السبت 23 نوفمبر 2024 / 21-جمادى الأولى-1446

للنساء : إرشادات لكسب الحوار مع المراهق.. لصفك



 

 

الأرقام والإحصائيات تؤكد أن 85% من مشاكل الأسرة نابعة من ضعف التواصل والحوار.. خاصة حالة وجود مراهق أو مراهقة بالبيت؛ فالمراهق لا يتواصل بشكل جيد مع أبويه، رغم احترافهما التواصل اللفظي والعاطفي في أعمالهما ومشاغلهما الحياتية؛ لذلك ليس بمستغرب أن نقول إن محاولة التقرب والتحدث مع المراهق، كثيراً ما تصيب الآباء بالغضب والإحباط.. وأحياناً تنتهي بالصراخ.. لتصبح العملية أشبه بالتحدي. اللقاء والدكتورة فاطمة الشناوي استشاري طب النفس والمحاضِرة بالتنمية البشرية؛ للسؤال والتوضيح.

1-معلومات تعرفي عليها

لمحادثة أبوية ناجحة وحوار مثمر، على الآباء أن يدركوا أن المراهق لا يفضل التواصل البصري بشكل مباشر مع محدِّثه.

إن الأبناء عندما يصلون إلى مرحلة المراهقة.. يصبحون متناقضين يصعب التواصل والتفاعل معهم، يكافحون من أجل التفرد، ويتصرفون وكأنهم يعرفون كل شيء.

رغم افتقار المراهق إلى الكثير من الخبرة؛ فهو يشعر بأنه لا يُقهر؛ لهذا حاول التفهم حتى ولو لم توافق تماماً على ما يقوله ويريده المراهق.

ركّز فقط على دورك كوالد، وقدّم المساعدة، ولا تحكم على ابنك المراهق-ة-، ولا تطرح عليه أسئلة تضعه في موقف دفاعي.

اجعل هدفك تحفيز ابنك المراهق على التفكير بنفسه، ولا تفعل أي شيء حتى يصبح كلاكما هادئين.

2-محاولات للتقرب وإنقاذ العلاقة

عادة يتوقع الأب أن يسير ابنه في نفس المسار ويقوم بنفس المهام، ويمارس ذات الهوايات، ولكن هذا نادراً ما يحدث، ويجب في هذه الحالة البحث عن شيء مشترك للقيام به؛ فهذا سينقذ العلاقة ويوطدها.

لا بد من الاستماع الجيد للأبناء، ومشكلة الآباء أنهم يستمعون لمدة دقيقة أو دقيقتين فقط قبل أن يتعرفوا جيداً على المشكلة، ثم يبدأون في طرح الحلول، بينما المراهقون يحتاجون إلى من يستمع إليهم من دون حكم أو محاولة تقديم حلول.

على الآباء ألا يتجنبوا طرح القضايا المهمة مع أبنائهم، والتي تتزايد وتنتشر بشكل كبير في وسائل الإعلام والإنترنت ومحادثات الأصدقاء، ستجد بعدها أن علاقتك قوية بقدرٍ ما، عكس الحال إذا تجنبت التحدث عن هذه الموضوعات.

أخبره مسبقاً بالتوقيت والموضوع الذي تريد مناقشته معه؛ فهذا سيمنحه الوقت اللازم للتفكير في المحادثة المنتظَرة وجمع أفكاره، وكن ذكياً وقدّم له شيئاً ليأكله؛ فهناك علاقة أساسية بين الجوع وسرعة الغضب أو التعصب.

تخلَّ عن فكرة إلقاء محاضرة، وقم بتكثيف محادثتك في قائمة قصيرة من النقاط المهمة، واسمح له بالرد على هذه النقاط، مع السيطرة على مشاعرك.. فإن الصراخ والتعديات اللفظية لن تؤدي إلى النتائج التي تريدها.

3- أهمية إشارات لغة الجسد

نعم انتبه للغة جسدك وإشارات نظرات عينيك، المراهقون لا يتواصلون بصرياً مع آبائهم بشكل مباشر، وقد يفهم المراهق-ة- أن تحديقك في عينيه، أو حِدة نبرات صوتك.. تشير إلى أن هناك أمراً مقلقاً وعدوانياً.

كن قدوة والمثال المادي.. ولا تتحدث عن حقائق سلبية يفعلها ابنك المراهق، تشاهدها بالمنزل أو تسمعها من خلال تعاملاته وأحاديثه بالجوال مع أصدقائه، ذكّره بمواقف لك أو لوالدته.. وسيساعده ذلك على تذكّر محادثتك فيما بعد.

خصص وقتاً للمتابعة، ونبّه ابنك المراهق.. قد يستغرق الأبناء ساعات وأياماً وحتى أسابيع لاتباع ما تم الاتفاق عليه في محادثة دارت بينكما؛ لهذا إذا لم تجد الاستجابة، امنح ابنك تنبيهاً لما تم الاتفاق عليه، قبل أن تقوم بلقاء جديد معه.

ركّز على إيجابيات ابنك المراهق.. وفّر له الدعم الإيجابي والاحتفال بإنجازاته وإن كانت بسيطة؛ فهذا سيساعد المراهق على بناء علاقة ثقة، ومحاولة للتغلب على كمّ الاتهامات السلبية المستمرة التي يواجهونها يومياً.

4-نصائح للتحاور مع المراهقين

مع التحولات التي يشهدها العصر، لن تنفع مع الأبناء المراهقين لغة الأمس، من نصح وإرشاد وأوامر ومراقبة؛ فهو يرى نفسه كبيراً بإلمامه بالكثير.

قوياً بإتقانه للغة التكنولوجيا التي فتحت أمامه نوافذ على العالم من حوله بكافة أطيافه.. لهذا كان هناك قواعد جديدة ومختلفة للحوار مع المراهق.

احذري من طرح حوار يهدف للتلصص والتجسس أو انتهاك خصوصية الابن؛ فأبناؤنا خُلقوا لعصر غير عصرنا، يعيشون حريةً لم ننعم بها.

أظهري الحب داخل البيت، وليس وقت الحوار فقط، ولا مانع من وضع يدك على كتفه، وليتك تربتين على ظهره أو تمسحين على شعره أثناء الحوار.

أمسكي رغبتك وتحكمي في فضولك في التعرف على كل ما يخصه، اجعلي تطفلك حذراً، وأعطيه الحق في الاحتفاظ ببعض الخصوصية.

5- تصيد جانباً إيجابياً وامدح ابنك المراهق

عفواً.. تلصص على ابنك، نعم.. يمكنك إن شعرت بتصرف غريب منه، أو وجدته يعاني من اضطراب سلوكي.

ابدأي في مرحلة متقدمة، بدعوة أصدقائه -مثلاً- ومحاولة مرافقتهم؛ للتعرف على سلوكيات ابنك عن قُرب مع أصحابه.

حاوريه وأنت بشوشة الوجه، غير متجهمة أو متربصة، ضعي يده بين كفيك، استمعي إلى كلماته باهتمام، أظهري تعاطفك.

تصيدي جانباً إيجابياً نطق أو لمّح به؛ لتمدحيه وتُثني عليه، وإن شعرت بتوتر فاستخدمي روح الدعابة.

اعلمي أن أسلوبك هذا سيجعله يدلي بآرائه، وهذا أمر رائع.. وحتى يطول الحوار بينكما، ابتعدي عن الأسئلة التي تكون إجابتها نعم أو لا.

بالحوار والتواصل تذيبين المسافة ما بين رغبتك في الإمساك باللجام، وحاجة المراهق للحرية، إن التزم الآباء بنصف ما جاء بالتقرير، ستكون النتائج طيبة.

ً

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم