لماذا نحّذر من اليأس ؟
أ.د.قاسم حسين صالح .
ما سنقوله ليس كلام (انشا) أو من عندنا، إنما هو نتائج دراسات علمية في علم النفس والصحة النفسية ، وجدت أن أهم سببين للشعور باليأس هما الحروب واللامبالاة بحياة الناس.
وما من شعب في العالم المعاصر تعرض لحرب كارثية استمرت ثلاثة عقود كالشعب العراقي، فقد فيها الناس أحبتهم بين من غادر الدنيا وبين من غادر الوطن.. وكانت الأعداد بالملايين!.
وسقط الطاغية المصاب بجنون إثارة الحروب، وفرح الناس بتخلصهم من كابوس الرعب، وظنّوا إنهم تخلصوا نهائيا من الحروب.. وأن أوضاعهم ستتحسن بمجيء حكومة منهم ولهم..
وإذا بالسبب الثاني لليأس ( اللامبالاة بحياة الناس) يأتي ليتحد مع السبب الأول (الحروب) وتشكلا معا ( ائتلاف جبهة اليأس).. فالبرلمانيون – تولاّهم الله! – غرفوا خير ( التغيير ) لهم فترهفوا وتنعموا فيما ازداد الناس بؤسا وشقاء.
وكثيرون لا يدركون أن اليأس يؤدي إلى شعور الفرد بأنه مغترب عن نفسه وعن الآخرين في مزاج حزين يسوده الغم بشكل غير عادي والتخلي عن مصادر البهجة في الحياة الاجتماعية، والشكوى المتكررة من سوء الحظ وفقدان الشفقة ، وأنه يؤدي إلى (تقسية القلب) ويولّد لدى الناس النزعة للهموم والعنف.
وثمة آلية نفسية هنا، أن الإنسان إذا انهار أمله.. كره الحياة .. فيتجه لا شعوريا إلى هدمها في حالة ثأر لنفسه.. ولن يبالي بهدم حياة إنسان آخر أو بتحطيم نفسه، ولقد أشارت منظمة الصحة العالمية (مكتب بغداد – 2007) أن من أكثر الأسباب شيوعا للعنف والكراهية هو ..الشعور باليأس.
أرأيتم لماذا نحّذر من اليأس؟!
انها نصيحة لمن يتولى أمور البلاد والعباد قلناها قبل ثلاث سنوات وكررناها في صفحتنا الأسبوعية بجريدة الصباح بأن انتبهوا إلى أن الاستمرار في (اللامبالاة بحياة الناس) يفضي إلى تعميق الكراهية وتأجيج العنف..
وقد ينهيكم..كما أنهى سلفا غير صالح..ويبدو أن حالنا حال من قال :أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي..خاصة إذا كان الذي تناديه (سياسي عراقي!).