الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 / 24-جمادى الأولى-1446

ما هي واجبات الآباء نحو الأبناء



ما هي واجبات الآباء نحو الأبناء

 

مقدمة:

الأبناء هُم ذخر لآبائهم وسند لهم في كِبرهم وهُم سبب دخول الفرحة والبهجة للآباء، وكلما كان الأبوين حريصين على تربية أبنائهم تربية حسنة كلما زاد ذلك مِن جعل الأبناء أكثر نجاحاً في حياتهم ومستقبلهم. فعندما يكون الابن صالحاً وناجحاً، يشعر الأهل بالفخر والفرح وأنّ تعبهم لم يذهب بلا فائدة، أما إذا كان الابن غير ناجح في حياته وفاشل فإن ذلك يجعل الأبوين يشعران بالخجل والإحراج بين الناس مِن تصرفات ابنهم، ويشعر الوالدين أيضاً بخيبة الأمل وعدم التفاؤل، لذلك يجب أن لا يتهاون الأبوين في تربية ابنائهم تربية سليمة وحسنة حتى يكبر ويُصبح ناجح في حياته وينفع نفسه وينفع أهله أيضاً بالخير دائماً. فالطفل وهو صغير لا يُدرك ما يفعله الأبوين كي يجعلوه يكبر بصحة وعافية ويوفروا له كل شيء يحتاجه، ولكن عندما يَكبر يُقدر لهما ذلك ويساعدهم في كبرهم وعند مرضهم. وواجبات الآباء نحو الأبناء كثيرة ومتعددة، فالأبناء أمانة في عنق الآباء يجب المحافظة عليها، كي لا يحاسب الله الآباء على تقصيرهم في تربية أولادهم.

واجبات الآباء نحو الأبناء:

الاهتمام بطعام الأبناء اعتناء الأم الحامل بجنينها وتناول الأطعمة الصحية والمفيدة كي ينمو الطفل بشكل سليم وصحي، لأن الطفل يتأثر بطعام أمه منذ فترة الحمل. الاهتمام برضاعة الطفل وغذائه جيداً وتوفير الأطعمة الطازجة والمفيدة لنمو الطفل. الاهتمام بتغذية الأولاد عندما يكبرون، وذلك بتحضير وجبة الإفطار والغذاء والعشاء كل يوم، كي يكون جسمهم قوي وصحي وتكون مناعتهم قوية. إبعاد الأبناء عن تناول الطعام الغير مفيد والمُضر بصحتهم، وتوعيتهم جيداً حول ما يجب عليهم تناوله وما لا يجب عليهم تناوله.

الاهتمام بصحة الأبناء يجب المحافظة على الأولاد مِن تعرضهم للأمراض، وذلك بعدم إخراجهم بالهواء مثلأ والاهتمام بأن يلبسوا ملابس دافئة في الشتاء كي لا يتعرضون لنزلات البرد. اذا لاحظ الأبوين أن ابنهم بصحة غير جيدة فيجب أن لا يهملون ذلك، ويذهبون لمراجعة الطبيب كي يطمئنوا على صحة ولدهم ويعالجونه لو كان يعاني مِن أي مرض.

إرشاد ونُصح الأبناء في كيفية الحفاظ على صحتهم وذلك بعدم تناول الأطعمة الباردة في الشتاء والجلوس في مكان دافئ، عدم الجلوس بجانب شخص مريض كي لا تنتقل لهم العدوى. الاهتمام بتعليم الأبناء يجب أن يحرص الأبوين على تعليم أبنائهم في المدارس والجامعات كي يصبح عقلهم أكثر نوراً ونضجاً. يجب أن يعلم الوالدين أولادهم كيفية القراءة بشكل صحيح وكيفية المراجعة للامتحانات والاعتماد على أنفسهم في التعلم والقراءة.

تطوير المهارات العلمية للأولاد وتثقيفهم أكثر في جميع جوانب الحياة، كي ينفعهم ذلك في مستقبلهم ويساعدهم في النجاح. إذا كان ابنك لا يُحب أن يتعلم وواجهتك صعوبة في تعليمه فلا تهمله، بل انصحه دائماً بضرورة التعليم والحرص على القراءة وحاول أن تشجعه بطرق مختلفة ووسائل متعددة كي لا يُهمل مستقبله ويكون شخص فاشل. يجب أن يحاول الوالدين توفير جميع سُبل الراحة لأبنائهم كي يستطيعوا أن يذاكروا بتركيز وينجحون في دراستهم. الاهتمام بتثقيف الأولاد دينياً يجب أن يحرص الأبوين على تعليم أولادهم شروط وواجبات الدين وما يجب فعله وما لا يجب فعله، كي يساعدوهم في الابتعاد عن المحرمات والسير في طريق الحلال. يجب أن يُنمي الأهل حُب الله ورسوله في أطفالهم منذ الصغر ويجعلوهم يحبون الدّيِن ويتعلقون به، ويشعرون بعظمة الله تعالى ويخافون منه كي لا يرتكبون المعاصي. يجب أن يهتم الوالدين بأن يتعلم أولادهم كيفية عبادة الله بالشكل الصحيح، وشكره دائماً كي يبارك الله لهم في حياتهم.

تعليم الرياضة للأبناء يجب أن لا يتهاون الآباء في تعليم أبنائهم الرياضات المختلفة كي يقوي ذلك مِن جسهم ويجعلهم أكثر صحة. تعلم الرياضة يساعد الأبناء على تضييع وقت فراغهم في شيء مفيد وصحي وبعيداً عن تعلم عادات أخرى سيئة. اترك ابنك يتعلم ما يُحب مِن أنواع الرياضة ولا تضغط عليه كثيراً كي يتعلم ما أنت تريد لأن ذلك قد يولد الكبت عند ابنك ويجعله يتصرف بطريقة عدائية في حياته. نصائح للآباء إذا تعامل الآباء مع أبناهم بلطف وتفاهم وتصاحبوا معهم منذ الصغر، فذلك سوف يسهل كثيراً التعامل بين الآباء والأبناء ولن يكون هناك أي حواجز تمنع الابن مِن أن يصارح والديه بما يشعر به كي يساعدوه في حل مشاكله. يجب أن يجعل الآباء أبنائهم يعتمدون على أنفسهم ولكن الحرص على مراقبهم من بعد، للتدخل عند تعرضهم للخطأ وتعليمهم الصواب، لأنه إذا اعتمد الابن على أهله في كل شيء فلن يستطيع بناء حياته ومستقبله الخاص به وسوف يتعب كثيراً في حياته.

يجب أن يحرص الآباء على نُصح ابنائهم دائماً كي لا يقعون في الخطأ، وأن يعلموهم كيفية انتقاء الأصدقاء الجيدين والابتعاد عن أصدقاء السوء كي لا يضروهم في حياتهم. لا تُعاقب ابنك بشدة وتؤذيه لأن ذلك سوف يؤثر كثيراً في نفسيته وقد يجعله يشعر بالاكتئاب أو قد يكره أبويه، بل احرص على نُصحه وتوبيخه أو اذا اضررت إلى عقابه فيجب أن تختار عقاب لا يؤذي صحته أو مشاعره كي يتعلم مِن خطئه ولا يتمادى أكثر في المستقبل. اذا كان ابنك كثير ارتكاب الأخطاء ولا يشعر بالمسؤولية فيجب أن تصبر عليه وتحاول معه مراراً وتكراراً كي يتعلم الصواب.

يُفضل أن يزرع الأبوين حب الخير في أبنائهم دائماً وكره الشر كي لا يتأثرون بالمجتمع الشيء أو أي عادات سيئة يشاهدونها في الناس. توعية الأبناء بأهمية طاعة والديهم ونيل رضاهم، كي يكبر الأولاد على حب والديهم ويحرصون دائماً على نيل رضاهم. فتربية الأولاد ليست سهلة ولا بسيطة وتحتاج الكثير مِن التعلم والخبرة لدى الوالدين كي يستطيعون أن يربوا أولادهم تربية حسنة ويكون ذخراً لهم في الدنيا والآخرة.وقد يقع الأبوين في اخطاء في تربية أولادهم تكون السبب وراء فشل أبنائهم وهم لا يشعرون، مثل حب أحد الأبناء أكثر مِن الآخر وتمييزه عن إخوته فذلك يولد الغيرة لدى الأبناء ويجعلهم يشعرون بالإحباط والحسد وعدم الثقة بالنفس وقد يلجؤون إلى أن يعاملوا أخوهم بقسوة ويتصرفون تصرفات خاطئة.لذلك يجب أن ينبه الأبوين لهذه النقطة جيداً ويعاملون أولادهم بنفس المعاملة والحب وعدم التفرقة بينهم أبداً، كي لا يتسبب ذلك بتصرف الأبناء بعدائية وكره وعناد. ويجب أن يعلم الابوين أنهم قدوة لأبنائهم، فالابن يقلد أبويه في كل شيء يفعلوه ويتعلم منهم دوماً.

فيجب أن يحرص الآباء على تصرفاتهم والابتعاد عن ارتكاب الأخطاء وأيضاً عدم نهي الأبناء عن أخطاء يفعلها الوالدين لأن الأبناء سوف يرفضون ذلك بحجة أن والديهم يرتكبون هذه الأخطاء أيضاً.لذلك يجب أن يبتعد الوالدين عن ارتكاب الأخطاء والسير في طريق الخير دائماً كي يقلدهم أبنائهم ويكونوا ناجحين.وأيضاً عندما يكون الوالدين صالحين وعلى دين وخُلق سوف يكون ذلك سبب في حفظ الله لأبنائهم مِن كل شر.فالعمل الصالح للآباء يكون سبب في نجاح الأبناء وحفظهم مِن الأخطار.والدعاء المستمر للأبناء بالخير يكون سبب في رضا الله عنهم واصلاحهم في الدنيا.فيجب أن يكثف الوالدين مِن الدعاء للأبناء لكي يحفظهم الله مِن كل شر ويهديهم دائماً إلى طريق الخير وينجيهم مِن أي مصيبة قد تحدث لهم.

 

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم