الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 / 24-جمادى الأولى-1446

مآسي المجتمعات بعيداً عن الأخلاق !



مآسي المجتمعات بعيداً عن الأخلاق!

أ. منى ثابت.
اغتصب الطبيب المريضة وهي على السرير في حجرة الكشف، وأحداث هذه الواقعة جرت في مدينة تولون الفرنسية، ولقد دعت الأم – دون أن تدري – إلى ما يدعو إليه الإسلام من وجوب مرافقة الأب أو الأخ أو الابن للمرأة التي تذهب إلى أي رجل، سواء كان طبيباً أو محامياً أم غيره، فقالت: (لن أثق في أحد بعد الآن، وأطلب من جميع الأمهات في العالم ألا يرسلن بناتهن إلى الطبيب أي طبيب دون أن يرافقهن أب أو أخ).

قالت الأم هذه الكلمات وهي تبكي وتصرخ بعدما اعتدى الطبيب على ابنتها التي ذهبت إليه تشكو من آلام العادة الشهرية، ولم تكـن هذه الأم عربية ولا مسلمة، وإنما أم فرنسية، والطبيب فرنسي وفي الثامنة والخمسين من العمر.

إن مراجعة مئات أو آلاف النساء للأطباء دون أن يعتدي عليهن أحد، لا يلغي وجوب مرافقة محرم للمرأة التي تضطر لزيارة الطبيب أو غيره، مثلما لا يلغي عدم وقوع حادثة نتيجة تجاوز الآلاف للإشارة المرورية الحمراء، وجوب إلزام السائق بالوقوف عندها ومخالفة من يتجاوزها.

بعد هذا الواقع الـمُر الذي قدمنا غيض من فيض من وقائعه، تأكد للمجتمع الإنساني أنه سوف يستقر في نهاية المطاف على الإسلام لا محالة..

الداعية الشيخ محمد مصطفى عباس عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يعلق على ما سقناه قائلاً: الحياة اليومية تحفل بكثير من الأحداث والمآسي، فالفساد، والرشوة، والمعاكسات، والعلاقات الْمُحَرَّمة، والاغتصاب، والقتل، والسرقة، والغيبة والنميمة، والكيل بمكيالين، وسرقة مقدرات الشعوب، والغل، والحقد، والكبر.. وكل الأخلاق الذميمة.. تحدث تقريباً يومياً، وفي كثير من المجتمعات..

وأضاف: حينما نقول إن الإسلام هو العلاج وهو طوق النجاة للبشرية كافة لا نكون مبالغين أو خياليين فقد فوجئ مدير المركز الإسلامي في ميونيـخ بألمانيا ذات يوم بفتاة نـمساوية تدخل عليه وتطلب منه أن تتزوج من شاب مسلم.. فتعجب مدير المركز وقبل أن تشتد حيرته بادرته الفتاة قائلة: إن لي أماً ولا أريد أن أفارقها.. وكلما تقدم لي شاب وسمع بالشرط وهو أن تبقى أمي معي بعد الزواج يتراجع هذا الشاب، فقالت لي أمي بعد تكرار هذا الأمر: بنيتي تزوجي من شاب مسلم فالإسلام هو الدين الوحيد الذي يحث على رعاية الأم، وهو الدين الوحيد الذي يوافق على أن أقيم معك!.

ويسرد الشيخ محمد مصطفى عباس قصة تحتاجها اليوم المجتمعات لتسير على هديها فيقول: جاءت امرأة إلى القاضي محمد بن إسحاق، قاضي الري (الأهواز) سنة 300هـ تشكو زوجها في باقي صداقها، وكان الباقي عليه خمسمائة دينار.. فقال القاضي للمرأة بعد أن طلب الشهود: اكشفي عن وجهك حتى يراك الشهود، فانتفض الزوج من مكانه وقال: أيها القاضي، أعطيها الـ500 دينار، ولاتكشف وجهـها).

إن الرجل لم يسمح أن تكشف زوجته وجهها أمام الشهود بالرغم من أن وجه المرأة والكفين ليسوا بعورة، وأقرَّ أن عليه لها 500 دينار، فقالت المرأة: (أيها القاضي، وأنا أشهدك أني قد سامحته ولا شيء عليه لي).

فقال القاضي محمد بن إسحاق: (اكتبوا هذه في مكارم الأخلاق).

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم