الجمعة 20 سبتمبر 2024 / 17-ربيع الأول-1446

من يقرأ سؤالي سيكرهني !!



من يقرأ سؤالي سيكرهني !!
https://encrypted-tbn0.google.com/images?q=tbn:ANd9GcREbov-qZMw1vbU1dZ4wWJxjnALepxClvGVeC-jIi3vNJTh7uU-AA
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد قضيت قرابة الثلاث ساعات منتظرة وقت طلب الأستشارات حتى أجد من يمد لي يد العون ..مشكلتي غريبة و عجيبة وصدقوني لن تقرأوا مثلها في مكان آخر ..
ولشدة غرابتها أخفيتها في صدري لم أخبر أحد بها ليقيني بإن من سيعرفها سيكرهني بكل تأكيد ..انا فتاة أبلغ من العمر عشرون عاماً .. أجتماعية من الدرجة الأولى لدي حس فكاهي رائع .. وابتسامة مشرقة وتفهم لكل الأشخاص ..
فكثير من صديقاتي يأتون إلي ليخبروني بمشاكلهم فأهون عليهم الأمور بل وأجد لهم الحلول فلذلك أعد شخصية مميزة طوال مسيرة حياتي ..
انا من عشاق الشبكة العنكبوتيه ومدمينها وفي البدء عندما كنت في المرحلة المتوسطة حذرني أخي الكبير من أن أظهر أمام أي شخص في هذه الشبكة بشخصيتي الحقيقة .. لذلك
كنت أختبئ خلف شخصية رسمتهافي مخيلتي وهي في العشرينيات من عمرها .. ولأنني كنت أسبق عمري في منطقي وحديثي بمراحل فلم يراود أي شخص كنت احادثه بأني أخدعه ..
منذ 5 سنوات تعرفت على فتاة من بلد خليجي آخر عن طريق الأنترنت في أحد المنتديات .. أنتقلت أحاديثنا في فترة وجيزة إلى الماسنجر ..أصبحنا نتحادث يومياً .. في الواقع هي كانت تكبرني بأربعة أعوام
اما في الخيال الذي أنا نسجته بشخصيتي الخيالية فأنا أكبرها بعامين .. لذلك كانت تحترمني كل الأحترام وكانت تعتقد بأنني آخر شخصية قد تخدعها أو ترتكب بعض الحماقات …
كنت احادثها بأستمرار حتى أنتقلت إلى المرحلة الجامعية بعد مرور 3 سنوات فزاد معي نضوجي و كبر عقلي فلم يكن أمام صديقتي مجال للشك في صدق أقوالي ..
في يوم من الأيام بعد أن اعطتني كل الثقة وبعد أن تعرفت على عائلتها فرداً فرداً .. أرادت أن تأخذ رقم هاتفي .. رفضت بشدة
لأنني أخدعها ًًً!! أكذب عليها من غير قصد .. أطلق في اليوم وابل من الكذبات الملفقة بمهارة عن حياة شخصية خيالية تفوقني في العمر ..كل ما أردت أن أعترف لها لا أستطيع .. فشعوري بأنها ستتركني كان يعذبني ..
وفي يوم من الأيام وبعد أن كبرت علاقتنا و أنتقلت إلى الهاتف وأصبحت جزء من حياتي لا أستطيع الأستغناء عنه ..
أكتشفتني .. نعم أكتشفتني عن طريق منتدى كنت مشتركة فيه بشخصيتي الحقيقة ..بقيت تبحث خلفي وتبحث .. بكت كثيراً وتألمت أكثر .. كيف أخدعها طوال هذا الوقت وهي تثق بي ؟؟
واجهتني ولكن خوفي من فقدانها جعلني أنكر بشدة .. حاولت معي كانت تقول لي ( صدقيني سأسامحك .. لقد أحببت شخصيتك التي تصغرني .. فقط أخبريني بالحقيقة )
مع العلم لم أكذب عليها إلا في العمر و التخصص الجامعي فقط ! أما كل شيء كنت أتفوه به معها كان حقيقي ..
حينها أردت أن أفكر في خطة أخرى .. فجرت هذه الكذبة كذبات خلفها ردت أن أنسيها هذا الشك ..
