الأحد 22 ديسمبر 2024 / 21-جمادى الآخرة-1446

مشدودة وغير ساكنة



بقلم أ.مها نصار الدوسري

هذه هي الحياة مشدودة وغير ساكنة الكمال لله وحده ، ومع إيماننا بهذا نعيش حياتنا بحثا عنه ونسعى للوصول إليه وكل ما حولنا ند لنا نتسابق لنرضي غيرنا،  وننسى نرضي  أنفسنا وفي الختام نظفر بعدم القبول !!

يومنا ماهو إلا حلبة مصارعة  نصارع فيها ضد أمور عظام أ قساها و أعتاها الظروف فهي تسير بلا اكتراث في مجراها بين دفتي القضاء والقدر  ، وقد نحتت في بني البشرأن القافلة تسير ، رغم كل الحوادث وفقدان من نحب  ، وفي الوقت ذاته نصارع الزمن الذي يهزمنا في كل لحظة ويستولي علينا غنائم في حظيرته ، ويصارعنا المستقبل في يومنا بكل محدثاته  فلا نكاد نستوعب تقنية إلا وينهد سيل جارف من التقنيات فتضمحل أكثر فينا العواطف والمشاعر حتى تفنى ويشارك  في حلبة المصارعة  حلبة الحياة بطل لا يقل ضراوة عن سابقيه وهو قوة العلاقات التي تتأرجح بين علو وانخفاض  فهي لعبة لابد من لاعبيها  أن  يدفعوا ضريبة خلو رجل .!

نصارع  ما علينا من واجبات وحقوق كطالب مهمل يحاول جاهداً أن يؤدي واجبه ،  ولكنه مقصر دائماً . نصارع  ذواتنا  في كل أمر نخضعه لميزان الحق والباطل ،  ويشتد حمى الوطيس حين يكون الأمر محرما شرعا في وقت  ، ومألوف ومستساغ في وقت آخر .كما نصارع  في هذه الحياة  المبادئ التي تربطنا بها صلة رحم قوية فنحن توأمان سياميان نبدأ بالانفصال عن بعضنا حين نكبر . وآخر من نصارع تقريبا هو الحب  والذكريات بحلوها ومرها الذي يتسبب في العذاب و الألم والدموع والحرقة،  وعندما نصرعه نحاول إنقاذه بتنفس صناعي لإحيائه بينما هو ميت ونحن نعيش معه !!

وحين نبحث عن دور البطولة على حلبة المصارعة ومن الفائز؟.

نستيقظ على حقيقة أن حلبة المصارعة خسارة لا فوز فيها .فالعالم مسرح لأمواج  عاتية تلطمنا عبر كل الاتجاهات والمصائب تأتي كبيرة ولا تصغر  وربما لاتموت بل تحيا معنا ونعتادها مقابل  كل هذه الهموم يأتيها البلسم  الشافي عليه أفضل الصلوات وأجل التسليم بقوله ( كل أمر المؤمن خير )
ومن جعل الدنيا همه فلا يكاد يهنأ ،، فلنجعل همنا الاخرة ونصلح أحوالنا فالمؤمن هو الفائز في الدارين فاستعن بالله ولا تعجز. .

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم