– مع قرب الامتحانات .. كيف نجعل بيوتنا هادئة وسعيدة وناجحة ؟!
– روشتة نفسية وتربوية لبيت هادئ وسعيد خلال الامتحانات
– خبراء التربية : الحب والهدوء والتحفيز الوصفة السحرية لاجتياز الامتحانات
– كيف نساعد أبنائنا علي اجتياز فترة الامتحانات؟
بدأ العد التنازلي لموعد الامتحانات النهائية ، بدأت الاستعدادات وأعلنت الأسر حالة الطوارئ في البيوت .. أيام تحمل معها التوتر والاضطراب والشجار وقد يتطور الأمر إلى المشكلات الزوجية , والأزمات ..
الأسرة السعيدة الهادئة أهم ما يتمناه الأبناء في هذه الفترة من السنة , ولكن كيف نجعل بيتنا هادئا وسعيدا خلال تلك الفترة ؟!
فقد أكد الخبراء التربويون أن للأسرة الدور الأول في اجتياز الأبناء لهذه الفترة العصيبة من السنة الدراسية فهي التي تخفف جو التوتر والقلق وهي التي تخلق الجو المحفز للطالب للإنجاز .
وأضافوا أن الجو الأسري الملىء بالحب والعطف والتحفيز يكون له اكبر الأثر في التخفيف من جو التوتر الذي يعاني منه الأبناء.
**
قيمة الامتحانات
بداية ، يقول الدكتور هاشم بحري أستاذ الطب النفسي جامعة الأزهر أن الضغط والتوتر والخوف هي العوامل المشتركة لدي كل أسرة تمر بفترة الامتحانات ، ولتقليل هذه المعاناة علينا أن ننظر بموضوعية إلي قيمة هذه الامتحانات نجد أن الامتحان ليس محنة ولا هو لتحديد التكريم من الإهانة ولكنه فرصة لتقييم وتقويم أداء الطالب حتى يتعرف علي ما أنجزه وما يجب أن يركز عليه في الأيام التالية. كما أن المذاكرة في مرحلة ما قبل الامتحان مباشرة يجب أن ترتكز حول المراجعة فقط لأن الدخول في التفاصيل تؤدي إلي التشتت والإرهاق الذهني.
ويضيف بحري انه لتقليل التوتر أثناء الامتحانات علينا الاهتمام بالمذاكرة مع أعطاء وقت مناسب للترفيه حتى يستطيع المخ تكملة المشوار ،كذلك فان التدريب علي بعض التمارين التي تقلل من التوتر مثل التنفس الهادي والعميق ويمكن تكراره عدة مرات حتى يتعود الطالب عليه وبالتالي تسهل ممارسته أثناء الامتحانات.
**
عادات خاطئة
يؤكد الدكتور عبد العزيز السعيد أستاذ التربية أن هناك العديد من العادات الخاطئة التي تقوم بها الأسر في اعتماد المقارنات , والتركيز على الدرجات العالية , دون تبصر بالفروق الفردية , وتنوع القدرات , واختلاف المواهب , وقد وجد بالدراسة أن العمل الجاد والمثابرة أهم من الموهبة .
ويضيف الدكتور السعيد أن حالة الطوارىء ومظاهر التوتر تكون من خلال منع المشاهدة والتليفون وسحب المحمول , وحجب الكمبيوتر والزيارات والأصحاب , وللأسف من إعلان حالة الطوارىء يبدأ موسم المشكلات الزوجية , في الاختلاف حول ساعات المذاكرة والاهتمام بالامتحانات ووضع المذاكرة وطبيعتها , وقد تصل الخلافات إلى الهجر بين الزوجين , وتتحول أيام الامتحانات إلى أيام نكد في البيت , يقضى على جو الأمان المطلوب لأبنائنا , ولا حل إلا بالتوازن والاعتدال بين الزوجين , وأخذ أجازة من المشكلات أو تأجيلها إلى وقت ما بعد الامتحانات , وللوصول إلى ذلك أن يعتقد الزوجان بأن المسؤولية الحقيقية تقع على الأبناء بزرع الاعتماد على أنفسهم , وأن المفضل لديهما هو أبناؤهم وليست الشهادة أو الدرجات , حتى لا يكره الأولاد المذاكرة المتنازع عليها عند الآباء , وحتى لا ينتشر لدى الأبناء الخوف أو الإحباط , وكل ذلك إنما من صنع أيدينا .
