تتكرر الخلافات الزوجية بين عديد من الأشخاص لعديد من الأسباب، عادةً ما يكون لها تأثير قوي في الصحة النفسية للأبناء، تكرار مشاهدة تلك المواقف بين الأم والأب قد يؤدي إلى التأخر العقلي والفكري، في حالة مواجهة الأمر بطريقة إيجابية، قد يقل تأثير ذلك، لكن غالبًا ما تتدهور تلك الخلافات إلى نزاع قوي بين الطرفين يشتمل على الصراخ وتبادل التهم، من المتوقع أن يلاحظ الأطفال ذلك مع إظهار استجابة مروعة مرارًا وتكرارًا، تعرفي من خلال المقال التالي إلى أثر الخلافات الزوجية على الأطفال وكيفية التعامل معها.
أثر الخلافات الزوجية على الأطفال
يعتمد ذلك على الطريقة التي يواجه بها الزوجان الخلاف وطريقة التعامل، قد يكون من الجيد أن يراكِ أطفالك في أثناء الجدال مع زوجك، طالما يمكنكِ التصدي للموقف بطريقة إيجابية. إليكِ أهم الآثار النفسية للخلافات الزوجية على أطفالك:
الشعور بعدم الأمان: الخلافات الزوجية يمكن أن تؤدي إلى شعور الأطفال بعدم استقرار الأسرة، ما يؤدي للشعور الدائم بالقلق وعدم الأمان خشية أن ينتهي الأمر بالانفصال وفقدان أركان الأسرة الأساسية، كما يكون من الصعب عليهم العودة للحياة الطبيعية فتكون المشاجرات غير متوقعة.
اضطراب العلاقة بين الآباء والأطفال: الصراعات الشديدة بين الزوجين تؤثر بشكل مباشر في علاقة كل منهما بالأطفال، فلا يشعر الأطفال، خاصةً في السن الصغيرة، بالمودة والدفء تجاه الأب أو الأم، بل يسود الشعور بالخوف والتوتر.
إنشاء بيئة مرهقة داخل المنزل: الخلافات المستمرة أمام الأطفال تصيبهم بالإرهاق الشديد، ما يؤثر في صحتهم الجسدية والنفسية، كما تؤثر سلبًا في معدلات النمو الطبيعية والصحية.
تراجع المستوى الدراسي: تشير الدراسات إلى دور الخلافات الزوجية في ضعف الأداء المعرفي للطفل، إذ يواجه الأطفال صعوبة أكبر في الانتباه والتركيز خلال الدراسة نتيجة للشعور الدائم بالقلق والتوتر بسبب المشاجرات المتكررة بين الأبوين.
السلوك العدواني: ارتبطت المشكلات الأسرية والخلافات الزوجية بالسلوك العدواني والانحراف ومشكلات السلوك السييء للأطفال، كما قد يعاني الأطفال من مشكلات اجتماعية وصعوبة متزايدة في التكيف مع الدراسة.
اضطرابات الأكل: يمكن أن تؤثر الخلافات الزوجية في اضطرابات الأكل لدى الأبناء، فتؤدي إلى فقدان الشهية أو الشره المرضي، كما قد يعاني الأطفال أيضًا من مشكلات النوم أو آلام المعدة أو الصداع.
الإدمان: وجد الباحثون أن العيش وسط أجواء مشحونة بالصراعات والخلافات بين الآباء يزيد من احتمالات تعرض الأطفال للتدخين، وإدمان المواد الكحولية والمخدرات.
النظرة السلبية للحياة: من المرجح أن يكون لدى الأطفال الذين نشأوا في منزل مليء بالصراعات نظرة سلبية عن علاقاتهم الأسرية، كما تنخفض ثقتهم بأنفسهم.
تأثير الطلاق في الأطفال
لا يختلف أثر الطلاق في الأطفال عن الخلافات الزوجية كثيرًا، لكن ينبغي للآباء تعلم كيفية التواصل الفعال مع بعضهم لتجاوز تلك المحنة ومساعدة أطفالهم على التكيف بطريقة طبيعية، من أهم آثار الطلاق على الأبناء:
ضعف الأداء الأكاديمي.
الشعور بالانعزال الاجتماعي.
الحساسية العاطفية.
نوبات الغضب الشديدة والانفعال.
الشعور بالذنب.
السلوكيات العدوانية.
تدهور الحالة الصحية وضعف المناعة.
كيفية التعامل مع الأطفال بعد الطلاق
الطلاق بالنسبة للأطفال محنة كبيرة قد تغيّر مجرى حياتهم بشكل كلي، لكن قد يختلف رد الفعل بحسب السن والشخصية وظروف الانفصال ومدى درجة الارتباط العاطفي من الوالدين. إليكِ أهم النصائح لمساعدة طفلك على تخطي تلك المرحلة:
حافظي على ابتعاد الأطفال عن الصراعات والمناقشات الحادة.
قللي من الاضطرابات في روتين الأطفال اليومي.
حصر السلبية واللوم على جلسات العلاج الخاصة أو المحادثات مع الأصدقاء خارج المنزل.
مشاركة الوالدين بشكل أساسي في حياة الأطفال.
الحصول على الدعم من الأشخاص المقربين والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية المختلفة لتخطي تلك الأزمة وانشغال الأطفال.
ختامًا، بعد أن تعرفنا إلى أثر الخلافات الزوجية على الأطفال، احرصي على دعم طفلك نفسيًا واجتماعيًا وأبقي جميع الخلافات بعيدًا عنه تمامًا، وإذا تفاقم الأمر ولاحظتِ انعزاله اجتماعيًا، فقد تحتاجين إلى الاستعانة بشخص متخصص.
____________________________
سمر حمدي محمود السيد