السبت 21 سبتمبر 2024 / 18-ربيع الأول-1446

كيف يجتاز أبناؤنا فترة الاختبارات بسلام



 

أ.د أحمد عبدالفتاح الزكي

كلية التربية جامة الملك فيصل

من أهم الفترات التي يمر بها أبناؤنا في المراحل التعليمية فترة الاختبارات، حيث تأتي بعد رحلة حافلة من البذل والعطاء في تلقي العلم وتعلم الدروس المختلفة يتجشم عناؤها أبناؤنا الأعزاء وتتكلل في النهاية باختبار ما تعلموه والتأكد من تحقق أهداف العملية التعليمية لوضع أقدامهم على الطريق الصحيح في درب التفوق والتميز والعلا بإذن الله.

ولا تخلو فترة الاختبارات من بعض مشاعر القلق والتوتر التي تنتاب الطلاب وأسرهم، وتبقى هذه المشاعر طبيعية طالما كانت في حدها الأدنى الذي لا يؤثر سلبا عليهم، بل قد تكون تلك المشاعر إيجابية حيث تدفع الطلاب إلى بذل أقصى الجهد وتوخي الدقة والحرص والتزام النظام والعمل على إدارة الوقت بشكل جيد تحقيقا لأعلى الدرجات واجتياز الاختبارات بنجاح وبالمعدلات المطلوبة.

غير أن هذه المشاعر –مشاعر القلق والتوتر- قد تكون مبالغا فيها لدى بعض الأسر والطلاب للأسف، فتتحول إلى طاقة سلبية رهيبة تمثل عبئا نفسيا يعوقهم عن تحقيق أهدافهم، ويمنعهم من التحصيل الجيد والاستذكار السليم.

فالاختبارات مهما علت أهميتها لا تعدو كونها وسيلة وليست غاية في حد ذاتها، فهي وسيلة تهدف بشكل أساسي إلى تعزيز عملية التعلم وتأكيد الأهداف التربوية السليمة، وليست غاية فلا يهم اجتياز الاختبار وتحصيل أعلى الدرجات في أجواء من القهر والشدة والحفظ والاستظهار بما لا يعود بأية فائدة على أبنائنا في حاضرهم أو مستقبلهم.

فبعض الأسر –هداهم الله- يضخمون من شأن الاختبارات ويفرضون أجواء القلق والتوتر على أبنائهم، بل يصل سوء الأمر ببعض الأسر إلى إنزال العقاب البدني بأبنائهم لإجبارهم على المذاكرة؛ فتتحول تلك الفترة إلى أيام بائسة في حياة فلذات أكبادنا لا يهمهم فيها سوى الحفظ دون فهم أو تفكير، واستدعاء ما حفظوه في إجابات سرعان ما ينسونها بعد الاختبار، ولا يبقى في نفوسهم ووجدانهم إلا آثار سلبية وخيمة وجراح نفسية غائرة، وعلاقة مضطربة بينهم وبين أعز الناس إليهم في الحياة.

لذا نوصي الآباء والأمهات باتباع الأساليب التربوية السليمة مع أبنائهم في فترة الاختبارات بالذات فهم في حاجة إلى مزيد من العطف والحنان والرعاية، بحاجة إلى من يساعدهم على

التخطيط السليم لمذاكرتهم وتنظيم أوقاتهم وترتيبها وفق الأولويات المطلوبة، بحاجة إلى التنظيم الجيد والتنسيق السليم، بحاجة إلى المتابعة الحنونة والرقابة الرشيدة التي لا تخلو من توجيه تربوي يضع الأمور في نصابها في رفق وأناة.

هدى الله أبناءنا وبناتنا ورزقهم التوفيق والسداد، ووفق الآباء والأمهات في القيام بدورهم التربوي السليم، وأعان الطلاب على اجتياز اختباراتهم بلنجاح وتفوق وتميز، والأهم قبلها اكتساب المهارات والمعارف والاتجاهات التربوية المنشودة، ليكونوا لبنة صالحة في بناء وطننا الحبيب.

 

 

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم