الخميس 19 سبتمبر 2024 / 16-ربيع الأول-1446

من هي الزوجة السيئة؟



من هي الزوجة السيئة؟

لا أقصدُ بكلمةِ “سيئة” معناها المتبادَر إلى الذِّهنِ، فقد تكونُ المرأةُ صالحةً في دينِها، طيبةً في أصلِها، لكنَّها – مع ذلكَ – زوجةٌ سيئة!

“ذُكِرَ مرَّة رجلٌ من قريشٍ كان في خُلقِه سوءٌ، وفي يدِه سماحٌ، وكان ذا مال، فكان لا يتزوَّج امرأةً إلا فارقَها لسوءِ خُلقِه ولقلةِ احتمالِها، فخطبَ امرأةً من قريش جليلةَ القدر، وبلغَها عنه سوءُ خلقه، فلمَّا انقطع ما بينهما من المهر، قال لها: يا هذه، إنَّ فيَّ سوء خلقٍ يعود إلى احتمالٍ وتكرم، فإنْ كان بك عليَّ صبرٌ وإلا فلستُ أغرك منِّي، فقالت له – ولتسمع نساؤنا -: إنَّ أسوأ خُلُقًا منك لمن يحوجُكَ إلى سوءِ الخلق.
ثمَّ تزوَّجتْه، فما جرى بينهما كلمةٌ حتَّى فرَّقَ بينهما الموتُ”
كلٌّ منَّا يحملُ جانبًا طيِّبًا، وآخرَ فاسدًا، ويكون الطبعُ لما غلبَ منهما على نفسِه؛ فيُعرَفُ بين النَّاسِ طيبًا، أو يُعرَفُ شرِّيرًا فاسدًا، والمرأةُ حينَ تكونُ زوجةً، تستَثيرُ كوامنَ زوجِها، ليبرزَ – تبعًا لذلك – ما فيه من خيرٍ أو شرٍّ، ولنتأمَّلْ هذه الجملةَ جيدًا: إنَّ أسوأ خُلُقًا منك لمن يحوجُكَ إلى سوءِ الخلق، من هنا أستطيعُ أنْ أصلَ إلى إجابة سؤالِنا الأوَّل
فأقول: إنَّ (الزّوجةَ) – وليس المرأة – السيئة، هي من تُحْوِجُ بتصرفاتِها و قلَّةِ فَهمِها لطباعِ زوجِها وما يحبُّه وما يكرهه – إلى أن يُخرِجَ ما يحملُه في نفسِه من شر، و يظهرَ ما يخفيه في طَبعِه من قُبحٍ، قال الزبير: “ذكَر رجلٌ من قريشٍ سوءَ خلقِ امرأتِه بين يدي جاريةٍ له كان يتحظَّاها، فقالت له: إنَّما حظوظُ الإماء لسوءِ خلائقِ النِّساءِ الحرائر” فلمن تكونُ الحظوظُ اليومَ في زمنٍ لا إماءَ فيه؟!
___________
المصدر : موقع الألوكة
تصميم وتطوير شركة  فن المسلم