فخطر لي خاطر حقير .. لا أعرف لماذا أرتكبته في حقها
كنت أكذب حتى تهتم بي .. كنت أكذب حتى تحتويني بحنانها .. كنت أكذب حتى تنسى كذبتي .. لم أكن أقصد أذيتها .. أنني أحبها كأختي وكقريبة مني ..
وهنا العجب أيها المستشار أرتكبت أسوأ جريمة في الكذب قد يعاقبني عليها ضميري طوال حياتي ..في يوم من الأيام كنت أحادثها ولا أعلم ما الذي أصاب عقلي الذي يفكر ولساني الذي يتحدث ..قلت لها بأنني سأجري عملية جراحية خطرة في القلب !!
نعم كله كذب أيها المستشار .. كله خداع .. أقسم بالله أنني لم أقصد أذيتها لم أقصد أن أخدعها لم أقصد أن أكذب ولا أعرف لماذا أكذب !!خافت كثيراً .. قلقت كثيراً كانت تبكي ليلاً دون أن تخبرني ..
كانت تستمع لكل حرف أقوله خوفاً من أن تفقدني .. وتناست شكها فيني لفترة !وبأحترافيتي الحقيرة أكملت لعبتي .. فأعطيتها رقم هاتف أخبرتها بأنه رقم صديقتي إلا أنه رقمي الآخر .. قلت لها ستتواصل معكِ وتطمنكِ عني ..
ودعتها .. أبكيتها .. يالحقااارتي أنني أكتب هذه الكلمات وأبكي بحرررقة لسوء ما فعلته ..لم أتصل بالأنترنت لعدة ايام .. ولم استخدم هاتفي لعدة أيام وأوهمتها بأنني بحالة خطيرة ( وذلك كان برسائل كنت أرسلها من رقمي الآخر مغيرة فيها أسلوبي )
حتى أرسلت لي رسالة كانت تقول فيها ( أرجوكِ أخبريني أنها بخير .. فأنا مستعدة أن أعطيها روحي لو أرادت فقط أن تكون بخير )يا لحقارتي .. والله العظيم لا أعرف لماذا فعلت هذا فأنا أحبها لم أقصد أذيتها لم أقصد أخافتها ..
كانت كجثة هامدة لدى أهلها كانت تبكي كلما تذكرتني .. كانت تختبئ في الحمام و الغرف لكي تبكيني ..بعدها قررت أن أنهي هذه الخدعة عدت لمحادثتها وأخبرتها أنني بخير .. كنت أستمع إلى الأرتجافة في صوتها
كانت تبكي بشدة .. وتقول لي قلقت عليكِ كثيراً ..
أعطتني وابل من الأهتمام ووابل من الخوف ووابل من الحرص علي يا لحقاااااارتي ماذنبها !!!!!
وفي لحظة واجهتني بهابشكها الذي ساورها حول شخصيتي فلم تكن تنساه ! أعترفت لها بكل شيء كنت أبكي خجلاً من نفسي ..فأنا في ارض الواقع بعيدة كل البعدعن الكذب .. بل دائماً ما أكون صادقة مع نفسي ومع من حولي ..
اما في الأنترنت لا أستطيع السيطرة على وابل الكذبات التي أتفوه بهابعد الأعتراف ازدادت ثقة صديقتي بي بل ازداد تعلقها بي .. ولكن الحكاية لم تنتهي !!
