف الند فأرده واستفزه وألاّ أنام ليلتها الا برضاه للحديث الشريف «زوجك جنتك ونارك»

محنة

وتقول عبير صالح ان الزوج يكون أحوج ما يكون للتدليل وقت المرض فعندها تستطيع الزوجة القيام بذلك بالتخفيف من آلامه بروايات مسلية والجلوس عنده لمساعدته وان تردد على مسامعه ان «المنزل من غيرك لا يساوي شيئاً» وغيرها من الكلمات الجميلة، مع عدم إغفال التخفيف من حركة الأطفال حتى لا تزعجه والابتسام له على الدوام والدعوة له بالشفاء وذكر بعض أعماله الحسنة ومآثره الحميدة والمواقف الخاصة والجميلة التي من شأنها ان تخفف من معاناته .

فطرة

وتوافقها الرأي هند الدوسري وقالت ان الدلال من حق الزوج كما هو من حق الزوجة ولكن المرأة بفطرتها الطبيعية والخجل اللذين يميزانها قد تمتنع عن تدليل زوجها مما قد يؤدي الى مخاطر من أهمها حدوث فتور من ناحية الزوج تجاه زوجته لذلك فعلى الزوجة أن تتيقن ان الخجل المبالغ فيه قد يكون مسبباً في هدم بيتها وتستطيع الزوجة تدليل زوجها بعدة طرق وأساليب لا تتطلب الكثير من الجرأة فمثلاً ألا تبخل في التعبير عن مشاعر الاشتياق لزوجها وان تقابله عند عودته بالعناق أو ان تصنع له الأكلات التي يحبها مع تعويده على أن تكلمه في العمل وتقول له «اشتقت إليك كثيراً»

تجربة

وتروى سلمى عادل تجربتها الشخصية بقولها ان الزوجة تستطيع تدليل زوجها في حال السفر ففي نفسي ونظراً لسفر زوجي شبه المتواصل فإنني أحرص كثيراً على ان احضر له ملابسه وأرتبها في الحقيبة وان أطيب حاجاته بالبخور والعطور مع عدم نسيان وضع بعض الرسائل الغرامية في حقيبته دون علمه والا أثقل عليه بالطلبات واحرص أيضا على أن أودعه وان اعبر له عن مقدار الفراغ الذي سيتركه حال سفره وان أضع له مصحفاً صغيراً في جيبه وان أحفظه أثناء سفره في ماله وعياله وبيته .

قيود

وتؤكد شعاع القرني ان الرجل الشرقي بحاجة فعلية الى التدليل من قبل زوجته بل انه يستحق الدلال بدرجة كبيرة، ولكن وللأسف فإن المجتمع الذي نعيش فيه يفرض على الرجل قيودا قاسية ورسميات متعددة عليه الالتزام بها والا كان الوصف المناسب له هو انه «ناقص الرجولة» .وتضيف بان الدليل على احتياج الرجل للتدليل المدروس وغير المبالغ فيه بحثه المتواصل عن امرأة غير الزوجة تدلله وتعتني به لأنه متى ما أدركت المرأة هذا الاحتياج الحقيقي في زوجها فإنه من المستحيل ان نراه يعيث خارج إطار العلاقة الزوجية بحثا عن الدلال المفتقد داخل جدران منزله والدلال ليس بالضرورة ان يكون فعلا بل يكفي الزوج ان تدلله زوجته بكلمات العشق والحب بين الفينة والأخرى ولعلي هنا أتطرق الى مسألة مهمة وهي «المبادرة» ليشعر الزوج بحب زوجته له.

فنون

وبينت الأخصائية النفسية عايدة إبراهيم ان العلاقة الزوجية فن تتحمل المرأة جزءاً كبيراً منه في تحقيق السعادة للزوج واستقرار الأسرة وهذا الفن يشمل الأمور العاطفية والقدرة على التعامل واختيار العبارات المناسبة للتعبير في كافة المواقف وإيجاد علاقة متوازنة بين الزوج والأولاد.وتضيف إن العلاقة الزوجية السوية هي العلاقة التي يكون أساسها صحيحا والزوجة الناجحة هي التي تشعر زوجها بأنه أهم شيء في حياتها رغم انشغالها وتجعله يشعر بأنه جذّاب في نظرها ومرغوب فمهما كانت مسؤولياتها فإن الزوج يحتاج إلى الدلال وتدليل الزوج هو العصارة المغذية للعلاقة العاطفية لتكبر وتنمو أيضا لابد ان نشير إلى ان اهتمام الزوجة بشكلها وجمالها ومنظرها يساعد في رضاء الزوج والاهتمام بأدق التفاصيل التي يمر بها دليل على اهتمامها به وهذا يسعده بالتأكيد بالنهاية ونوهت ابراهيم الى ان الزوج تستهويه الألفاظ الرقيقة والمحببة إلى قلبه ويشعر بأنه محبوب وإذا كانت الزوجة غاضبة منه وتريد إطلاق العنان للسانها فالأجدى بها تحويل ذلك إلى مزاح وضحك لتجنب تعكير صفو حياتها الأسرية .

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم