السبت 23 نوفمبر 2024 / 21-جمادى الأولى-1446

كيف تطرح أسئلة وجيهة



 

إن جل العمل الذي نقوم به – ولو لم ندرك – يعتمد على طرح أسئلة وجيهة، بما في ذلك: الحصول على معلومات مفيدة من زميل، أو البحث عن الشيء الصحيح، أو سبر عميل محتمل أثناء التفاوض. شهرة موقع (كورا) دليل على مدى استمتاعنا نحن البشر بطرح الأسئلة، ولكن لم نتعلم من المدرسة كيف نحْسِن طرح الأسئلة.

طرح الأسئلة أداة قوية لأدائك العمل على أتم وجه. وأظهرت الأبحاث على أصحاب المواعدات السريعة أن طرح الأسئلة يفتح باب التعلم، ويزيد الترابط بين الأشخاص وبعضهم. وفي حين قد يتمكن البعض من طرح الاسئلة بشكل طبيعي، إلا أنه يمكن لأي أحد أن يتعلمه.

طبعًا لا توجد وصفة مثلى، ويجب الاعتماد على نهج التفاعل الديناميكي المعقد مع الشخص الجالس – جسديًا أو افتراضيًا – أمامك. مع ذلك هناك نصائح عامة تنطبق على معظم المحادثات، وفيما يلي خمسة إرشادات عن كيفية بدء أو استمرار طرح أسئلة وجيهة.

1-      اعرف هدفك. يسهل أن تتشت أثناء المحادثة، فحاول أن تتأكد بأن كل سؤال تطرحه يساعدك على جمع إما حقائق، أو وجهات نظر محاورك، وتجنب الأسئلة الفارغة لملئ الوقت. حاول محاولة حقيقية أن تعرف أكثر عنهم وابنِ أسئلتك على ذلك.

2-      الاستماع أولًا. في الكتاب الكلاسيكي: كيف تؤثر على الآخرين وتكتسب أصدقاء،  ينصح دايل كارنيجي: ((أن تكون مستمعًا جيدًا))، و((أن تطرح أسئلة يستمتع الشخص الآخر بالإجابة عليها)). قد مر أكثر من ثمانين عامًا، وما تزال نصيحته صحيحة. لا يمكنك طرح أسئلة وجيهة، ما لم تستمع إلى ما يقوله الشخص.

3-      قاطع بحكمة. لا يتعلق الأمر بالامتناع عن أي مقاطعة للشخص الذي تحادثه، بل بتقليل عدد الجمل المختومة بنقطة، وزيادة عدد المختومة بعلامة استفهام. ولا تقلق بشأن طرح السؤال الخطأ، إذ أن عدم طرح أسئلة كافية يضر ببناء علاقة أكثر من سؤال واحد سيئ الصياغة. وعلى ذكر ذلك…

4-      استخدم الصياغة الصحيحة. تجنب الأسئلة الموجِّهة، واستبدل بها أسلوبًا محايدًا. تجنب التلميح إلى رأيك أو الإجابات التي تود سماعها. إن أردت آراءً صادقة أو معلومات دقيقة، فلا تلقن محاورك بالأسئلة الملغومة. وأبقها مفتوحة النهاية بحيث يتاح لهم خيار إعطاءك إجابات لم تتوقعها (الأسئلة المغلقة بالغالب تستخدم في الاستبيانات المتلاعِبة لتحصيل الإجابات المطلوبة لدعم أجندة معينة)

5-      ابنِ تدرجًا. أتبع الأسئلة العامة أسئلةً خاصة، وركز أسئلتك بحيث تسأل عن شيء واحد في المرة، ثم استخدم جزءًا من الإجابة لتصيغ سؤالك التالي. سيساعد هذا في جعل المحادثة تسري بطبيعية أكبر.

أهم إرشاد ينبغي تذكره هو ببساطة طرح المزيد من الأسئلة. طبعًا، إن لنبرة أسئلتك، وصياغتها، وتتابعها كل الأثر على القيمة التي ستجنيها أنت والمحاور من المحادثة، غير أن طرح المزيد من الأسئلة هو أفضل طريقة لممارسة هذه الأمور والتمكن منها في النهاية. من خلال طرح أسئلة وجيهة، ستكون محادثاتك أثمر وأمتع. ستتمكن من توليد أفكار جديدة، وفي النهاية، من إنماء فضولك.

 موقع علمنا

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم