الأحد 24 نوفمبر 2024 / 22-جمادى الأولى-1446

لا بأس في تغيير رأيك



 

كنت أعتقد أنه من السىء تغيير رأيك، «لا يعلم ماذا يريد» هذا ما يتصوره الكثير من الناس عندما تغير رأيك،

ولكن من يأبه؟ في الحقيقة قد يكون من حسن التصرف أن تغير أفكارك. ديريك سيفرز (Derek Sivers) خير مثال للتغيير، إن لم تكن لديك معرفة مُسبقة بديريك سيفرز (Derek Sivers)، فهو أحد المفكرين المعاصرين الذين أٌجِلَّهُم. أسس ديريك (Derek Sivers) عام ١٩٩٧ شركة تدعى سي دي بيبي والتي ما زالت قائمة لهذا اليوم، لكنه قام ببيعها في عام ٢٠٠٨ ثم أصبح كاتبًا، ومدونًا، ومتحدثًا ذي قدر. في مقابلتي معه على بثٍ صوتيّ، أخبرني ديريك (Derek Sivers) بأنه دائمًا ما يغير رأيه:

«أحب تلك اللحظة في يومي التي أفكر فيها بعكس ما فكرت به. في الصباح عندما استيقظت، بالنسبة لي لا شعور يعادل روعة ذلك، أكثر ما أفضله في الحياة واعتبره مذهلًا هو عندما أغير رأيي حيال أمرٍ ما».

بعدما باع شركته كان معه من المال ما يكفيه ليفكر بالتقاعد، فكر ديريك (Derek Sivers) بتغيير اسمه والعيش كرجل مجهول الهوية، لكنه بدلًا من تغيير اسمه غيًّر رأيه، قام بعكس ما فكر به. لكن علينا أن ندرك أمرًا مهمًا

عندما تغير رأيك قلها صراحةً:

إن كنت من أولئك الذين دائمًا ما يغيرون أفكارهم، ما المشكلة؟ اعترف بذلك وإن لم تكن منهم، اعترف، تكمن خطورة تغيير أفكارك في السماح للآخرين بالتأثير على طريقة تفكيرك، من الواضح أن العالم يتغير بسرعة خاصةً في وقتنا الحاضر، ذلك يعني أن علينا التكيف مع هذه التغيرات، فتغيير أفكارك يُعد أمرًا طبيعيًا، ربما في العام الماضي كنت أفكر بطريقة مختلفة عن المعتاد.

ولكن ثمة أمرٌ آخر وهو أنك دائم التغيّر، فمن المؤكد أنّه كلما زاد علمك، لن تكون كما كنت عليه العام الماضي، أو الشهر الماضي، أو الأسبوع الماضي وحتى الأمس، ولو تعمقت بالتفكير ستجد أن عدم وجود آراء أو أفكار جديدة يعد أمرًا غريبًا، إن الأمر خلاف ما يتصور أغلب الناس.

هل «تغيير آراءك يدل على عدم معرفتك لما تريد» حقًا؟ لا أظن ذلك بل أراه أقرب إلى «التغير علامة على التعلم».

أترى؟ إنها مسألة وجهات نظر، لقد غيرت رأيي للتو في أن أغير رأيك. ما الأمر الذي غيرت رأيك حياله اليوم؟

____________

موقع علمنا.

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم