ماذا تخسر لو قلت ..
علي بن صالح الجبر البطيّح
نعم لو قابلك أحد من الناس , أو اتصل عليك , ما الذي تخسره لو انتقيت أطايب الكلام له كما تنتقي أطايب الثمر؟ فهناك فرق كبير بين اللقاء الحارّ والاستقبال الحسن , وبين تلقّي الناس بشكل اعتيادي أو ببرودة متناهية يلمسها صاحبك بوضوح , ربما تقول : هذا موجود عند بعض الناس – أعني اللقاء الحارّ والاستقبال الحسن – فأقول : هل هذا يجري مع كل الناس , أم أنه يجيّر لمن نحب فقط ؟ الملاحظ : أن اللقاء الحارّ والاستقبال الحسن لأناس خاصين وعلى حسب المزاج !!
ويحضرني هنا موقف عجيب وهو : أن شابا في استراحة ليلا اتصل به أحد أصحابه فتناول الجوال وردّ على المكالمة بكل ذوق وأدب رفيع وبشاشة , ودعاه إلى الاستراحة ليشاركهم عشاءهم – وهو حديث عهد برؤيته حيث رآه صباح ذلك اليوم – وبعد إنهاء المكالمة بخمس دقائق فقط , اتصلت به زوجته فكان الردّ قاسيا وفيه من الجفاء مافيه وأنهى المكالمة كما ينهيها الكثير من المتذمرين من زوجاتهم بقوله : خلاص خلاص يكفي مع السلامة مع قفل الزر ( إنهاء ) بشدّة … أخي مالذي حدث ؟ وماالفارق – زمنيا – بين المكالمتين ؟ ومن أولى الناس ببشاشتك .. ؟
ألم تفكر بزوجتك وأنها تحتاج إلى خطاب جميل وذوق رفيع ؟ لذا نرغب أن نسمع منك – أخي – ألطف ماتمتلك من عبارات من مثل ( يــــــاهلا بالغالي , يامرحبا بالحبيب, مشتاقون لرؤيتك , الله يرفع قدرك , جمعنا الله وإياك في جنات النعيم , منذ متى مارأينا طلعتك البهية , والأم والزوجة مثلا : هلا بالحبيبة الغالية , مرحبا بعيوني الثنتين , صباح الورد , صباح الفلَ والياسمين , صباح الحب والودّ والرياحين , وأعرف تماما أن رصيدكم في الكلمات المعسولة لأهلنا وإخواننا وزملائنا كبير فلم البخل عليهم ؟ ابنوا رصيدا في قلوبهم ولاننسى ثمرات الفؤاد فليكن لهم نصيب الأسد من ذلك مصحوباً بابتسامات دافئة حانية
لو كان هذا مفعّلاً كيف ستكون حياتنا ؟ جرّب ستجد أنساً وسعادة قلبية لامثيل لها والعبرة بالنتائج !!