**
المسئولية
بدوره ، يقول الدكتور لطفي الحضري أستاذ التربية بجامعة الرباط : أن للأسرة دورا كبيرا في تكريس توتر الامتحانات، وذلك راجع إلى سبب رئيس وهو ”انتظار النجاح”، فالعديد من الأسر لا تهتم بتعليم أولادها إلا في آخر المطاف ، وبالضبط انتظار ”النجاح”، وكلما كانت الأسرة بعيدة عن ظروف العمل المدرسي كان انتظارها “عنيفا”، بحيث أنها لا تفهم حيثيات تجاوز الامتحانات، وذلك في إشارة من الاختصاصي إلى الغياب الكامل للحوار بين التلميذ حول أهمية التعليم وأهمية النجاح، بل الأهم هو ”مسؤولية النجاح ومسؤولية الفشل”.
إن غياب مناقشة مسؤولية النجاح والفشل يركز درجات مرتفعة من التوتر عند التلميذ لأنه مطالب بالنجاح في أي ظروف وتحت أي تأثير، ومن الأفضل أن يحس التلميذ بأن أسرته تتحمل معه المسؤولية ومتفهمة لحدود هذه المسؤولية، وإلا فقد يدفعه هذا إلى الإحساس بوحدة موحشة أمام الامتحانات. كما أن هذا الغياب التواصلي يضاعف من الضغط النفسي فيؤثر سلبا على الكفايات التعليمية مما يؤدي إلى الفشل الدراسي.
ويذكر “لطفي الحضري” أن العديد من الأسر تعتقد أنه لا يجب فتح موضوع المسؤولية مع التلميذ، لأن هذا قد يجعله يلقي بالمسؤولية على غيره، وهو بذلك لن يستعد للامتحانات بالشكل الكافي، وقد يكون هذا واردا عند فئة محدودة من التلاميذ لأسباب نفسية / شخصية، ولكن السواد الأعظم منهم واعون بتحديد المسؤولية، لأن السؤال المطروح يبقى حين نتكلم عن المسؤولية، ماذا نقصد بها في حوارنا مع التلميذ/الابن؟
ويضيف الحضري أن للحوار الأسري أهميته، ويرى أن على العائلة أن تتحاور مع التلميذ/الابن حول مسؤولياته.
إذ تتجلى بالدرجة الأولى في الجهد والمجهود الذي يقوم به من أجل النجاح، أما النجاح كعملية ليست من مسؤوليته إذا عمل واستعد بما فيه الكفاية.
ويرى “لطفي الحضري” أن ما ذكر سابقا له دور كبير في التقليص من حدة التوتر، بمعنى أن التوتر وحِدّة الانفعالات تتقلص كيفا وكما عند التلميذ/الابن، لأننا نواجهه على مستوى مجهوده وقدراته الفعلية والعملية، ونضعه أمام الأسباب الداخلية للنجاح أي الجهد والاجتهاد.
وبهذه العملية نزيل التأثيرات السلبية للتوتر الذي يقلص من قدرة الذكاء. والأسرة تتعامل مع الابن انطلاقا من مفهوم ”أعد واستعد”، ومن مفهوم المعلوم حتى تفرز عنده الثقة بالنفس، لكي لا ينحرف ذلك التلميذ المكافح بسبب اتهام أسرته له بالفشل، الشيء الذي يؤدى به إلى الإحباط لدرجة الانزواء ومن ثم الانحراف.
