من المحتمل أنك تعرف شخصًا يمكنه التحدث مع أي شخص يقابله. قد يكون هؤلاء الأشخاص شديدي القدرة على التواصل الاجتماعي أكثر استعدادًا للانفتاح على مشاعرهم لأنهم بطبيعة الحال يشعرون براحة أكثر في المواقف التي تتطلب الكشف عن معلومات شخصية. بينما إذا كنت شخصاً كتوماً أو انطوائي فقد يكون أمر التعبير عن المشاعر والتحدث هي أمور صعبة بشكل خاص. تابع قراءة السطور التالية للتعرّف على بعض النصائح للتعبير عن الحب إذا كُنت شخصاً كتوماً.
أهمية التعبير عن الحب
مشاعر الحب والعاطفة تحمل معها العديد من الفوائد الصحية مثل قدرتها على خفض ضغط الدم، واستقرار الحالة المزاجية، هذا بخلاف الفوائد النفسية المُتعددة مثل القدرة على مواجهة الاكتئاب واكتساب الدعم الاجتماعي الذي يُساعدك على مواجهة الشدائد والأزمات.
أيضاً، تساعدك المحبة على الحفاظ على علاقات إيجابية طويلة الأمد، بالإضافة إلى تنمية وتعزيز ثقتك بنفسك واحترامك لذاتك. إعطاء الحب هو أمر بالغ الأهمية مثل تلقيه في سعينا وراء السعادة. التعبير عن حبك وعاطفتك يحفز الآخرين على الاستمرار في فعل الشيء نفسه من أجلك.
في هذا العالم المزدحم، قد يكون من السهل جداً الانغماس في المهام والمسؤوليات اليومية، سواء أكانت التزامات شخصية أو مهنية، يمكننا بسهولة إهمال الجانب الأكثر أهمية في علاقاتنا مع أحبائنا، وننسى تماماً التعبير عن الحب. يمكن أن يساعد التعبير عن ولائك وعاطفتك لمن تحب على الشعور بالتقدير وزيادة الحب المتبادل. هذا أمر هام بشكل خاص بالنسبة لكبار السن الذين قد يشعرون بأنهم عبء حيث تتدهور صحتهم ويصبحون أكثر اعتمادًا على الآخرين لرعايتهم. لكن التعبير عن الحب قد لا يكون بهذه السهولة في الكثير من الحالات، فقد تجعل بعض السمات الشخصية مثل كونك شخصاً كتوماً التعبير عن الحب أمر في غاية الصعوبة.
أسباب صعوبة التعبير عن المشاعر
هناك بعض الأسباب التي تجعل من الصعب التعبير عن المشاعر، منها:
التحدث عن أمور صعبة: قد يكون التعبير عن مشاعرك تجاه بعض الأمور مثل المشكلات والأزمات أمر صعب بشكل خاص، عندما تثير القصة التي تريد مشاركتها مع شخص ما مشاعر كبيرة، فقد يكون من الشائع التراجع. قد تكون بعض التجارب مؤلمة جدًا أو مؤلمة للغاية بحيث لا يمكن الحديث عنها. سواء كنت تشعر أنك لا تريد أن تثقل كاهل المستمع بهذه المشاعر الكبيرة، أو تشعر أنه من الصعب جداً أن تمتلك القدرة على التعبير عن هذه المشاعر، فهذا يؤدي بك إلى الصمت وعدم التحدث. بالإضافة إلى ذلك، فإن تجربة الصدمة نفسها يمكن أن تجعل من الصعب تسمية ووصف ومشاركة مشاعرك، وفقًا لبحث عام 2014. مشكلات الصدمة والتعلق: تُشير إحدى الدراسات التي شملت اللاجئين إلى أن التعرض لأحداث صادمة يمكن أن يجعل من الصعب تكوين روابط آمنة مع الآخرين. غالبًا ما يعني هذا الافتقار إلى الارتباط الآمن ثقة أقل في الأشخاص الآخرين. يمكن أن تؤدي عدم القدرة على الشعور بالأمان التي نتجت بسبب صدمة إلى جعل الانفتاح صعبًا بشكل خاص. أيضًا، تتسبب مُعاناة بعض الناس من التعلق غير الآمن في شعورهم بالتردد في مشاركة مشاعرهم خوفًا من الرفض. الأعراف الاجتماعية: في بعض العائلات والثقافات، قد تشعر أن كونك على طبيعتك الحقيقية هو أمر محفوف بالمخاطر أو حتى مُسبباً للإحباط. خلال كتابه “الانفتاح: القوة العلاجية للتعبير عن المشاعر”، كتب الدكتور جيمس دبليو بينيباكر عن دراسة استقصائية أجراها تتعلق بصدمات الطفولة. وجد أن الناس كانوا أقل عرضة للحديث عن بعض صدمات الطفولة، مثل طلاق الوالدين أو الاعتداء الجنسي. كما لاحظ أن الحديث عن بعض الصدمات كان أسهل إذا كان يُنظر إليها على أنها مقبولة اجتماعيًا.
