* أنواع الكذب : منه الكذب العارض الذى يزول بنمو الطفل ونضجه، ومنه الكذب المتصل بالظروف والعلاقات الأسرية ، ولكل منها علاج.
(1) الكذب الخيالى : إن الطفل حينما يتخيل أحداثاً حدثت ويقصها على أنها واقع بالفعل ، لا نستطيع أن نصفه بالكذب ، لأنه هنا أقرب ما يكون إلى التسلية واللعب ، بالإضافة إلى أن قدراته وإمكاناته لا تسمح له بالتمييز بين الحقيقة والخيال. فإذا جاء طفل فى الرابعة من عمره بقصة من نسج خياله ، فلا يصح أن نعتبرها كذباً بالمعنى المعروف للكذب وذلك يفسر شغف الأطفال بسماع القصص الخيالية والأسطورية .
(2) الكذب الالتباسى : الطفل هنا لا يستطيع التمييز بين الواقع والخيال، فكثيراً ما يسمع الطفل حكاية أو يرى حلماً فى نومه أو يسمع قصة خرافية تملك عليه مشاعره ، ثم تسمعه فى اليوم التالى يحكيها على أنها واقع حدث بالفعل. وهذا ليس كذباً بالمعنى المعروف ، ويزول مع مضى الوقت .
(3) الكذب الادعائى : الطفل الذى يشعر بالنقص كثيراً ما يتحدث عن نفسه وصفاته ومواهبه ، وعن قدرات والديه ومكانتهما بهدف تعظيم الذات ، وجعلها مثاراً للإعجاب من المحيطين به.
وقد يكون السبب فى هذا النوع من الكذب قسوة الأسرة وإسرافها فى قمع الطفل وإذلاله وعقابه ، فيكذب الطفل هرباً من العقاب.
وقد يدعى الطفل المرض ، لأنه لا يريد الذهاب إلى المدرسة ويسرف فى استدرار عطف المحيطين به.
(4) الكذب الغرضى أو الأنانى : وهو كذب الطفل رغبة فى تحقيق غرض شخصى ، أو الوصول إلى مآرب ذاتية ، كالحصول على اللعب والحلوى وغير ذلك. والطفل عندما يفقد الثقة فى البيئة المحيطة به ، فإنه يشعر بالحاجة إلى امتلاك أكبر قدر ممكن من الأشياء ، وهو يكذب لتحقيق ذلك .
(5) كذب الانتقام والكراهية : وهو كذب الأطفال ليتهموا غيرهم بأمور يترتب عليها عقابهم وسوء سمعتهم… ومن أسبابه الغيرة بين الأطفال ، وقد يحدث هذا النوع من الكذب داخل الأسرة بسبب التفرقة فى المعاملة بين الأخوة ، مما يجعل هذا الطفل أو ذاك موضع كراهية وانتقام من الآخرين.
(6) الكذب والوقائى : الطفل يكذب دفاعاً عن نفسه ، وللوقاية من العقوبة ، والسبب فى هذا الكذب المعاملة القاسية للطفل عقاباً على أخطائه ، سواء فى الأسرة أو المدرسة ، فهو يكذب هرباً من العقاب. وكذلك ينتشر هذا النوع من الكذب فى الأسر التى لا يتفق فيها الآباء على طريقة واحدة فى معاملة الأبناء.
(7) الكذب العنادى : الناشئ عن تحدى السلطة الممثلة فى الأسرة أو المدرسة ، خاصة إذا كانت شديدة الرقابة والضغط قليلة العطف والحنو ، لا تتفاهم مع الأطفال .
(8) كذب التقليد : فقد يكذب الطفل تقليداً لأبويه أو من حوله على أساس أنهما قدوة له.
*أساليب الوقاية وطرق العلاج :
يجب أن ندرس كل حالة على حدة ونبحث عن الدافع الحقيقى للكذب ، ونساعد الطفل على التغلب على مشكلته فى ضوء معرفتنا بالأسباب وبشخصية الطفل ، ويحاول الوالدان ما يلى :
أن يقلل الآباء بقدر الاستطاعة من استخدام الوعظ والنصح كأسلوب علاجى ، وأن يصرفوا جهدهم لمعرفة هل الكذب عارض ، أم أنه متكرر مزمن ، وما الدوافع المسببة له.
ينبغى أن يؤخذ الطفل بالرفق واللين إذا كذب وهو دون سن الرابعة ، ونعرفه الفرق بين الخيال والواقع ، وإذا كان فوق الرابعة أو الخامسة فيجب أن نحدثه عن الصدق وأهميته دون إكراه أو ضغط.
ينبغى أن يشعر الطفل دائماً بعطف الأبوين وحنوهم عليه دون إكراه أو ضغط أو تشهير أو سخرية ، وأن تعالج المشكلة فى ضوء الظروف والعوامل المحيطة بالطفل كافة.
ينبغى إشباع حاجات الطفل النفسية ، وأن ندرك متى يمكنه أن يفرق بين الواقع والخيال ، ونبصره بأهمية الأمانة والصدق فيما يقوله ويفعله ونشجعه على ذلك ، مع عدم المبالغة فى القلق على تنشئة الطفل على الصدق.
وفى هذا الصدد يجب أن لا ننسى قول الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ }”