الجمعة 20 سبتمبر 2024 / 17-ربيع الأول-1446

لماذا يسرق طفلي وينكر ؟



لماذا يسرق طفلي وينكر ؟
http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSoZZokhklBWu1rI4qJc8xqme7AVaVlXQnStCrvqEfFOVx0HQMT 
  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
قبل فترة اكتشفت نقص مبلغ بسيط من المال وتكرر هذا وبعد ذلك وجدت المال فى محفظة ابني(عمره 8 سنوات ترتيبه بين اخواتهاالرابع من سته)لم اواجهه وبدات اسال زوحتي واولادي من راي المال المفقود واخذه ولم تظهر عليه اي علامه على الخوف او الارتباك

لم احدثه وقتهاولكن اخذت احكي لابنتي الكبري امامه قصة عن شخص سرق وماذا نال من جزاء وبعد مده سال اخته من فعل خطا كيف يصلحه؟ اجابته: التوبه وتصحيح الخطابعد فتره وضع المال فى مكان وادعى انه وجد المال فيه

وبعدها بفترة شهر تفربيا سرق ايضا وقمت بمواجهته والحوار معه بهدوء ولكن انكر تماما انه سرق ولم يخاف ابدابرغم انه خجول جدا وخواف وهادى وهذا ما يقلقني

قبل فترة السرقه اخبرني عن صديق له لديه فلوس سالته من اين اجاب انه يقول ياخذه من جيب والده من ان يخبره لا مشكلة فى ذلك واخبرته ان هذا خطا.

على الرغم ان جميع طلباته هو واخواته مجابه

الان لا اعلم ماذا افعل معه ؟؟ اسف على الاطاله.

اسم المستشير    لبومحمد

____________________________


رد المستشار       د. عبد الله محمد القرني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :

أخي الفاضل أشكر لك حرصك على متابعة ابنك بالطرق التي ذكرتها ،وأقول لك إن من الطبيعي لأي طفل صغير أن يأخذ الشيء الذي يشد انتباهه فالطفل يشعر بميل شديد إلى الملكية، حتى ولو كانت تافهة! وهنا يأتي دور الأسرة، دورك أنت في المحافظة على هذه الملكية، وتعليم طفلك الفرق بين ملكيته الشخصية وملكية الغير، فالبيت هو المؤسسة الأولى لتعليم الأمانة، وتبصير الطفل بقواعد الأخلاق والتقاليد الاجتماعية الواجب مراعاتها، وإفهامه بأن الله تعالى هو الذي يراقب كل شيء، وكذلك ضميره الذي يجب أن نساعده على تكوينه بالتدرج ،


وهنا عليك ـ أخي الفاضل ـ

أن تجلس مع طفلك، وتعرف منه السبب الذي أدى به إلى أخذ الأشياء من الآخرين، ومن ثم يسهل عليك العلاج، ولتعلم أن أنجح علاج هو الذي يقوم على الوسائل التربوية السليمة والمدروسة.

فقد يسرق الصغير بسبب الإحساس بالحرمان كأن يسرق الطعام لأنه يشتهى نوعا من الأكل لأنه جائع

• وقد يسرق لعب غيره لأنه محروم منها أو قد يسرق النقود لشراء هذه الأشياء

• وقد يسرق الطفل تقليدا لبعض الزملاء فى المدرسة بدون أن يفهم عاقبة ما يفعل… أو لأنه نشأ فى بيئة إجرامية عودته على السرقة والاعتداء على ملكية الغير وتشعره السرقة بنوع من القوة والانتصار وتقدير الذات… وهذا السلوك ينطوى على سلوك إجرامي في الكبر لان البيئة أصلا بيئة غير سوية

• كذلك فقد يسرق الصغير لكي يتساوى مع أخيه أو أخته الأكبر منه سنا إذا أحس أن نصيبه من الحياة أقل منهما.

• وفي بعض الأحيان، يسرق الطفل ليظهر شجاعته للأصدقاء، أو ليقدم هدية إلى أسرته أو لأصدقائه، أو لكي يكون أكثر قبولا لدى أصدقائه.

• وقد يبدأ الأطفال في السرقة بدافع الخوف من عدم القدرة على الاستقلال، فهم لا يريدون الاعتماد على أي شخص، لذا يلجئون إلى أخذ ما يريدونه عن طريق السرقة.


ولعلاج السرقة عند الأطفال أذكر هنا ما ذكره” يحيي البوليني ” أنه ينبغي عمل الآتي:

• يجب أولا أن نوفر الضروريات اللازمة للطفل من مأكل وملبس مناسب لسنه.

• كذلك مساعدة الطفل على الشعور بالاندماج فى جماعات سوية بعيدة عن الانحراف في المدرسة والنادي وفي المنزل والمجتمع بوجه عام.

• أن يعيش الأبناء فى وسط عائلي يتمتع بالدفء العاطفي بين الآباء والأبناء.

• يجب أن نحترم ملكية الطفل و نعوده على احترام ملكية الآخرين وأن ندربه على ذلك منذ الصغر مع مداومة التوجيه والإشراف.

• كذلك يجب عدم الإلحاح على الطفل للاعتراف بأنه سرق لأن ذلك يدفعه إلى الكذب فيتمادى فى سلوك السرقة والكذب.

• ضرورة توافر القدوة الحسنة فى سلوك الكبار واتجاهاتهم الموجهة نحو الأمانة .

• توضيح مساوئ السرقة ، وأضرارها على الفرد والمجتمع ، فهي جرم ديني وذنب اجتماعي ، وتبصير الطفل بقواعد الأخلاق والتقاليد الاجتماعية .

• تعويد الطفل على عدم الغش فى الامتحانات والعمل … الخ .


وهناك وسائل ذكرها( د. العربي عطاء الله العربي ) تجعلك تحافظ على طفلك وتعلمه معنى حرية الآخرين
وعدم تجاوزها، وأن يحب لغيره كما يحب لنفسه:

1- خلق أجواء العطف والحنان، وإبعاد جو الانتقام.

2- تعويده طلب الاستئذان إذا أراد تناول شيء ما.

3- عدم التشهير به أمام إخوانه أو زملائه في اللعب.

4- زرع القيم الدينية والأخلاقية في الأسرة.

5- عدم التمييز والتفضيل بين الإخوة.

6- لا تصف ابنك بصفات اللصوصية، مثل أنت سارق، فقد يتشبع باللقب، ويسعى إليه!

7- حاول أن توفر لابنك الشيء الذي يريده ولكن في حدود المعقول .

8- على الأب أن يكون عطوفا حنونا على ابنه ولا يقسو عليه في المعاملة فمثل هذه الأمور تحتاج إلى الروية والحكمة دون اللجوء إلى العصبية

• أسأل الله أن يجنب ابنك وأبناءنا هذه الآفة وأن يعيننا جميع على تحمل مسئولية تربية هذا النشء على الدين القويم وصلى الله على نبينا وعلى اله وصحبه أجمعين.

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم