الأصل في العلاقة الزوجية أنها علاقة تكاملية، أساسها الود والرحمة، وهذا ما أشار إليه الله عز وجل في محكم كتابه بقوله “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ “(الروم 21)،[١] لذلك فالعلاقة الزوجية علاقة مقدسة، وعليه فقد شرع سبحانه لها أصول وضوابط في الكتاب والسنة النبوية تنظمها وتحصنها، إلا أن جهل البعض بها يجعل منها هشة وضعيفة لا تصمد في وجه العقبات والتحديات، ومنها حين يتخلى فيها الزوج أو الزوجة عن واجبات كل منهما تجاه الآخر، فينهار الأساس الذي تقوم عليه العلاقة الزوجية، وتبدأ بعض التصرفات تظهر على الزوج أو الزوجة تعدي الكثير من الدلالات على صعوبة استمرار العلاقة الزوجية بينهما.[٢]
لذلك البعض يضع إشارات معينة تدل على أن الزوج قد توقف عن حب زوجته أو أنه أصبح غير مُهْتَمًّا لأمرها، ولعل من بين أهم هذه الإشارات:
قلة الاهتمام بك
قلة اهتمام زوجك بك، ما هو إلا مؤشر على انخفاض في مستوى الحب والعاطفة لدى الزوج تجاهك، ولعل الاهتمام المقصود به هنا، هو الاهتمام بتلك الأمور التي تتعلق بخصوصية الزوجة كزوجة، وليس في الأمور العامة للأسرة والأطفال، وهي إشارة غاية في الأهمية، فعندما يبدأ الزوج بإهمال زوجته ولا يبدي ذات الاهتمام الذي تعودت عليه الزوجة منه لأي سبب كان، فهو يحاول إيصال شعور معين للزوجة بعدم الارتياح، أو ليلفت انتباهها إلى أمر معين غفلت عنه.[٣]
قلة التواصل معك
قلة تواصل زوجك معك، يعد من أيضًا من العلامات المهمة التي تشير إلى أن شعور الحب بينكما قد بدأ يقل مستواه، ولم يعد بذلك المستوى الذي كان عليه في الأيام الأولى من العلاقة العاطفية، حيث تلاحظين أن زوجك لا يشاركك الحديث في أغلب الأحيان، فيسود الصمت الغير المبرر، كما ولا يشاركك في الأمور التي هي محل اهتمامك، وقد يتعمد الزوج تجاهلك فلا يتوجه إليك بالكلام، ولا يدخل معك في أي نقاش حول أي موضوع، وإذا كان خارج المنزل فلا يتواصل معك بأي طريقة، بل يتجاهل اتصالك به ويتعذر بأي سبب.[٤]
عدم الغيرة عليك
من العلامات المهمة في فقدان الحب بين الزوجين هو عدم غيرة الزوج على زوجته، فالغيرة عاطفة سامية من عواطف الحب الحقيقي والصادق، ومن شيم الرجال لاسيما في مجتمعنا العربي، ولا يجوز أن تضعف في أي حال من الأحوال، مادامت الزوجة تحت عصمة الزوج، فالغيرة تشعر الزوجين بالحب وتحثهما على تجديده، طالما كانت الحياة الزوجية مستمرة.[٥]
اللامبالاة بمشاعرك
تظهر[١]اللامبالاة من الزوج بزوجته عندما يتوقف عن الاهتمام بها فلا يعير لمشاكلها ولا لهمومها التي تعاني منها أي اهتمام، ولا يظهر أي تعاطف معها سواء في وقت الفرح أو الحزن، وهي مؤشر خطير عندما يتصرف الزوج بلا مبالاة تجاه زوجته، لأنها تشير إلى دخولهما في مرحلة الجفاف العاطفي، وطغيان روتين الحياة اليومي على مشاعر الحب بينها، لذا فمن واجبك كزوجة الإنتباه إليها، والعمل على تدارك هذا الأمر منذ بدايته.[٦]
عدم رغبته فيك
في بعض الأحيان لا يبدي الزوج أي رغبة في التقرب من زوجته عَاطِفِيًّا أو جَسَدِيًّا، ، فلا يبادر بأي تصرف يشعر الزوجة بأنها ماتزال محط إعجابه واهتمامه، كما هو الحال في أول يوم من بداية علاقة أحدهما بالآخر، بل على العكس يبتعد إن هي بادرت بحيث لا تجد منه إلا البرود في المشاعر والتجاهل المتعمد، وبغض النظر عن الأسباب التي دفعت بالزوج إلى هذا التصرف، فهو مؤشر مهم يشير إلى وجود مشكلة في تبادل الحب بين الزوج وزوجته.[٣]
كثرة انتقاد تصرفاتك
يكثر بعض الأزواج من توجيه الانتقاد الجارح للزوجة وبشكل دائم ومستمر في كل صغيرة وكبيرة، بل وقد يتعمد الزوج توجيه الانتقاد لزوجته أمام الآخرين، الأمر الذي تشعر معه الزوجة بالإحراج الكبير و الإهانه، فينتقد الطعام الذي تعده، وينتقد سلوكها إن حصل وأصيب أحد الأطفال بالمرض، ويحملها مسؤولية فشل أي أمر في المنزل، وهي من الأمور الدالة على انخفاض مستوى حب الزوج لزوجته، مما يترك آثار سلبية في نفس الزوجة، والتي من الممكن أن تؤدي بعد كثير من تراكمات إلى الطلاق في بعض الأحيان في حال صار الأمر لا يطاق.[٣]
عدم احترامك أمام الآخرين
الاحترام بشكل عام هو ذلك الشعور الذي يدفع الإنسان إلى معاملة الآخرين بكثير من المراعاة، فيحزن لحزنهم ويفرح لفرحهم، وهو ذات الأمر الذي يجب أن تكون علاقة الزوج بزوجته، ولكن في بعض الأحيان يتعمد الزوج عدم احترام ومراعاة شعور زوجته التي هي أولى الناس بالاحترام والتقدير، ويزاد الأمر تعقيدًا عندما يمارس الزوج هذا السلوك أمام الآخرين، معتقدًا خطأ أنه يزيد من قوة شخصيته وسطوته، فيعمد إلى التقليل من احترامها والاستخفاف بها أو بتصرفاتها، وإن دل هذا فإنما يدل على عدم الحب أو انخفاض مستواه عما كان عليه.[٣]
يبخل عليك في الإنفاق
الزوج البخيل الذي يقتر على زوجته ويقصر بالإنفاق خاصة في النفقة الواجبة، مع شدة حاجتها ومع قدرة الزوج ويسر حالته المادية، يعد شكل من أشكال عدم رغبة هذا الزوج بالاستمرار في العلاقة الزوجية، أو أنه لم يعد يحب زوجته كمان كان، فأصبح يمسك يده حتى في المتطلبات الهامة في حياتهما اليومية.[٧]
هناك العديد من الإشارات التي تدل على عدم حب زوجك لك أو انخفاض مستوى حبه عن السابق، ودور المرأة التي تحب بيتها وعائلتها أن تلاحظ هذه العلامات وتفهم أسبابها لتصل إلى حلّ لها.
لماذا يهمل الرجل زوجته؟
مما لا شك فيه أن إهمال الزوج لزوجته ما هو إلا شعور منه بانخفاض الاهتمام بمستوى العلاقة، لاسيما الاهتمام بتلك الخصوصيات والأمور الدقيقة بينهما، فيبدأ إهمال الزوج لزوجته عَاطِفِيًّا، فيفقد رغبته في الحديث أو التواصل معها، فلا يسمعها من كلمات الحب أو المديح، بل على العكس يصبح أغلب الأوقات صامتًا، ثم يتحول الزوجان إلى الإهمال الجسدي، فنراهما ينعزل كل واحد عن الآخر، جَسَدِيًّا وَفِكْرِيًّا وَعَاطِفِيًّا..[٨]
إلا أنه ليس بالضرورة أن يكون الظاهر من الزوج هو ابتعاد حقيقي، ربما يكون لديه أسبابه أو ظروفه، ولعل أهم الأسباب الشائعة لإهمال الزوج لزوجته هي:
الانشغال: قد يهمل الزوج زوجته لأسباب خارجة عن إرادته، وذلك بسبب انشغاله بالعمل وتراكم المسؤوليات عليه، بسبب ضغط العمل والحياة عمومًا، إذ غالبًا ما تسيطر متاعب الحياة على الزوج فهو المعني الأساسي بتوفير المال لأسرته وجميع متطلبات الحياة، فنجده وقد ابتعد عن زوجته وأولاده دون أن يلاحظ ذلك.[٩]
الإرهاق: قد يصيب الزوج بعض الإرهاق النفسي أو الجسدي من العمل، وذلك يعود إلى أن أغلب الأعمال أصبحت مرهقة إما بسبب طبيعتها أو بسبب طول مدتها، أو عندما يواجه بعض المشاكل الصحية أو النفسية، فيهمل الزوج الزوجة دون قصد منه.[٩]
الملل: في بعض الأحيان يشعر الزوجبالملل من زوجته أو من المحيط الأسري عمومًا، فقد يكون الحديث بينهما على ذات المواضيع، أو الاعتياد على الذهاب لذات الأماكن دون تغيير، لذلك قد يبتعد الزوج عن الزوجة سواء عَاطِفِيًّا أو جَسَدِيًّا، بسبب الروتين والملل الذي أصاب الحياة بينهما.[١٠]
تصرفات الزوجة: يرغب الزوج بأن تظهر له الزوجة الكثير من الاهتمام والاحتضان، فهو يدرك تمامًا أن هذا الاهتمام جزء من حب زوجته له، وغالبًا ما يقيس الزوج الاهتمام بمدى الحب والرعاية اللذين تقدمهما له زوجته، فمتى ما تجاهلته ولم تبدي أي اهتمام به فهو كذلك سوف يتجاهلها.[٢]
عدم الاهتمام بمظهرها: مع تقدم المرأة بالعمر ووجود الأطفال وكثرة المهام، قد تفقد المرأة جزءًا من رغبتها في الاهتمام بمظهرها بسبب المسؤوليات الكبيرة الملقاة على عاتقها، مما يؤدي إلى نفور الزوج منها فهو لم يعد يرى تلك المرأة التي أحبها في يوم من الأيام.[٢]
كيف تجعلين زوجك يحبك؟
العلاقة الزوجة حالها حال أي علاقة إنسانية أخرى لا تخلو من الخلافات والمشاكل، ولكن هنالك خلافات بناءة تؤدي إلى اكتساب الخبرات وتنمي التفاعل الإيجابي بين الزوج وزوجته، على عكس الخلافات الهدامة التي غالبًا ما تؤدي إلى النفور والعداوة،وعليه فهناك الكثير من الأمور التي يمكن للزوجة القيام بها من أجل جعل الزوج مُحبًا لها طوال الوقت منها:[١١]
لا تنتقديه كثيرًا: بل حاولي اختيار الكلمات المناسبة وغير الجارحة لانتقاد كلام زوجك أو تصرفاته التي لا تروق لك، وابتعدي قدر المستطاع عن توجيه النقد المباشر له، فهو ليس طفلك الذي يتقبل انتقادك ونصحك الدائم له، واستعيضي عن الانتقاد بكلمات تشجيعية تحفزه على تغير أسلوبه مستقبلًا.
حاولي التقرب منه: يحب الزوج دائمًا سماع عباراتالحب والإطراء، فلا تترددي في الإعجاب بملابسه أو بتسريحة شعره، أو بذوقه في اختيار الأثاث، كذلك حاولي دائمًا مشاركته في جميع ما يحب القيام به من هوياتات حتى وإن كانت تلك الهوايات ليست محل اهتمام بالنسبة لك.
عبري له عن حبك واهتمامك: احرصي على التعبير عن مدى حبك واهتمامك بزوجك كل يوم ، وتعودي على استقباله بابتسامة عند عودته من العمل ولا تناديه إلا بعبارات الحب والغزل، فالزوج وبعد قضاء يوم شاق وطويل في عمله، يستحق منك المعاملة الحسنة.
اهتمي بمظهرك أكثر: احرصي على أن تكوني مهتمة بنفسك دائمًا، فالرجل يحب المرأة التي تعتني بنظافتها الشخصية وبنظافة ملابسها، واهتمي بتصفيف شعرك بطريقة جميلة وبسيطة، وبأقل التكاليف الممكنة.
حاولي أن تكوني مرحة أكثر: احرصي على أن تكوني مبتسمة دائمًا ومرحة قدر الإمكان، وابتعدي عن الحزن والكآبة حتى وإن كنت تشعرين بها، فلا تظهريها لزوجك، إلا في بعض الحالات الضرورية التي تتطلب مشاركة زوجك في همومك.
دعيه يحصل على بعض الوقت مع نفسه: سواء مع أصدقائه أو مع أفراد أسرته كأمه وأبيه وإخوته، كما يمكنك أيضًا الحصول على المزيد من الوقت لنفسك، كالخروج مع صديقة أو القيام بهواياتك التي تحبين.