بقلم د. مصطفى أبو سعد
تهدف التربية الإيمانية إلى تنمية الوازع الديني من خلال ترسيخ العقيدة السليمة القائمة على توحيد الخالق من خلال تحقيق أنواع التوحيد الثلاثة (الألوهية – الربوبية – الأسماء والصفات)، إلى جانب ممارسة ما يترتب على هذا التوحيد من عبادات وشرائع.
ويعد المنهج الإسلامي التربية الإيمانية المنطلق الأول لبناء الإنسان المسلم، وهو المنطلق الأول والرئيس للعديد من الاعتبارات:
الاعتبار الأول:
الحاجة الأصيلة في النفس الإنسانية إلى العقيدة الدينية، واعتبار أن الإيمان لازم وضروري ومهم في حياة الإنسان، ومصدر للقوة والاطمئنان، وهذا ما تؤكد عليه الدراسات النفسية والفلسفية في تاريخ الحضارات.
الاعتبار الثاني:
ما تشكو منه الحضارة المعاصرة التي نعيشها من مساوئ وعيوب ناتجة عن ضعف التمسك بالقيم الإنسانية وبفضائل الأخلاق، ومن بعض التبذل والتحلل والانغماس في الشهوات، مما يصدر في غالب الأحوال عن ضعف العقيدة ونقص النوازع إلى الإيمان.
الاعتبار الثالث:
ما يشكو منه المجتمع المعاصر من بعض ظواهر الضعف الأخلاقي وبعض مظاهر الضعف في الروح المعنوية، مما قد يسبب سريان روح التهاون في أمور الدين والتقصير في القيام بما يحض عليه من تعاون ومحبة وتماسك اجتماعي ومن مكارم أخلاق.
الاعتبار الرابع:
حاجة الشباب في هذا العالم – ولا سيما في الوطن العربي – إلى قيم واضحة تجنبهم الحيرة الفكرية، وتكون لهم سنداً في تبيين صور المستقبل بين المذاهب والدعوات المختلفة والتيارات المتعددة التي يضج بها العالم في الوقت الحاضر.
الاعتبار الخامس:
التربية الإيمانية التي تشكل جهاز دفاع قوي لرعاية الفطرة والحفاظ عليها، تلك الفطرة التي يولد عليها الإنسان: “كل مولود يولد على الفطرة”، أياً كان هذا الإنسان، فهو يولد ولديه ميل إلى التدين والاعتقاد بوجود قوي فوق كل القوى، وخالق مسيطر مبدع متحكم في قوانين هذا الكون.
—————————————————————-
المصدر: كتاب (التربية من منظور ومنهجية إسلامية ) – للدكتور مصطفى أبو سعد