إذا وجدت صعوبة في الانفتاح، ففكر فيما إذا كنت تخشى من الأعراف الاجتماعية التي قد تجعل من الصعب مشاركة مشاعرك.
سمات شخصية: من المحتمل أنك تعرف شخصًا يمكنه التحدث مع أي شخص يقابله تمامًا. قد يكون هؤلاء الأشخاص شديدي القدرة على التواصل الاجتماعي أكثر استعدادًا للانفتاح على مشاعرهم لأنهم بطبيعة الحال يشعرون براحة أكثر في المواقف التي تتطلب الكشف عن معلومات شخصية. بينما إذا كنت شخصاً كتوماً أو انطوائي فقد يكون أمر التعبير عن المشاعر والتحدث هي أمور صعبة بشكل خاص.
نصائح للتعبير عن الحب إذا كُنت شخصاً كتوماً
إذا كنت شخصاً كتوماً، فيُمكنك الاستعانة بالنصائح التالية للتعبير عن حبك:
أولاً، حاول أن تفهم عواطفك: قبل التحدث مع الطرف الآخر، فكر في بذل المزيد من الجهد لتحديد ما تشعر به بالفعل. قد لا يدرك شريكك تمامًا ما يحدث إذا لم يكن لديك هذا الوضوح. تقترح ميشيل باكسو، الحاصلة على درجة الماجستير في علم النفس الإرشادي، استكشاف العواطف لمساعدتك على كشف مدى تعقيد ما تشعر به. يمكن القيام بذلك عن طريق: تدوين ما تشعر به من العواطف والمشاعر، محادثات صادقة مع صديق مقرب، جلسات مع مدرب أو معالج. إذا كنت لا تزال غير قادر على تحديد ما تشعر به بوضوح، فحاول توصيل ذلك لشريكك. على الأقل هذا يعطي شريكك فرصة لفهم الارتباك الذي تمر به بشكل أفضل. خذ نفساً عميقاً: التعبير عن مشاعرك بعناية يكون أكثر صعوبة تكون متعجلاً لإنهاء الموقف وأنفاسك متسارعة. لذا، قبل أن تبدأ محادثة عاطفية مع شريكك، خذ نفسًا عميقًا، وعدّ حتى 10، يساعدك هذا على تهدئة عقلك وجسمك، حتى ولو قليلاً، وسيجعلك أكثر قدرة على التحدث بهدوء مما سيُعزز من فرص شريكك في تقبّل ما تريد قوله. يمكن أن تساعدك أي تقنية استرخاء في موازنة مشاعرك واكتساب منظور حول ما وكيف ترغب في مشاركته مع شريكك. حدد ما إذ كان التعبير عن مشاعرك مفيداً أم لا: تقول ريبيكا ويليامز، أخصائية إرشادات أسرية في جنوب كاليفورنيا: “ليس من الضروري مشاركة كل المشاعر”. على سبيل المثال: قد تكون منزعجًا من شريكك. عندما تتعمق أكثر، تدرك أن تهيجك قد ينبع من عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم أو من مشروع عمل مرهق. بدلاً من مواجهة شريكك سريعاً والشجار معه بشأن أمور لا تخصه، يمكنك التعامل مع هذه المشاعر بنفسك، والحفاظ على حسن النية في علاقتك وعدم الضغط على شريكك. حدد في ذهنك مدى أهمية التعبير عن مشاعرك: إذا كنت تريد التعبير عن مشاعرك في العلاقة، ففكر في أسبابك وحدد مدى أهميتها لتكون دافعاً ومُحفزاً لك على التحدث. حدد لماذا هذه المشاعر مهمة جدا؟ هل سيقوي التعبير عنها من علاقتك؟ حاول دائما أن تسأل أولاً: قبل الانطلاق في التعبير عن مشاعرك، فكر في سؤال شريكك عما إذا كان الوقت مناسبًا لمناقشة ما تشعر به. إذا لم يكن الوقت مناسبًا، فاكتشف الوقت المناسب، وتحدث بعد ذلك. انتقي كلماتك: ينصح الخبراء بأنه عندما تبدأ جملة بكلمة “أشعر” فإن الكلمة الثانية التي تخرج من فمك يجب أن تكون عاطفة. فمثلا “أشعر بالغضب”، “أشعر بالإحباط”، “أشعر بالارتياح”. إذا لم تكن الكلمة الثانية عاطفة، فيرى الخبراء أنه من المحتمل أنك ستعبر عن شيء آخر، سواء أكان هذا الشيء فكرة أو رأي أو حكم أو نقد. من المهم أيضًا طلب التعليقات. تحقق مع شريكك لمعرفة ما إذا كان ما تقوله مقبولاً أو منطقياً بالنسبة لهم. يجب أن تسألهم عن رأيهم أو الأفضل من ذلك أن تسألهم عن شعورهم