لم أستطع أخبارها عن أنه العملية كانت كذباً ايضاً .. خفت أن تحتقرني .. خفت أن تكرررهني أكثر .. خفت أن تتركني ! يالغبــــــائي
مرت هذه الايام سريعةً و قد غيرتني بمقدار ما غيرتها
فقد كانت تتصرف تصرفات غير سوية وقد أصلحت هذه التصرفات فيها مما جعلني أفخر بما أنجزته
بالمقابل أصبحت أنا أكثر صدقاً لا أكذب مطلقاً تركت الكذب من غير رجعة
ولكن هناك شيء ناقص !!!فأنا لم أعترف بخطيئتي حتى الآن حتى أتى ذلك اليوم الذي ذهبت لزيارتها فيه في بلدها .. وقد كان يوماً رائعاً وجميلاً ..حينها قالت لي والدتها التي أستقبلتي بحنان الأم الرائع : ( لقد أجريتي عملية في القلب أليس كذلك ؟ كيف حالك الآن )
سرت قشعريرة في أوصالي وتغيرت ملامحي بسرعة وقد كان قلبي ينبض بسررررعة .. رددت عليها بصوت مرتجف :
( انا بخير الآن ) حينها قالت ( أن أبنتي كانت ميتة إلا قليلاً وهي تفكر بكِ )
أحسست بالذنب نعم أحسست بالذنب يأكلني ويفتك بي ..
حتى أتى ذلك اليوم الذي أكتشفتني فيه كما أكتشفتني في أول مرة
فقد رأت رداً لي في أحد المنتديات وقد كان تاريخه ذات التاريخ الذي كنت من المفترض أن اكون فيه في غرفة العمليات بين الحياة والموت !
حينها تغيرت كثيراً .. واجهتني واعترفت فكرهت كل لحظة قضتها معي .. أحست بطعم خيانتي اللاذع وأنعدمت الثقة التي كانت كل ما يرسخ علاقتنا ..
قالت لي كلاماً جارحاً لا ألومها فيه ربما تكون بالغت قليلاً .. فقد نست كيف كنت لها وان هذا الشيء لم أكن أقصده كنت أحبها .. أهتم بها أخاف عليها .. كنت حلاً لكل مشاكلها
كنت صدراً حنوناً يحتضنها كل ما قست عليها الحياة ..
لم أكن أخدعها بمشاعري !! لم أكن أريد أن اكذب !!!!! ربما لأنه حياة الأنترنت أقترنت لدي منذ الصغر بالكذب .. فلم أستطع أن أصرف هذا الطبع الرديء مني ..
هي الآن قطعت علاقتها بي ومنذ فترة وجيزة كنت أخبرها بأنني سأجري عملية جراحية ( استئصال المرارة ) وهذا حقيقي إلا أنها لم تصدقني كفاية ولن تصدقني ..
علاقة صداقة اسطورية في حياتي أنتهت وقد أنهيتها بيدي وبأفعالي ..احببتها ولازلت أحبها .. وبعد مرور السنة الكاملة من الفراق تذكرتها اليوم بكيت كثيراً ..
كنت أصلي وانا أبكي رفعت يدي بيأس وانا اقول :
ارحمني واغفر لي ما فعلته بهذه الفتاة .. وأجمعنا مرة أخرى أن لم تكن في دنياك ففي آخرتك ..
طوال هذه السنة حاولت أن أرضيها أرسلت لها الهدايا والرسائل والعبارات والأعتذارات إلا أنها لم تكترث وان كانت تبتسم مرة فهي يعتريها الغموض مرات ومرات
أشتاق إليها واحبها كما أحبتني من قبل وعلى الرغم من مرور سنة كاملة إلا أنني لم اتغلب على هذا الأمر
ماذا أفعل أخبروني ؟؟
هل أنساها وأنسى هذه الذكرى التي لازلت أحتفظ بآثارها من رسائل وهدايا ؟أم هل أحاول مرة أخرى ؟؟
والله العظيم أنني صادقة بحياتي ولا أدري لماذا فعلت هذه الفعلة معها كنت أريد اهتمامها وخوفها علي ولا أعلم لماذا فعلت ذلك ؟؟
اعذروني لكثرة كلامي .. ولكن أردت أن أشرح مشكلتي الغريبة فأنتم من أستطيع البوح لهم .. في انتظار الرد
اسم المستشير    :              انسانة
________________________
رد المستشار     :               د. حنان محمود طقش
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
حياك الله يا إنسانة وفرج كربتك. كذبت عامدة متعمدة على صديقتك بشكل متكرر وتؤكدين أنك في حياتك اليومية صادقة وهذا يزيد فعلتك معها سوءا- إن صدقت- ويطلب منك أن تراجعي حقيقة مشاعرك نحوها فأنت كما تذكر كلماتك تعاملينها أسوأ مما تعاملين الآخرين فما دليل احترامك وتقديرك لها.
هل أنت متأكدة أنك لا تلجئين للكذب كأسلوب عام في حياتك اليومية، أريدك أن تراجعي نفسك فما هو أكثر أهمية من استرجاع صديقتك إصلاح شخصيتك كي تسعدي بحياتك إن شاء الله.
مشكلة الكذب أنه لا يؤلم الآخرين فقط بل يضر بصاحبه قبل غيره فيصل إلى درجة يخدع فيها حتى نفسه وتتناقض أقواله ، فمرة تقولين أنك كنت تطلقين لها يوميا وابل من الكذب لتعودي بعد بضعة سطور لتقولي أنك لم تكذبي سوى في التخصص والعمر فأي الجملتين أدق أم يجب أن أقول أصدق.
يكمن السبب الحقيقي وراء سلوكك في ثنايا بعض كلماتك وأنقلها كما ذكرتها “أقسم بالله أنني لم أقصد أذيتها لم أقصد أن أخدعها لم أقصد أن أكذب ولا أعرف لماذا أكذب” فأنت وصلت إلى مرحلة تكذبين فيها على نفسك وتكذبين إلى درجة أصبح فيها الكذب أقرب إلى لسانك من الحقيقة لقد أصبح أسلوبك والوسيلة التي تبرعين بها وهي وسيلة ستجر عليك الكثير من الويلات والألم فأوقفيها قبل أن تضيع سعادتك بين أحابيلها التي مهما طالت تبقى قصيرة.
يكذب الناس لخوفهم من العقاب ونتيجة قلة الثقة بالنفس وكذبك غالبا ناتجا عن السبب الثاني فتوقفي في البداية عن الكذب على نفسك وتأكيدك أنك صادقة في حياتك فيما عدا صديقتك هذه كي تستطيعي بعد ذلك تكوين شخصية تفخرين بها حقا وبانجازاتها التي مهما كانت بسيطة ستكون ذات قيمة أكبر لأنها حقيقية.
أنت لم تخفي مشكلتك لغرابتها كما أنها ليست مشكلة بل سمة في شخصيتك وتكرهين أن يطلع عليها الناس لمعرفتك بتدني قيمة الكذب ، ففي الكذب هناك استخفاف بالآخر رغم زعمك أنك تحبينها ولكنك في الحقيقة تفتقدين سلطتك وتأثيرك فيها، كذبك عليها بخصوص مرضك وعمليتك وتلك الخطة المحبوكة في إيصال إخبارك الوهمية لها عبر صديقة وهمية أخرى هي طريقتك في عقابك لها لاكتشافها كذبك فقررت أن تذبحي مشاعرها فلا تقولي أنك تحبينها فأنت لا تحبين سوى نفسك وتحبين كذلك سيطرتك وقدرتك على التأثير في مشاعرها وبهذا فإن بكائك ليس عليها بل على نفسك وعلى فقدانك تلك السيطرة.
عندما كذبت عليها بنيت ثقتك بنفسك باستغلال مشاعرها وحين اكتشفت كم كانت خاطئة في بذل مشاعرها على من لا تستحقها نقصت ثقتها بنفسها وشعرت بالألم ولا أعتقد أن محاولاتك في استمالتها قد تنجح فتوقفي عن المطالبة بصديقة أذيتها بقدر ما بذلت لك من حب وتقدير وثقة ودعي مشاعرها لتهدأ مع الأيام وتنسى غدرك بها واستغلالك لها وإن كنت صادقة في ندمك على ألمها وخسارتها فعاهدي نفسك بألا تكذبي أبدا في حياتك ولعل بصدق توبتك يؤلف الله مرة أخرى بين قلوبكم.
اجعلي حديث الحبيب المصطفى هديك في تعاملاتك القادمة ” عليكم بالصدق ؛ فإن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا . وإياكم والكذب ، فإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا”
رواه مسلم .
نحن لم نكرهك بعد قراءة سطورك بل ننصحك بما يسعدك في الدارين ، جعلنا الله وإياك ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
تصميم وتطوير شركة  فن المسلم