يتطلب الأمر عناية كبيرة من قبلكم
تؤدي الإجازة الصيفية الطويلة إلى انقطاع الطفل كلياً عن روتين الدراسة اليومي، ما يجعل من العودة إلى المدرسة أمراً يتطلب الكثير من العناية، خاصة من جانب الأُم.
السهر لوقت متأخر من الليل خلال الإجازة، وتمضية كثير من الوقت باللعب مع الأصدقاء والقيام برحلات داخل البلاد أو خارجها، تجعل الطفل ينسى معنى الاستيقاظ مبكراً للاستعداد للذهاب إلى المدرسة والالتزام بمواعيدها الصارمة.
مع انتهاء الإجازة الصيفية يحل وقت العودة إلى المدرسة لاستئناف دورة تعليمية جديدة. وغالباً ما تكون العودة إلى المدرسة مثيرة للطفل نظراً إلى أنّه قد أمضى فترة طويلة في المنزل وانقطع عن التواصل مع زملائه في الصف، فيتشوق للقائهم والعودة إلى استئناف الروتين المدرسي. في العادة، تكون الإجازة ممتعة للطفل في الأسبوع الأوّل، بعده يبدأ استمتاعه يتلاشى تدريجياً. فلا يعود النوم لوقت متأخر ولا وقت الفراغ الطويل وعدم وجود ما يفعله الطفل أموراً مثيرة. بعض الأطفال، إن لم يكن معظمهم، يتلهفون للعودة إلى المدرسة، ما يدفعهم إلى الاستيقاظ مبكراً في اليوم الأوّل. لكنهم قد يميلون إلى الاستيقاظ في وقت متأخر، ما يتطلب تدخل الأُم لإيقاظه وتجهيزه للوصول إلى المدرسة في الوقت المناسب.
أسباب توق الطفل إلى العودة للمدرسة:
إعداد الطفل للعودة للمدرسة:
قد تكون العودة للمدرسة مثيرة للطفل، إلا أنّه يجب عدم إغفال التحضيرات المناسبة لإعداده لعودة مريحة، مثل:
العودة للمدرسة: بعض الآراء التي يمكن أن تفيد الأهل:
قلق:
في الغالب، يميل بعض الأطفال إلى الشعور بالقلق عندما يحين موعد العودة للمدرسة، بينما يشعر البعض الآخر بالإثارة. وإذا ما كان الطفل من النوع القلق فمن الطبيعي أن يصبح سريع التهيج عند اقتراب موعد العودة للمدرسة. وفي مثل هذه الحالة، من واجب الأم تحفيز الطفل وتشجيعه وذلك بالتحدث له عن الوقت الممتع الذي يمكن أن يقضيه في المدرسة، الأمر الذي يسهل عليه فكرة العودة للمدرسة، فيتحول قلقه إلى الشعور بالإثارة.
إنّ تحويل العودة للمدرسة من أمر سلبي إلى أمر إيجابي بالنسبة إلى الطفل قد يشكل تحدياً للأُم والطفل معاً. ولكن عليها التأكد من فعل ذلك لضمان توق طفلها إلى العودة للمدرسة والبدء في عام دراسي جديد بحماسة، وذلك من خلال إقناعه بأنّه سيستمتع مع أصدقائه في المدرسة، والتحدث معه عن الأنشطة المدرسية التي يمكن أن ينخرط فيها.
إنّ بداية عام دراسي جديد، أو الانتقال إلى مدرسة جديدة، يمكن أن يشكل تغييراً كبيراً وملموساً بالنسبة إلى بعض الأطفال. فعدم قدرة الطفل على توقع ما ينتظره في بيئته الجديدة يسبب له الشعور بالقلق. في هذه الحالة، على الاُم أن تحدثه مسبقاً حول ما يمكن أن يكون مختلفاً في هذا العام بسبب انتقاله إلى صف دراسي جديد أو مدرسة جديدة، وأن تبين له أن دروسه ستكون مختلفة وكذلك المدرسون. على الأُم أن تشارك طفلها تجربتها الخاصة أيام الدراسة، وأن تحدثه بطريقة تعكس مدى شغفها بالمدرسة ليدرك الطفل أن أيام المدرسة ليست مخيفة أو متعبة كما يعتقد.
إثارة الحماسة:
من الطرق التي تساعد على إثارة حماسة الطفل إلى العودة للمدرسة هي مشاركته في عملية التسوق لشراء المستلزمات المدرسية من كتب وملابس وأدوات قرطاسية، وفي وضع قائمة بالاحتياجات الضرورية قبل عملية الشراء. فوجود الطفل مع الاُم أثناء التسوق يساعدها على عدم شراء ما هو غير مناسب لذوق الطفل أو قياسه، فتضطر إلى العودة للمتجر لاستبداله. وفي الوقت نفسه، يشعر الطفل بأن أمه تعامله معاملة الند، وأنها تثق برأيه وتحترمه وتريده أن يشارك فعلياً في شراء المستلزمات المدرسية، الأمر الذي يعزز من ثقته بنفسه ويزيد من حماسته إلى العودة للمدرسة ليعرض بزهو على أصدقائه ما اختار من مستلزمات مدرسية جديدة.
إذا كان مسموحاً للطفل أخذ طعام معه إلى المدرسة، فعلى الأُم أن تستفيد من الرحلات الصيفية العائلية في استنباط آراء جديدة ومختلفة في هذا الخصوص. مثلاً، يمكنها مشاركة طفلها في تحضير الطعام اللازم للرحلة، وأن تسأله عما يحب تناوله أثناءها، وأن تناقشه في الطعام الذي يختار، إذا ما كان صحياً أو غير صحي، أو كان عرضة لأن يفسد بسبب حرارة الصيف. من المعروف أنّ الأطفال يميلون إلى مقارنة طعامهم بطعام الأطفال الآخرين، وقد يرفضون تناوله إذا ما رأوا أن طعام الآخرين ألذ. لذا، على الأُم أن تسأل طفلها عن الأطعمة التي يجلبها الأطفال الآخرون معهم إلى المدرسة، وفي حال تفضيله طعام بعضهم على طعامه، عليها أن تعد له ما يفضل إلا إذا لم يكن مناسباً من الناحية الصحية.
أخيراً، على الأُم أن تكون متأكدة أن طفلها أصبح متحمساً إلى العودة لروتين الدراسة قبل أسبوع أو أسبوعين من بدء العام الدراسي الجديد، على أقل تقدير. فمثلاً، من المحتمل أن يكون الطفل قد اعتاد السهر لوقت متأخر من الليل أثناء العطلة الصيفية، أو النوم خارج المنزل بين حين وآخر. ففي مثل هذه الحالة، لابدّ من إعطاء الطفل الوقت الكافي لكي يعود لروتين الحياة المدرسية.
إنّ جميع الآراء التي ذكرت أعلاه تساعد على جعل العودة للمدرسة أسهل على الطفل والأُم معاً.