الاضطرابات النفسية هي حالة صحية تتمثل بتغيرات في المشاعر أو التفكير أو السلوك، ويمكن أن تسبب مشاكل في جميع جوانب الحياة اليومية بما في ذلك الأنشطة الاجتماعية والعمل والأسرة والدراسة، لا يجب الخجل من هذا الاضطرابات أو إهمال علاجها، فكما يسعى الناس لعلاج المشاكل الطبية مثل أمراض القلب والسكري أيضًا تتطلب المشاكل النفسية علاجًا طبيًا فعالًا، وهذه المشاكل قابلة للعلاج، إذ أن العديد من البالغين الذين حصلوا سابقًا على علاج نفسي يعيشون حياةً منتجةً وإيجابيةً وطبيعية.
يمكن أن تؤثر هذه الحالات النفسية على أي شخص بغض النظر عن عمره أو جنسه أو عرقه أو دخله أو أي هوية ثقافية أخرى، وعلى الرغم من أن الاضطرابات النفسية يمكن أن تحدث في أي عمر لكن معظمها يبدأ في عمر العشرينيات. بعض أشكال المرض النفسي قد تكون خفيفة ولا تؤثر على طبيعة الحياة، بينما بعضها الآخر يمكن أن يكون شديدًا ويتطلب علاجًا فعالًا تحت إشراف طبيب مختص.
نصائح وتوصيات هامة إذا كان أحد والديك يعاني من اضطراب نفسي
نشأ العديد منا مع آباء عانوا من مشاكل نفسية سواء أدركنا ذلك أثناء الطفولة أم لا، القلق والاكتئاب من الأمراض الشائعة التي يعاني منها آباؤنا والتي غالبًا ما تنتقل من جيل إلى آخر، قد يكون والدك قد عانى أيضًا من الاضطراب ثنائي القطب أو الفصام، ربما عالج والدك مرضه النفسي وكان قادرًا على عيش حياة صحية، ورغم ذلك قد تكون تعرضت لسوء معاملة أو صدمات في الطفولة نتيجةً لذلك.
سواءً تم تشخيص إصابة أحد والديك باضطراب نفسي أو كنت تعتقد أنه يعاني من مشكلة نفسية غير معالجة فمن الطبيعي أن يكون لديك الكثير من المشاعر المختلطة حول ذلك، كما قد تضطر لحمل مسؤوليات أكبر من سنك تشمل إدارة الأسرة ورعاية إخوتك الأصغر سنًا، يعد فهم حالة والدك النفسية والتحدث عنها من الطرق التي يمكنك من خلالها تقديم الدعم للشخص الذي تحبه، كما سيساعدك ذلك إذا كنت مرتبكًا بشأن سلوك والدك أو والدتك وتريد معرفة المزيد عن حالتهم النفسية، وفهم ما يعانون منه أو تشعر بأنك محرج بسبب وضعك العائلي.
إليك بعض الطرق والخطوات التي ستساعدك على التعامل مع هذا:
البدء بالتعامل مع المشكلة وفهم سلوك والديك:
قد تكون إحدى أصعب وأهم الخطوات هي البدء بالمحادثة وطرح المشكلة، إذا كان والدك يعاني من مشكلة نفسية أو اضطراب عقلي فقد لا تعرف كيفية التعامل مع حالته، وقد يجعلك هذا تشعر بالغضب والعجز وحتى الإحراج، يمكن أن تشعر بالمسؤولية عن ذلك لكن لا تجعل هذا الشعور يسيطر عليك لأنه غير صحيح، تذكر دائمًا أنك غير مسؤول عن سلوك والديك، يمكنك التعبير عن قلقك ورغبتك بالاستماع والتواجد من أجلهم، وطمأنتهم أنك تهتم بهم وأنك موجود من أجلهم، وحاول إظهار الصبر والاهتمام وحاول ألا تصدر أحكامًا بناءً على أفكار أو أفعال سابقة، لا تتجاهل أو تختبر مشاعر والدك، شجع والدك على التحدث مع أخصائي صحة نفسية وذكره أن طلب المساعدة هو دليل قوة وليس ضعف.
