الأحد 22 ديسمبر 2024 / 21-جمادى الآخرة-1446

لماذا أتوتر دائما ؟؟



الإستشارة:

منذ فترة تقارب شهرين، بدأت أشعر بتوتر دائم أعراضه: هز القدم باستمرار بشكل لا إرادي لدرجة أني أشعر بتعب شديد كلما وعيت، عند الصحيان من النوم أجد أن الفكين مقبوضين بشدة، صعوبة في الاستيقاظ، صداع مستمر، ضعف بالنظر

علماً أني استخدم النظارة الطبية وأقوم بتحديثها باستمرار، عصبية دائمة حتى عندما أكون وحدي، قضم الأظافر، عدم تحمل كلام الآخرين ووجهة نظرهم، انعدام الصبر وينعكس على قيادة السيارة بشكل مباشر، عدم تحمل أصوات الآخرين وخاصة الهمس والأكل والتمتمة.

رد المستشار،

د. عبد القادر مصطفى القاسم :

أخي الكريم معاذ:
“الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله”
لك كل الشكر على ثقتك في موقع المستشار سائلين الله تعالى أن يوفقنا في مساعدتك في التخلص من التوتر الدائم.

التوتر من أكثر الاضطرابات النفسية انتشاراً في العالم. وكلنا نقلق
ونتوتر في فترة الامتحانات أو في حالة مرض أحد الأقرباء أو في حالة الخلافات الزوجية .
ولكن هذا القلق وهذا التوتر يزول بزوال السبب والعامل المؤثر، أما إذا استمر التوتر وأصبح ملازماً لا يزول بزوال العامل المسبب ؛فهذا يسمى بالتوتر الدائم.

والأغلب في التوتر الدائم أن المريض لا يعرف سبب واضح لتفسير حالة التوتر التي يعاني منها. فالتوتر الدائم يسبب للإنسان الأرق وضيق الصدر و عدم الطمأنينة والحيرة والزيادة في ضربات القلب وآلام المعدة والقولون
والأحلام المزعجة و الكوابيس ويكون نومه متقطعاً مع صداع مستمر وفقدان للشهية.

علاج التوتر الدائم: 1- يكون بالعلاج النفسي وإعادة الثقة بالنفس وهذا ليس صعب المنال ولكن يحتاج إلى الصبر والعمل الجاد وتحديد المسار والأهداف والثقة بالنفس.

أن يستشعر المريض أن الأمر بسيط
وليس أمراً صعب علاجه وشفاؤه. وأن يبث المعالج الراحة والطمأنينة ويستخدم المعالج هنا عدة أساليب منها: 1-العلاج السلوكي 2- العلاج المعرفي 3-العلاج بالاسترخاء النفسي.

4- العلاج بالعقاقير: وهنا لابد من أن التذكير أن هناك خطأ شائع وسط الغالبية من الناس ؛وهي أن الأدوية النفسية : عبارة عن مخدرات وإذا استعملها أي إنسان يمكن أن يدمن عليها وهذا لا أساس له من الصحة إنما الصحيح أن هذه الأدوية هي هبة من الله لمرضى التوتر المزمن أو القلق أو الرهاب أو الوسواس القهري لكي تخفف الألم النفسي عنهم, والذي هو أشد إيلاماً من الألم الجسدي.

فالأدوية النفسية ضرورية لبعض الحالات ومكملة للعلاج النفسي. ولا شك أن تحسين الظروف المحيطة بمريض التوتر الدائم تكون دافع إيجابي لعلاجه وكذلك تفاعل الأسرة وتفهمها لحالة المريض تساعد كثيراً في الشفاء الكامل والعاجل للمريض.

وفي الختام نسأل الله الكريم أن تطمئن نفسك ويرتاح بالك.
“والسلام عليكم ورحمة الله تعالى
وبركاته”

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم