الأربعاء 27 نوفمبر 2024 / 25-جمادى الأولى-1446

لا تهجرني يا زوجي .



لا تهجرني يا زوجي .
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcS0aq4tSZ4uCn9c2U1pkQbwQfFWq_30Vldtdk9XvMT5EApGjK3bRCMM63pG
    بقلم د. حنان محمد درويش .

أنا حليلتك .. أنا حبيبتك .. أنا شريكتك .. اقترب مني ..لا تهجرني.. أنا الواقع .. بيني وبينك قدر ذراع .. لماذا تنصرف عيونك عني.. أتعطر لأنفك .. أنتظر قدومك .. أتوق لرؤية ابتسامتك .. يمتعني رضاك عني ..
وطول نظرك لي .. حديثك معي يشرح صدري ..وصوتك يرجفني .. أتجمل لعيونك .. لا تهجرني يا زوجي .

تلك كلمات المرأة التي انصرف عنها زوجها بلا ذنب اقترفته ، انصرف إلى صديقه العصري المبهر (النت) الذي فيه تمطر السماء أصدقاء وصديقات .

يكاد يكون النت عدو الزوجة في هذا العصر ، فلم تعهد البشرية قط ابتكاراً بلا أضرار ولكن ، ابتكار العلم هذا أتي بما لا يحمد عقباه من أضرار على الحياة الزوجية في بيوت كثيرة ،

فبعد أن كان الرجل يسعى لرؤية كعب امرأة بالشارع أو من خلف نظارة يختلس فيها نظرة ، أمطرت عليه السماء نساء وأصبح قادرا على أن يقابل كل أنواع وأجناس النساء ويشاهد كل ما لم يحلم يوما أن يراه .
أين الزوجة هنا وما أثر ذلك على الحياة الزوجية ، وإن كنا نتحدث عن الحياة الزوجية لا بد أن نتعرف على مكوناتها من وجهة نظري :-
1- العلاقة الحميمة بين الزوج والزوجة .
2- المعاملة الحسنة والاهتمام بالزوجة كإنسان لها حقوق .
3- الاهتمام بتربية الأولاد والمسئولية تجاههم .
4- الاهتمام بالعمل الذي يدر دخلا للعائلة ويسعد الأسرة اقتصاديا  .
5- الاهتمام بعلاقات الأسرة الخارجية مع الأهل الأصدقاء .

أما عن العلاقة الحميمة فنجد أن انشغال الرجل بالنت قد يؤثر عليها في عدة أمور ، إما أن يكون الرجل مثقفا شغوفا بالعلم والاطلاع فيكون اهتمامه بالنت عملا دءوبا يلتهم كل وقته بما لا يلتفت لزوجته وحقها في الجماع بوقت مناسب لتقوية الحب بينهما ولإحصانها خاصة لو كانت هي راغبة في هذا ،

وفي الغالب لا تنقل زوجة هذا الرجل رغبتها في هذا قد يكون خجلا ،أو غيظا ، أو كبرا … ومن الزوجات من تنصرفن عن زوجها بالنت أيضا ومنهن من تشتكي كثيرا للأهل أو للأصدقاء ومنهن من تصمت ، ولكن الأثر أن تزداد الهوة بينهما يوما بعد يوما حتى تشعر يوما أن زوجها أصبح رجلا غريبا عنها وما هو إلا فرد تعودوا عليه بالمنزل فقط .
ومن الرجال من يكون شغوفا بالمواقع الإباحية والصداقات والمنتديات وغيرها للتعرف على مزيد من النساء وتمضية أوقات معهن بل والتعارف بالطريق المباشر بالحياة عن طريق الهواتف أو المقابلات الحقيقية خارج نطاق الجهاز الصغير الذي تسبب في التعارف ، وقد ينجرف الرجل وينغمس في علاقات محرمة وقد يجرب ، وقد يدمن تلك العادة ولا يمل ولا يكل في التجديد كل يوم طالما أن السماء مفتوحة والنساء راغبات في هذا بل كثيرا ما يكن داعيات للرجال .
فيدخل الرجل عالما جديدا به دوامه لن يخرج منها .. وهنا إما يفعل الزوج هذا تسلية وتمضية وقت وحينما يثار جنسياً يأتي زوجته ، وإما أن ينصرف عن زوجته تماما لأنه يعتقد في عدم مهارتها بالعلاقة الحميمية التي تحدثه فيها نساء (الشات) ، أو تكون زوجته أقل جمالا ممن يراهن (على كاميرات المواقع ) ، أو يكون قد تصور امرأة أخري غير زوجته يتمناها ، وهنا تشعر المرأة بتغير زوجها تجاهها وتغير أسلوبه في العلاقة الزوجية وتسأله عما طرأ من جديد بحياته وربما تشك في علاقاته الخارجية وغالبا ما تسوء العلاقة الزوجية .
أما عن الشق الآخر والمتعلق بمعاملة الزوجة الحسنة والاهتمام بها فلم يعد وجود لهذا الأمر بعد انغماس الرجل في عالم الانترنت وهذا العالم الكبير الذي لانهاية له ، فمتي يتفرغ الرجل لمعاملة زوجته والاهتمام بها أو حتى صياغة عبارات الحب والإطراء على مسامعها فلا وقت لديه ولا رغبة لديه فقد توحد مع عالم آخر واندمج لحد لا يرغب في اقتحام أحد حياته الجديدة حتى لو كانت شريكة حياته فهو يعيش عالما من الخيال وليس لديه رغبة في العودة للواقع الذي غالبا ما يعتبره واقعا مفروضا حتى لو كان باختياره فدائما ما يعتقد أنه كان بالإمكان أفضل مما كان .
أما عن مسئولية الرجل في تربية الأولاد فهذا أمر يشعر به كل المجتمع ويعاني أثره حين تفرغ الأب لأمور ليس من بينها الأبناء فتقلص دور الأب ، وفي غالب تلك الحالات اقتصر على منح المال ولم يعد لديه وقت لمتابعة أو توجيه ، وسمح بمساحات من الحرية أوسع للأبناء ، وقل الدفء بالبيوت لأن الأب هنا تخلي عن سلطته الأبوية معتقدا منه أنه يريح باله ويتفرغ لأمر أكثر أهمية ومتعة بالنسبة له سواء كان يمضي وقته على النت بعمل أو بالبورصة أو بالشات أو بمواقع إباحية أو بأمور ثقافية وأدبية واطلاع .

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم