الجمعة 20 سبتمبر 2024 / 17-ربيع الأول-1446

ما فائدة الحنان بلا إيمان ؟!



http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSjrin1VIqagFUzseeM2Mm47hGhKfKq8zrLd6LTKMyL0-4QR6W5nNd_Nrle

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته .أسأل الله أن يجزيكم عنا خير الجزاء جراء ما تقدمونه من خدمات جليله في هذا الموقع الرائع. سأطرح لكم مشكلتي و أتمنى أن أجد جواب يريحني من معاناتي.

المشكله أني سأتزوج من شخص لا أتمناه و للعلم هو إنسان جيد لا بأس به ولكن فيه عيبان الاول قليل المال (هذه قد أتجاوز عنها)والثاني غير ملتزم كثير بالدين وهنا المشكله

أما هذا الرجل ليس مهتم كثيرا بأمور الدين قفد تفجأت به في رمضان أنه لا يصلى الترويح والتهجد مع المسلمين و يذهب لمشاهدت المسلسلات تاركاً فضل القيام!! و بالاخص فضل العشر الاواخر من رمضان.,

أرى فيه تهاون من يضيع هذا الفضل بتأكيد سيُضيع الاستقرار و الحب والموده الذي لا ينشئ إلا بالمحافظه على هذا الدين والتأسي بخلق رسولنا الكريم ,\كيف سيواجه هذا الرجل المواقف والمشكلات .التى قد تنشئ بيننا؟!

كيف سيربي أبناءه ؟ هل سيربيهم كما تربيت أنا في بيت أهلي على الاهتمام بأمور سطحيه من أمور الدنيا !! وأمور الأخرة لا يلتفت لها , كنت أتمنى أن أعيش في جو إيماني تربطنا علاقة تفاهم وحب و موده نكون فيه حريصين على مور ديننا ودنيانا

ونخاف على بعضنا من نيران جهنم في يوم القيامة ومن نيران الفتن في الدنيا. كنت اتمنى أن تزوج برجل حافظ لكتاب الله يعلمنى أمور ديني ويعوضني النقص الذي أشعر به الآن وأنا بين أهلي. أنا محتاره قد رفضته لكن أهلى لم يقبلوا لانه قريب لي.

وأنا حاولت أقنع نفسي أني أستطيع تغييره ,لكن كيف هذا ؟ وأنا في بيت أهلى حاولت تغييرهم فما أستطعت!!أهلى غير محافظون على الصلاه في المسجد أخص والدي بذات حاولت وجاهدت معه فتره

في البدايه كان يذهب إلى المسجد فقط لاني أنا من أطلب منه هذا, وهو يعرف فضل الصلاه وأهميتها ,فالمحاضرات في كل مكان في المسجد ومذياع السياره وفي التلفاز كلها تتكلم عن فضل الصلاة .

ووالدي لم يتغير!! عنده الاكل و النوم والراحه هي الاول وفي الاخير الصلاة, بعكس ما كان يقول رسول الله لبلال (أرحنا يابلال بالصلاه).

وبسبب تهاون أبي في الصلاة وعدم نصحه لأخواني بالاهتمام بهذا الركن العظيم وكذلك الاهتمام بالقران فقد رأيت ضعف عزيمه و أنهزاميه وقلة البركه في المال و وجود الامراض النفسيه ونزعات بين أخوتي.

لا أريد زواج يكرر مأساه قد عشتها. كيف أغير نفسي وأعودها على تحمل الصعاب من أجل من أحب ؟ أعطنى أسترتجيات أحاول تطبيقها كيف لى أن أتحمل سخريتم منى لاني أنغص عليهم بأموري لهم بالصلاه؟ حاولت أن أربي نفسي على حسن الخلق فما أستطعت ,أغضب منهم بسرعه

قلت في نفسي سأتركهم وأشتغل في أصلاح ذاتي أفضل لي.ولكني أنا كما أنا لم أتغير . بل أصبحت لا أبالى بهم أن صلوا أو لا ,ودائما أقول في نفسي أن كان رب البيت … فما شيمت أهل اليبت….!!

لا أريد رجل مثل أبي !! أبي رجل حنون جدا لكنه عنيد لا يسمع من احد وخاصة إذا كان في أمور الدين , ما الفائده من الحنان بدون إيمان وقوة ثبات على الدين! المشكلة الاكبر أن والدي يكره الملتزمين

اسم المستشير      من هنا
_______________________

رد المستشار       أ.د. عبدالصمد بن قائد الأغبري

بسم الله الرحمن الرحيم .