ثقف نفسك حول الأمراض النفسية وعلاجها:
ابحث عن المعلومات المتعلقة بمرض والدك النفسي من مصادر موثوقة، كلما فهمت مرض والدك أكثر وعرفت أعراضه وعلاماته وعلاجاته المحتملة وما يمكنك توقعه منها ستزداد قدرتك على دعم والدك، كما قد يساعدك التعرف قدر الإمكان على ما يحدث على إدارة مخاوفك والشعور بالمزيد من السيطرة، قم بالاطلاع على حالات مشابهة موجودة على مواقع ومنصات موثوقة على الإنترنت مثل منصة لبيه.
وفِّر أقصى درجات الدعم والمساعدة:
إحدى أهم طرق إظهار الدعم والحب هي التأكد من أن والدك يخضع للعلاج المناسب، حاول التواصل مع الطبيب والتأكد من مواعد الجلسات وسير العلاج.
إشراك العائلة في العلاج:
تذكر أنك لست وحيدًا، حيث يعيش واحد من كل خمسة يافعين مع والد يعاني من مشكلة نفسية، فهو أمر شائع جدًا، هناك معلومات يمكنك البحث عنها لمساعدتك على فهم ما يحدث والعثور على الدعم إذا كنت بحاجة إليه، وحاول أن تشرك جميع أفراد العائلة في العلاج، لتخفيف الضغط عليك. إن إبقاء مشاعرك مكبوتة داخلك ليس صحيًا، فالتحدث مع والدك عن مرضه أمر جيد، قد تقلق من أنك ستضايقه لكنه سيشعر غالبًا بتحسن عند معرفة أنك تفهم ما يعانيه ويمر به، ومن الطرق الجيدة للبدء هو مشاركة ما يدور في ذهنك مع والديك بشكل مباشر.
اختر الأوقات المناسبة للتحدث:
حاول التحدث مع والدك الذي يعاني من مشكلة أو اضطراب نفسي عندما تكون الأمور جيدة في المنزل. حدد وقتًا للتحدث عندما لا يكون هناك أحد منزعج أو غاضب، لا تتوقع الحصول على كل ما تريده من حديث واحد، من المرجح أن تبدأ محادثات صغيرة ثم تنتقل إلى محادثات أكبر مع مرور الوقت، وإذا كنت لا تشعر أن بإمكانك التحدث مع والدك حول الموضوع، ابحث عن شخص آخر تثق به للتحدث معه، قد يكون شقيقًا أو فردًا آخر من العائلة أو صديقًا مقربًا، يمكنك أيضًا التحدث مع متخصص مثل طبيب أو مستشار نفسي أو أخصائي اجتماعي.
تغلب على الإحراج:
حاول ألا تشعر بالإحراج أو الخوف من جهل الناس حول الأمراض والاضطرابات النفسية، إذا كان أصدقاؤك أو أفراد من عائلتك لا يفهمون طبيعة هذه الحالات النفسية وكيفية التعامل معها، وكنت تشعر بأنك تملك القدرة للتحدث عن الموضوع معهم، فيمكنك المساعدة على تثقيفهم حول الأمراض النفسية بمشاركتهم بعض الأشياء التي كنت تقرأ عنها.
كيف يمكنك مساعدة نفسك؟
عندما يكون أحد والديك مصابًا بمشكلة نفسية أو اضطراب عقلي عليك ألا تهمل أيضًا الاهتمام بنفسك من خلال الخطوات التالية:
اعترف بأن أحد والديك مصاب بمرض نفسي وأن هذا يؤثر عليك، وتذكر أنك لست مسؤولًا عما يمر به والدك.
لا بأس بالاعتراف بشعورك بالذنب والحزن، وتذكر أنك لست مسؤولًا عما يعتقده أو يشعر به الآخرون.
طور طرقًا واستراتيجيات فعالة للعناية بنفسك، وقم بتلبية احتياجاتك بقدر ما تستطيع.
ضع استراتيجيات للتغلب على التوتر في حياتك، يمكنك التواصل مع صديق أو قريب أو مدرس تثق به في المدرسة.
مارس هواياتك والأنشطة التي تستمع بها بانتظام، وابتكر طرقًا جديدةً للتواصل مع الآخرين.
ثقف نفسك بشأن مرض والدك، سيساعدك هذا على فهم سبب مشاكله وأفضل طرق العلاج.
فكر في طلب الدعم لنفسك مثل التحدث مع طبيب نفسي عند الحاجة.
يمكن أن يساعدك التحدث مع شخص خارج الأسرة على فهم كيفية تأثير مرض والدك على حياتك وكيف يمكنك التعامل مع ذلك.
انضم إلى مجموعة دعم، قد يساعدك هذا على تقليل شعورك بالعزلة.