إنها في منتصف العقد الرابع من العمر، من إحدى عائلات دمشق (الأوادم) التي عرف عنها المحافظة والتقليدية، تقطن معي في نفس البناء، وهي أول من تعرفت عليها من الجيران والوحيدة التي عرفت عنها الكثير ودخلت بيتها.

منذ أن عرفتها وهي تقاسي أنواع اللامبالاة والبخل والتسلط والشتائم من زوجها حتى أنني كثيراً ما كنت أقول لها ليتني عرفتك قبل سبعة عشر عاماً، ما كنت تركتك تعيشين كل العمر في هذا الظلم مع هذا الرجل القاسي المتبلد المشاعر..

ورغم أنني كثيراً ما كنت أقول لها: حاوريه، تحدثي معه بصراحة، اطلبي منه، إلا أنها كانت تنفي وجود أي فائدة من الحوار مع هذا المخلوق.

فجأة وأثناء حديث لها عنه ممتلئ بالضيق والحنق واليأس كعادتها بعد كل شجار لها معه، تنبهت إلى فكرة أن هذا الرجل لا يستجيب للطريقة التي تعامله بها.

إنه ببساطة ليس من النوع الذي علمتنا أمهاتنا الكريمات كيفية التعامل معه حين قلن لنا: أخفضي رأسك حين تمر العاصفة، قللي من طلباتك قدر الإمكان، أبداً لا تسأليه ما تستطيعين تدبره بنفسك، سايريه مهما كان طلبه.

إنه رجل كالكثيرين من رجال هذا العصر يحب المرأة نداً لها، يحبها قوية، ويتقزز من ضعفها فيندفع لقهرها أكثر، إنه يريدها صاحبة صوت وإرادة، وتعرف تماماً ما الذي تريده وتطلبه بصراحة. وبدأت رحلتنا معاً في تغيير خط السير الذي عاشت عليه سنوات طويلة ولم تظن يوماً أنها ستستطيع تغييره، إنه خط القهر ودفع عجلة الأيام لتمر سريعاً (بالحلوة أو بالمرّة.. المهم تمشي).

وأخيراً عرفت هذه المرأة الشيفرة الخاصة بزوجها وبدأت بتدارك ما فاتها من السعادة وعليك

أنت أيتها الزوجة المعاصرة أيضاً أن تبحثي في عالم الرموز وتضعي في حسبانك النقاط التالية:

1- لكل رجل شيفرة خاصة به: رغم القوانين العامة للطريقة التي يفكر ويتصرف فيها الرجالـ، إلا أن لكل رجل شيفرة خاصة به ولكي تستمتعي بأكبر قدر من السعادة مع هذا الزوج لا بد لك أن تتعرفي إلى هذه الشيفرة وتتمكني من حل رموزها.

2- لا بد من وجود طريقة مجدية في التعامل معه: إياك أن تستمري معه بطريقة أثبتت فشلها مرات ومرات، لا بد لك من البحث عن وسائل جديدة مختلفة كل مرة إلى أن تتقني لعبة التعامل مع الأزمات التي تمر بكما.

3- اجعلي الأمل حاضراً دائماً: تحلي بالصبر ولا تقولي أبداً لن ينفع معه أي شيء فالمرأة هذه ظنت لوقت طويل أن زوجها لا يمتلك مشاعر رقيقة وهي الآن تنعم بدفء كبير وبحميمية في المشاعر لم تعرف عنها سابقاً إلا من خلال القصص والأفلام.

4- قولي ما تريدين بوضوح: تذكري دائماً أن الرجل يعبر عما يريده بشكل واضح ومباشر ولا يستخدم لغة الإيماءات والتلميحات التي تستخدمها النساء عادة ولا يفهمها، ولكي تصلي معه إلى نتيجة سريعة لا بد لك من استخدام نفس اللغة. قولي له: “أحتاج إلى مساعدتك في شراء أغراض المنزل اليوم” بدل أن تقولي: “سيكون يومي متعباً جداً لأن لدي الكثير من الإعباء والمهام اليوم” فهذه الجملة تشوش فكرة ولا يصله من خلالها إلا تململك وتذمرك.

5- إياك والنصائح الشخصية للصديقات والأخوات: أغلقي أذنيك عن الحلول المجربة للأخريات في مشاكل مشابهة لمشكلتك ولا تستشيري إلا من لديه موضوعية وتحليل منطقي للأمور: فكل زوج كما قلنا له شيفرة خاصة ولا يمكن أن تفلح نفس الطرق مع جميع الأشخاص، ولذلك احذري من استخدام طريقة ما إلا بعد أن تستخدمي حدسك الأنثوي في تحديد إمكانية نجاحها مع زوجك.