وفي هذا السياق ، يذكر لطفي الحضري تزكية هذا التحليل انطلاقا من التعاليم الربانية القرآنية، إذ إن الله عز وجل يطالبنا في كل المواقف أن نعمل ونجتهد ونجاهد، ولكن النتيجة تبقى موكولة له في الغيب، ويؤكد عز وجل هذا المفهوم في الآية {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ …} (الأنفال،60)، ويعني هذا مطالبتنا بأن نعد المعلوم داخل الاستطاعة أي داخل القدرة والكفاية وقد كتب الله عز وجل {… لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} (المجادلة،21).
**
الإيمان بالله المفتاح
ويوضح مدير الإشراف التربوي بمحافظة الخفجي عواد بن تركي البرجس قائلاً إن الإيمان بالله والاستعانة به في كل أمر يساعد الطالب أو الطالبة على مضاعفة القدرة والحصول على أعلى الدرجات والتفوق وتحقيق الحلم الجميل عن طريق التفكير الإيجابي المنظم وترتيب الوقت وتنظيم المجهود. ويحمل البرجس الأسرة مسئولية تقديم الدعم النفسي للأبناء وإعطائهم مزيداً من الثقة والوقت وتوفير الجو النفسي والظروف العائلية الهادئة من خلال البعد عن مواضيع الخلاف والشقاق وتكثيف وجود الوالدين في المنزل ورعايتهما للأبناء خاصة في أيام الامتحان مع وضع نظام للثواب والعقاب لتحفيز الأبناء على التفوق وحثهم على النجاح وتنظيم مواعيد الغذاء والنوم وأماكن المذاكرة. وعن دور المعلم في مساعدة الطلبة على اجتياز فترة الامتحان بنجاح يقول البرجس : للمعلم دور كبير يتمثل في محاولة تعويض الوقت والدروس التي لم يتمكن من شرحها والتأكد من إنهاء المنهج حسب الحصة الدراسية المرسومة وحبه للطالب وحرصه على تفوقه وتوفير بيئة مدرسية مناسبة للانتهاء من الدراسة والاستعداد للامتحانات على أن يوضح للطالب أن الامتحانات فرصة لإثبات الذات والحصول على أعلى الدرجات.
**
السر في المرجعة
بينما يري الدكتور محمد صابر صالح خبير إدارة الوقت وتنمية الذات أن النجاح ليس بالذكاء وحده، والقدرة علي الحفظ لا تؤتي ثمارها بغير التنظيم، فالنظام هو أساس حياة الطالب المدرسي، ولتحقيق أفضل النتائج لابد من تضافر عدة نقاط إلي جانب المجهود الشخصي، وهذا يتطلب فنا ومهارة في الإعداد والاستعداد لاستقبال الامتحانات براحة نفس وهدوء وطمأنينة قلب، وهذا لن يتحقق إلا من خلال مهارة المراجعة وهي التي يقصد بها المراجعة المنظمة والدورية بعد تثبيت المعلومات بعد المذاكرة، وتمكن الطالب من استعادة ما حصل أثناء المراجعة فتؤدي إلي اخذ الامتحان بنجاح، والمراجعة تعتبر أساس الاستعداد للامتحان كما أنها تطمئن الطالب وتخفض قلق الامتحان، وأفضل طرقها هي: ضع خطة منظمة لمراجعة جميع المقررات الدراسية مع مراعاة الفترة الزمنية التي تتطلبها مراجعة كل مقرر.
ضع خطة لمراجعة جميع فصول وأجزاء كل مقرر في أوقات محددة.
راجع الكتاب المدرسي عن طريق الخطوط التي وضعتها تحت العبارات والأفكار الرئيسية، وعن طريق الخلاصة لأن الوقت لا يسمح بقراءتها سطرا سطرا.
راجع الملاحظات التي دونتها بنفسك.
راجع الملخصات التي أعددتها بنفسك والتي تحتوي علي الأفكار الرئيسية المهمة.
يفضل أن تراجع دروسك لوحدك ومن مكان المذاكرة الخاص، ولاحظ أن المراجعة مع صديق لم تذاكر معه أصلا قد تضيع الوقت عليكما، أما إذا كنت تذاكر معه فإن المراجعة معه تفيد الطرفين.
استعن بالمراجعة التي تقدم في البرامج التعليمية في الإذاعة والتليفزيون.
تأكد أن فترة المراجعة النهائية مهمة للغاية راجع بايجابية ونشاط وفاعلية. ثابر واجتهد ولا تشعر بالملل أثناء المراجعة.
اجعل المراجعة عملية مستمرة من حين إلي آخر ولا تؤجلها إلي نهاية الفصل الدراسي أو إلي نهاية العام أو ليلة الامتحان. تجنب مراجعة مادة واحدة في اليوم الواحد. تجنب مراجعة كل المواد في يوم واحد.
**
دور الأسرة
بينما يري الدكتور سمير يونس أستاذ التربية وطرق التدريس بكلية التربية جامعة حلوان أن الأسرة عليها دَورٌ كبير في تهدئة الطالب وتهيئته نفسيا ، من خلال خلق جو هادئٍ بعيد عن التوتر والنزاعات ورفع الصوت، والمشاجرات بين الأب والأم والإخوة، وأن تتدخَّل لحلِّ مشاكله مع إخوانه بحكمة، فتوفِّر له بيئة غير متوترة أو دافعة للتوتر. ويكمل الدكتور سمير انه على الأسرة أن لا تُحمِّل الطالب العناء وتضغط عليه بسبب المذاكرة، ولا تُوقع عليه اللوم الشديد، ولكن في أوقات تقصيره لا بد أن يذكِّروه بنجاحاته ولحظات تفوقه السابقة لنؤكِّد له أنه ناجح وقادر على تحقيق النجاح دائمًا. على الأسرة أن تغرس في أبنائها فقه الأخذ بالأسباب والمسئولية، وأن تعلِّمه ألا يعطيَ للامتحانات أكبر من حجمها، وأن تبُثَّ فيه الطمأنينة، وأن تزيل من نفسه الجزع، وعلى الأسرة كذلك أن تحيط الطالب بجوٍّ من الود والحب والحنان والاهتمام. يمكن للأسرة أن تقوم برحلة على شرف الطالب، كغداءٍ بالخارج في مكانٍ محبَّب له، يجتمع فيه الجميع، أو نزهة للترفيه عنه، وإحساسه بالدعم والمسئولية.
أما عن دور الأسرة في تهيئة الطالب نحو النجاح والتفوق ، فيشير الدكتور سمير إلي أن ذلك يعتمد على خلق دوافع الاستذكار لديه، وهنا يقسِّم علماء النفس تلك الدوافع إلى نوعين: دوافع داخلية وأخرى خارجية، والدافع الداخلي هو الأقوى، لأنه مثل موتور السيارة التي تندفع بقوة أكبر بالموتور مقارنةً باندفاعها بقوة دفع اليد، فالدوافع الخارجية تمثِّل قوة دفع اليد، والكثير يعاني من تقاعس أولاده وفقدهم الرغبة الداخلية في المذاكرة والنجاح والتفوق, وهنا لا بد من خلق هذه الرغبة بحوار بسيط وثري مع الطالب، يتمثَّل في توجيه سؤال له مضمونه: “لماذا تتعلم؟” وإذا جاءت الإجابة بأنه يتعلَّم للحصول على عمل أو ليتزوج، فنقول له: “إن ليس كل من نال الشهادة والعلم وجد فرصة عمل وتزوَّج، فضلاً عن كون من وجد العمل لا يستطيع تحقيق الاكتفاء بالراتب الزهيد”.
