الجمعة 20 سبتمبر 2024 / 17-ربيع الأول-1446

لا يمكن تغيير ما لا تعتـرف به.



لا يمكن تغيير ما لا تعتـرف به
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRhA_p3ziwDBjF7rqLX-b-4JQHB2-hyH-lr94oq0CeW023EHt1H
أ.د.قاسم حسين صالح .


من خلال خبرتي في التعامل مع العراقيين لاحظت أن أصعب شيء على العراقي هو الاعتراف بوجود صفة سلبية في شخصيته.

ومع اننا جميعا نرغب في أن نبدو للآخرين (كاملين مكملين) فإننا لا نعترف أمام أنفسنا بأن في شخصيتنا عيوباً.. وهذا ما نسميه (الإنكار) بمصطلحاتنا النفسية.  


والإنكار هذا هو الذي يقتل الأمل، وهو الذي يضيع فرصة التغلب على المشاكل الحياتية، وهو الذي يقلل الأصدقاء، وهو الذي يكون السبب الرئيس في الكثير من حالات الطلاق. ولا نبالغ إذا قلنا أن (الإنكار) هو الذي يجعل الإنسان تعيسا في حياته النفسية وعلاقاته الأسرية والاجتماعية.


ولقد وجدت أن أكثر حالات الإنكار شيوعا لدى العراقيين أن كل واحد منهم يرى في المعتقد أو الرأي الذي يحمله..أن لا نقص فيه وغير قابل للنقاش. ولا يعترف بان لديه ميولا عدوانية. وإذا كان متوسط الذكاء،تظاهر للآخرين بأنه ذكي، وإذا كانت حياته الزوجية بائسة، أنكر انه سبب فيها.



اعرف رجلا فشل في زواجه الأول، فتزوج ثانية..وفشل أيضا، لأنه لم يعترف لنفسه بعيوب شخصيته. وقد تكون – جنابك – تعرضت لخبرة مماثلة في حياتك الاجتماعية والأسرية، سببت لك أسى أو تعاسة..ولم تستطع التغيير.


أن الخطوة الأولى نحو التغيير المريح هو الاعتراف الواعي بتصرفاتك وصفاتك وأنماط حياتك السلبية. والاعتراف يعني مواجهة صريحة مع النفس بشأن ما تفعله وما لا تفعله، أو ما تتحمله وتصبر عليه من المصاعب في حياتك.
   

 اعترف بأي شيء غير ناجح أو غير مجد في حياتك: الزواج، المهنة، الغضب، الحسد، النقص في مهارة اجتماعية، ضعف الثقة بالنفس، الفشل العاطفي، النفاق (أبو وجهين) …


ومع أن هذا الاعتراف فيه اتهام للذات سترفضه في البداية ألا أن إصرارك على أن تجعلها تعترف يعني جعلك تتخلص من كل ما لا ترضى عنه أو ما لا تريده.


لنتعلم أن الاعتراف للنفس بشيء خاطئ هو عمل ايجابي، لأن السكوت عن عدم تغيير تصرف رديء أو صفة ذميمة يعني التعود عليها لتصبح مثل التدخين..تريد التخلص منه ولكن لا تستطيع. وإذا أردت امتلاك قوة التغيير عليك أن تعترف بأنك يجب أن تكتسب معرفة جديدة.


وان إصرارك بأنك دائما على صواب يؤدي ليس فقط إلى تدمير علاقتك بأفراد أسرتك وأصدقائك وزملائك بالعمل، بل وتدمير نفسك أيضا..وتلك واحدة من علل الشخصية العراقية..انها تمارس (الإنكار) على نفسها ولا تدرك بأنه لا يمكن تغيير ما لا تعترف به.

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم