الجمعة 20 سبتمبر 2024 / 17-ربيع الأول-1446

لنتعلم كيف نربي؟



 

اهتم الدين الإسلامي بتربية الطفل واعتنى به عناية فائقة في العديد من الجوانب كالتربية الإيمانية والخلقية والجسمية والعقلية والنفسية والاجتماعية وغيرها، وباعتبار الطفولة هي المرحلة الأساسية في بناء الشخصية للطفل، فيجب على الآباء توجيه أبنائهم توجيهًا سليمًا.

تبدأُ العنايةُ بالطفل منذ تكونه داخل رحم أمه، فالتربية عمل شاق وجهد يحتاج إلى وقت، ولا بد أن نفهم أن التربيةَ ليست قاصرة على تربية الجسم فقط، بل هي أوسع وأشمل والتربيةُ ليست قاصرة على الوالدين فقط، فهناك إلى جانب الأُسرة المدرسة والمسجد والتجمعات الشبابية ووسائل الإعلام وغيرها، وهذه تشارك في عملية التربية، ونذكر هنا بعض الوسائل، التي يجب أن نسلكها لتحقيق التربية السليمة والقدوة الحسنة وهي من أقوى وسائل التربية تأثيراً، فالمراقبة والملاحظة لا بد منها ينبغي ألا يغفل ولي الأمر كان أبا أو أما عن ابنه، بل يلاحظه ويراقبه دون أن يشعر وليس يتجسس عليه وزرع مراقبة الله في نفسه حتى يشعر بأنَ عليه رقيبا في كل أحواله، وبهذا يعمل العمل الصحيح ولو لم تره ويتجنب العمل القبيح ولو لم تره. وهنا نحذر من بعض الأخطاء، التي يرتكبها بعض الآباء أو المربين مثل الطرد من البيت قد يعتقد بعض الآباء أن الحل في التخلص من أذى ولده وعدم طاعته بأن يطرده من البيت، نقول له عليك المقارنة بين مفسدة جلوسه في البيت والصبر عليه مع استمرار نصحه وتحذيره، وبين مفسدةِ طرده من البيت، إن هذا العصر ليس كسابقه في العصر السابق لو طرد الولد من البيت فلن يجد مَنْ يؤويه ومَنْ يطعمه بخلاف العصر الحاضر فسيجد ألف يد شيطانية تمتد له وهذا الخطر الكبير فسيصبح قنبلة موقوتة على نفسه أو الآخرين. المفاضلة بين الأولاد وذلك بالمقارنة السيئةِ بينهم والمبالغة في إحسان الظنِ أو إساءة الظن بالولد مما يؤدي إلى الغفلة عنه أو يجعله يتجرأ على المعصية ومما يؤدي إلى أسباب انحراف الأولاد الإهمال في التربية أو التقصير فيها أو الخطأ في طريقة التربية كأن يحتقراه أو يهيناه أو يتعرض للدلال الزائد فيسبب له فقدان الرجولة، وضعف الثقة بالنفس أو يرى المفاضلةَ بينه وبين إخوته مما يولد عنده الحسد والكراهية والانطواء والعقد النفسية.

كذلك وجود رفقاء السوء في طريقه والفراغ من أقوى أسباب الانحراف وما حدث من سلوكيات خاطئة في الآونة الأخيرة على أثرها استدعت وزارة الداخلية مرتكبيها ومحاسبتهم يؤكد ذلك. لكن الخطر الحقيقي في تغيير الفكر والمعتقدات قد لا يكتشف في وقت مبكر، لذا التربية السليمة هي صمام الأمان من كل خطر بعد توفيق الله، وأخيراً أسأل الله سبحانه وتعالى أن يصلحَ نياتنا وذرياتنا. يقول سقراط «لا تكرهوا أولادكم على آثاركم، فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم». فلنتعلم كيف نربي؟.

_______________

د. خالد الغامدي

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم