الأربعاء 25 ديسمبر 2024 / 24-جمادى الآخرة-1446

لجأنا إلى الخطابات بلا جدوى !



لجأنا إلى الخطابات بلا جدوى !

http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQND9edRbi-3aQzzvc3F4q7GN5wtEVfBluNnliJlirY7cKEXd6I

السلام عليكم نحن اختيين 35_30 سنه لم يطرق بابنا احد ليس لنا اهل محسوديين من اهلنا والدنا هو الغني في اسره فقيره ونحن مغتربين عن وطننا من اجدادناوالدي اسكننا مدينه اخرى بعيده عن اهله ومشاكلهم 

 

ولكنه لم ينتبهه انه يبعدنا نحن عنهم تزوجت اختنا الكبرى مبكرا ولكن الثانيه متاخر 29 سنه اما الثالثه وهي الاجمل تزوجت بعمر 29 من رجل متزوج خواتي ازواجهم من ذوي الدخل المحدود وزواجاتهم ساهم ابي بالكثير منها 

 

لم ننتبهه لهذا الوضع لانشغالنا بمرض ابي وسلسله من 5سنوات من العذاب انتهت بوفاته في بلد اجنبي ومن يوم عودتنا انا واختي انهار العالم من حولنا واصبح ارذل اهلنا يتعدى 45 وعاطل وسارق يطالب بالزواج منا امي بعيده عن اهلها 

 

والان حتى لو عدنا الى مجتمعنا الذي عزلنا منه لن يرغبوا بنا اولا كبار والصغيرا كثار ثانيا ضياع مال ابي لان نحن 5 بنات بدون اخ او عم صالح او خال يخاف الله وبطبيعة الحال ضياعه القائم علينا الان ازواج اخوتي 

 

طرقنا باب الخطابات لكن بدون جدوى حتى المشايخ دخلوا منزلنا والكل اجمع على عين قويه جدا بنا قديما كان ابناء عمنا يرغبون باخوتي وابي رفض افهمني مالمشكله ان كان هناك مشكلها 

 

أو ان هذا وضع طبيعي انا مومنه ان الخير بيد الله وان الارزاق بيد الله لكن ارغب ان يوضح لي شخص عاقل الوضع ارجو الماعده لقد شاب شعري من الهم والتفكير


اسم المستشير      رنيم 
___________________________

رد المستشار       أ. نورة الخاطر


بسم الله والصلاة على رسول الله وبعد : 

أبنتي رنيم حفظك الله وجميع أخواتك ونساء المسلمين من كل شر. 

 

أولا وقبل كل شيء اعلمي أنك مأجورة على المصيبة والصبر عليها,واجعلي صلتك بالله قوية جدا,فهدف الإنسان المسلم,ذكرا كان أو أنثى ليس الدنيا وزخرفها,بل الدار الآخرة ونعيمها الذي لا يزول هي الهدف الأسمى. 

 

قال تعالى(وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ,ولا تنس نصيبك من الدنيا ,وأحسن كما أحسن الله إليك ,ولا تبغ الفساد في الأرض ,إن الله لا يحب المفسدين)وتقربي إلى الله بما يحب,فهو المعطي وهو المانع وحده,  

 

وتذكري جيدا حديث‏ عبدالله ‏ابن عباس ‏ ‏قال(كنت خلف رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يوما فقال يا غلام ‏ ‏إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ‏ ‏رفعت الأقلام ‏ ‏وجفت الصحف) 

إن هذا الحديث وحده يكفي المرء ليعيش حياة مطمئنة بخيرها وشرها ويقي النفس من الجزع والخوف والتعلق بالناس ورجاؤهم أو خشيتهم. 

 

ثانيا : يا عزيزتي إن استطعت فانتظمي في سلك عمل تطوعي وداومي عليه,تتقربين خلاله إلى الله وتتعرفين خلاله أيضا على نساء صالحات,وتكوني بإذن الله منهن وقد تحصلين من خلالهن على الزوج الصالح الذي يطلب المرأة لصلاحها فقط ,ولا تكثري الكلام عن ظروفك والشكوى منها إلا مع الله في سجودك,واكتمي معاناتك عن البشر إلا لحاجة لازمة,وابتغي رضى الله والأجر منه في كل شيء تفعلينه أو تقولينه وأعلمي جيدا إن الله الكبير السميع البصير سييسر لك كل أمورك كلها. 

 

ولا تجعلي الزواج همك الأول وهدفك الذي تسعين إلى تحصيله ولا تجعلي من نفسك وأختك أضحوكة بتهافتك على أبواب الخطابات وأمثالهم من بعض الرجال الذين لا يخافون الله إلا ظاهرا ليخدعوا الناس بالمظهر السطحي. 

 

واحذري تتزوجي من رجل تعلمين إنه طامع في مالك فقط,ولا تتزوجي من تارك صلاة,ولا من رجل أصله خبيث.وعليك يا أختي بالصبر. 

ثانيا إن تقدم لك رجلا فيه بعض الصفات الجيدة كأن يشهد له بالصلاة ووراثته طيبة ,وحالته المادية لا بأس بها ولديه عمل مهما كان بسيطا وراتبه قليل,فأقبلي به يا ابنتي وتأكدي أنه لا يوجد زواج سعيد 100% ويكفي من الزواج الحصول على نسبة بسيطة جدا من الرضا وتأسيس أسرة وفتح بيت وإنجاب أطفال تنالين الأجر من الله على تربيتهم تربية صالحة بإذن الله.

 

وإن أخطأ والدك فصححوا الخطأ أنتن بارك الله بكن وبذريتكن,ولا يشيب شعر رأسك والله ربك وهو سبحانه سميع بصير. 

ثم يا ابنتي أنت ولله الحمد في بلد يعطي للنساء حقوقهن كاملة من غير انتقاص وأغلب قوانين الدولة معك وتستطيعين أن تعيشي حياة مستقلة في بيت يضمكما أنتي وأختك وتكوني مصدر خير ونور وإشعاع لأخواتك المتزوجات ولأبنائهن حتى يكتب الله لكما الزواج المناسب. 

 

لا تفكري كثيرا في حيثيات الماضي,ومسببات القطيعة بين والدك وأهله وأقاربه فالماضي رحل ولن يعود ونصيحتي لا تبحثي فيه وأدعي لوالدك بالرحمة والمغفرة وحاولي الاتصال بوالدتك وأكثري من الصدقة ولا تجعلي العين وأنكن مصابات بها,هي هاجسك الأول فقد ورد في الحديث القدسي ،قال صلى الله عليه وسلم (( إن روح القدس نفث في روعي : إن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله ، فإن الله لا يدرك ما عنده إلا بطاعته) 

 

والزواج من الرزق.وعليك كفتاة عاقلة تأسيس حياة جيدة تكون قدوتك ونموذجك فيها أمهات المؤمنين ونسائهم. 

 

قلبي معك يا عزيزتي وأسأل الله لك ولأخواتك جميعهن ولنساء المسلمين الصبر والتوفيق.


تصميم وتطوير شركة  فن المسلم