إنّ الأحرى بالزوجين أن يتفاهما على طريقة تربية الأبناء بدلاً من التفاهم على نوعية (العفش) ولون الستائر أو غرفة النوم والصالون!
وإنّ قطار الأسرة لا يسير إلا على خطين، فالتعاون والتفاهم ضرورة لابدّ منها وإلا لصار واحد من الوالدين يبني والآخر يهدم. وهذه بعض الطرق العملية التي يمكن أن يكسب بها الآباء قلوب أطفالهم.
فأما داخل البيت فهناك الجلسات الثابتة مثل وجبات الطعام وفيها يستطيع الوالدان عمل بعض الحركات المؤثّرة مثل تقديم قطعة من الطعام اللذيذ للطفل بقوله هذه هديّة لك مني، أو بوضع القطعة في فمه (حتى وإن كان كبيراً نوعاً ما) أو بالسؤال المباشر للطفل هي أعجبك الطعام أو هل تريد زيادة من هذا النوع.. إلخ.
أو تسرد بعض اللطائف والطرائف التي تثير جواً من المرح والبهجة على المائدة من سيرة الرسول (ص) أو سيرة صحابته الكرام أو مذكرات طفولة الوالدين.
التدريب على الكلام المنظم:
وفي البيت يستطيع الوالدان أيضاً أن يجريا جلسة على شكل احتفال صغير وذلك بين فترة وأخرى.
فينسق لها جيداً ويكون هناك عريف للحفل يقدّم ويتناوب الأبناء على الأدوار فواحد يبدأ بقراءة القرآن الكريم، وآخر للحديث، وثالث لكلمة ويشارك الوالدان ويمكن تسجيل الحفل على الـ CD للذكرى، ويتولى الوالدان تقوية معنويات الطفل الخجول بتقديمه بكلمة إطراء لائقة تشعره أنّه مهم وناجح مثل قولهم والآن نقدم لكم فضيلة الشيخ ويسمى اسمه ليتلو ما يتيسر من القرآن الكريم أو سعادة الأستاذ فلان.. إلخ.
وقد تكون الرحلة خارج البيت في منطقة زراعية أو جبلية أو صحراوية، فيحاول الأب لفت أنظار أبنائه إلى عظمة الله تعالى وخلقه الذي لا يحصى من جبال وأشجار وطيور وحشرات فيثير في الأبناء حب الله تعالى وتعظيمه وحب الاستطلاع والبحث العلمي.
التضحية بالوقت لهم.. والرفق بهم:
أبوّة بدون تضحية لا تجوز.. والتضحية قد تكون بالمال والجهد والوقت وأغلب ما يضن به الناس اليوم على أولادهم هو الوقت والجهد، فترى الأب وقد عاد إلى بيته من العمل ويريد أن يجد كلّ شيء مهيأ لراحته كأنّه في (فندق)، وينسى أنّ لأولاده عليه حقاً.
· الهدايا: تهادوا تحابوا: كلمة قالها رسول الله (ص) لا أجد أفضل منها في التعبير. عن ما تفعله الهدية بالنفس، إنها تغسل القلوب من الضغينة وتزيل العداوة وتثير المودة، وأولادنا هم أفضل من نريد لهم ذلك، مع الانتباه لعدم الإسراف لئلا يذهب عن الهدية وقارها وهيبته