أختي الكريمة من هنا .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ونشكر لك سعيك لالتماس الحل من موقع المستشار .

نبارك لك التزامك وغيرتك وحرصك على إصلاح أفراد أسرتك، ونسأل الله تعالى لنا ولك الهداية والتوفيق في الدارين، إنه سميع مجيب …

• تقولين: “المشكلة أني سأتزوج من شخص لا أتمناه و للعلم هو إنسان جيد لا بأس به ولكن فيه عيبان الأول قليل المال” (هذه قد أتجاوز عنها).

– أختي الكريمة:

اعلمي أن الفقر ليس عيبًا، والزواج في حد ذاته هو لطلب العفاف فطالما أنه على خلق ودين، فلا يـمنعه فقره من إنكاحه، قال الله تعالى: إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ” النور:32 ، كما أن الزواج يمثل نصف الدين، فلا يوجد إنسان كامل، وخاصة في هذا العصر حيث المغريات تحاط بالإنسان من كل حدب وصوب.

وتقولين: “لكني أنا كما أنا لم أتغير” .

– أخي الفاضلة:

إن التغيير في حقيقة الأمر ينشده الكثير، ويتطلع إليه الأكثر، وخاصة عندما يصل الفرد إلى مستوى الوعي والإدراك فيريد الإنفكاك إما ربقة السلوك والتصرفات الذاتية أيًا كان نوعها، أو نتيجة لقسوة وصعوبة الظروف والمحيطة.

ولهذا فإن مبدأ التغيير له شروط وضوابط، يقول الله تعالى في محكم التنزيل ” إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ” الرعد: 11 ،

وبالتالي فإن إرادة التغيير ينبغي أن تنبع من الشخص نفسه بكل طواعية وحتى يصبح التغيير فعالاً، لابد أن يتسم بالرفق واللين والتسامح والمرونة، فأنت لا تستطيعين إجبار أباك وأفراد أسرتك على التغيير، فربما يِؤدي الإلحاح على سرعة أو ضرورة التغيير أحيانا بنتائج عكسية فيتجه الشخص للعناد.

•أرى أنه يمكنك أن تتخذي من أسلوب التذكير والنصح بالكلمة الطيبة واللين والحب منهجًا، وهذا ما علّمناه نبيّنا وحبيبنا ورسولنا العظيم محمد صلى الله عليه وسلم فهو معلمنا قدوتنا، فقد دعا الناس باللين والحكمة والموعظة الحسنة فلم يغضب عليهم ولم يقنط لعدم إسلام بعضهم،

فهذا عمه أبو طالب مات دون أن يسلم رغم أنه كان حنونًا عليه وداعمًا له، وهو ما يجب أن تتبعيه في دعوة أفراد أسرتك بما فيهم زوجك لاحقًا بإذن الله تعالى، يقول المولى عزّ وجل: ” فبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ” آل عمران : 159، فلا تقنطي إذا لم يستجيبوا بالشكل الذي ترغبينه وبالسرعة التي تتوقعينها، فلقد خبرنا الكثير من الأشخاص الذين كانوا ملتزمين شكلاً ومظهرًا ولكنهم كانوا مقصرين في أعمالهم ويؤذون أهلهم، قال الله تعالى:” إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِى مَنْ يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ باِلْمهتَدِين “قصص:56.
فدورك القيام بالنصح والتذكير والدعوة باللطف، والدعوة لهم بالهداية.

• توكلي على الله وابدئي حياتك الزوجية بهمة وتفاؤل وحاولي الاستفادة من ثراء المكتبات بالكثير من الكتب في مجال الحياة الزوجية وكذلك المواقع الأسرية.

• كما يمكنك الإطلاع على العديد من المقالات المتعلقة بطرق نصح الأب والإخوة التاركين للصلاة وأساليب مخاطبتهم مثال ذلك: مقالة “في بيتنا مشكلة” لفضيلة الشيخ مازن بن عبد الكريم الفريح يتحدث عن جملة من القضايا والمشكلات الأسرية… وغيرهم،

ولا بأس أن تشجعي زوجك لاحقًا في الالتحاق بإحدى الدورات المخصصة للمقبلين على الزواج كذا المتزوجين.

• وتذكري أن الحياة مليئة بالمشكلات والتحديات والمنغصات، فلا تكاد تخلوا بيئة أسرية منها ، فاستعيني بكثرة الاستغفار والصلاة والدعاء بأن يغير الله حالك وأسرتك إلى ما هو أفضل .


تصميم وتطوير شركة  فن المسلم