ونذكِّر أبناءنا الطلاب بآيات القرآن التي توضِّح فضل العلم على أصحابه، قال تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ (المجادلة: من الآية 11)، ومن هنا يتضح أن طلب العلم رسالةٌ فرضها الله على المسلم وميَّزه بها وصنَّف البشر بمقياسها ورفع بها أقوامًا على آخرين؛ فيقول تعالى: ﴿هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ﴾ (الزمر: من الآية 9). ويوضح الدكتور سمير إلي انه عندما يفكِّر ابننا الطالب من هذا المنظور سوف يجد داخله رغبةً داخليةً للعلم لينال رضاء الله، فيكون مُحرِّكه للتفوق رغبته في الجنة والرفعة وليس إلحاح المحيطين به من أفراد أسرته ليذاكر، ومن ثم لا بد للطالب أن يعلِّم نفسه فقه النية، من خلال استحضار حديث رسول الله: “من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع”؛ أي أن كل عناء الطالب في يومه طالبًا للعلم هو في سبيل الله، وهو مأجورٌ عليه من الله، وبهذا يكسب الطالب أجر الآخرة دون تضييع لعمل الدنيا.
وكذلك عليك أيها الطالب أن تتذكَّر قول رسول الله: “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه” ومهنتك أنك طالب، ولا بد أن تتقن هذه المهنة. وبعد أن نخلق الدوافع الشخصية لدى الطالب نتوجَّه إلى الدوافع الخارجية، وأهمها الحافز الذي يحدَّد وفقًا لوضع الأسرة وإمكانياتها: إما أن تكون نزهةً أو مبلغًا ماليًّا أو هديةً، يأتي بعد الحافز خلق الجو المناسب للاستذكار بدون ضوضاء، مع تهوية جيدة وإضاءة .
**
روشتة أسرية
ويري الدكتورة عماد مصطفي أستاذ التربية أن تتأهب بعض الأسر عند اقتراب موعد الامتحانات ويتحول البيت إلى حالة طوارئ، حيث يغلق جهاز التلفاز وتمنع الزيارات وتنخفض الأصوات، ويمنع الأطفال الصغار من الاقتراب من أخيهم الذي يدرس، وما إلى هنالك من سلوكيات تشيع الرهبة في نفس الطالب كأن تتبدى علامات القلق على وجه الأم في انتظار النتائج النهائية للامتحانات، والحث المستمر على الدراسة لإحضار علامات مرتفعة وكأن الوالدين هما اللذان سيؤديان الامتحان، لذلك كانت أهمية خفض مستوى القلق والتوتر عند الوالدين لأنها تنعكس على راحة الطالب النفسية والانفعالية قبل وأثناء تأدية الامتحان، ويمكن أن يساهم الوالدين في ذلك من خلال مجموعة من التوجيهات أهمها:
– عدم المبالغة في التوقعات والنتائج المطلوبة من الطالب، واحترام قدراته كما هي.
– توفير جو عائلي يسوده الحنان والمودة والاستقرار، والتنشئة الاجتماعية التي تبني الثقة بين أفراد الأسرة وعدم القسوة أو الحماية الزائدة.
– تفريغ الطالب للدراسة وعدم إشغاله بواجبات بيتية وعائلية. – متابعة الامتحانات التي يؤديها الطالب عن طريق الأسرة أولاً بأول ومناقشتها معه لتحقيق رضاه عن النتيجة – تقوية عزيمة الطالب وثقته بنفسه، وتعزيزه عند الحصول على نتائج طيبة، ورفع معنوياته عند الحصول على نتائج متدنية.
– عدم مقارنة الطالب بزميل أو أخ له متفوق، لكي لا يحبطه ذلك أو يعيق تقدمه. – تعويده على مكافأة نفسه عندما ينجز بعض الأعمال الدراسية.
**
مناخ صحي مناسب
ومن جانبه ، يري الدكتور السيد حجازي أستاذ الصحة والتغذية بالمركز القومي للبحوث أن هؤلاء الطلاب بحاجة لكثير من الرعاية الصحية سواء من أولياء الأمور في المنزل أو القائمين على عملية التربية في المدرسة لتهيئة المناخ الصحي لهم من اجتياز هذه الفترة بخير وصحة ونجاح .
ويضيف الدكتور حجازي أن الأبحاث العلمية تؤكد أن هناك علاقة أكيدة بين عمليات النسيان والتذكر والاستيعاب والاستذكار والتغذية الصحية المتوازنة وكذلك تأثير التغذية على الحيوية والنشاط والقدرة على الإدراك والفهم والتركيز والانتباه وتمكن أهمية التغذية والغذاء بالنسبة للإنسان في أنها تساعد في النمو وتجديد الخلايا والوقاية من الإصابة بالأمراض المحيطة بالجسم وإعطاء الجسم الطاقة والحيوية والنشاطات وتختلف نوعية وكمية التغذية وأهميتها حسب احتياجات الجسم سواء بغرض النمو أو الوقاية أو الحصول على الطاقة اللازمة لأداء العمليات الفسيولوجية والبيولوجية .
ويشير الدكتور حجازي إلي انه يجب أن تحتوي الوجبات الغذائية اليومية في هذه الفترة على أغذية متوازنة للنمو وتجديد الخلايا وان أغذية الطاقة أكثر من الأغذية الأخرى والتي تضمن تغذية المخ لضمان سير العمليات العقلية بها واهم هذه الأغذية من المواد الكربوهيدارتية غير المعقدة والسكرية والفيتامينات الطبيعية كالتي في الخضروات والنباتات والفواكه الطازجة وان تحتوي هذه الأغذية على كميا كبيرة من الحديد والذي يكون له الأثر في سير العمليات العقلية كالتذكر والإدراك والتركيز وخاصة للإناث وكذلك لبعض الذين يعانون من فقر الدم نتيجة للعوامل الوراثية وان تكون الوجبات الغذائية اليومية طازجة وخفيفة وسهلة الهضم والابتعاد عن الأغذية السريعة والتي تحتوي على كميات كبيرة من المواد الدهنية ومواد حافظة وأصباغ ومواد كيماوية والابتعاد عن الأغذية المصنعة أو المثلجة والتي تحتوي على سعرات حرارية عالية وقيمة غذائية منخفضة كالتي تحتوي على المواد السكرية والأملاح والإصباح والجلديات الدهنية والمشروبات الغازية والإكثار من تناول الخضروات والفواكه الطازجة واللحوم البيضاء مثل الأسماك والألبان والاجبان والحبوب والبقول .
وينصح أستاذ التغذية بعدم الإكثار من تناول القهوة واخذ الأدوية والعقاقير المنشطة أو المهدئة وعدم تناول الأغذية التي تحتوي على التوابل والفلافل والدهون والأغذية التي تسبب عسر الهضم والإمساك والإسهال أو التي تسبب الإثارة والحساسية أو التي لها تأثير على الجهاز العصبي والعضلي والهضمي .
ويضيف انه يتطلب من أولياء الأمور وواجب عليهم مراقبة الأبناء أثناء فترة المراجعة والمذاكرة والتي يجب أن تكون بمواعيد منتظمة ومحددة وعلى فترات قصيرة وان تكون في جو صحي مناسب كالإنارة والتهوية والراحة وان تتخلل فترة المذاكرة أو المراجعة فترات للراحة الايجابية والابتعاد عن العادات السيئة كمشاهدة أفلام الإثارة والرعب والخوف والسهر طوال الليل ويتطلب اخذ قسطا كبيرا من الراحة والنوم المبكر والعمل على الاستيقاظ مبكرا لمراجعة ما سبق دراستها وتناول إفطار الصباح والتي تكون أهميتها كأهمية الوقود البنزين للسيارة .