الأثنين 25 نوفمبر 2024 / 23-جمادى الأولى-1446

كيف تسعدين نفسك وزوجك رغم الضغوط؟



 

في حين أن الزواج يجب أن يكون تجربة رائعة ومرضية لكلا الطرفين في كل وقت، إلا أن الأمور لا تسير على ما يرام دائمًا، فالحياة قد تكون صعبة أحيانًا لما يتخللها من تقلبات وضغوطات تمثل تحديًا للزواج، لكن عندما يكون الزوجان على وعي بذلك، يمكنهما تخطي المشكلات التي تواجههما وعبورها، دون أن تؤثر في علاقتهما، وحتى نساعدكما على ذلك، خصصنا لكِ هذا المقال للإجابة عن سؤال “كيف تسعدين نفسكِ وزوجكِ رغم الضغوط؟”، لتتمتعا بحياة زوجية مستقرة، فواصلي القراءة.

كيف تسعدين نفسك وزوجك رغم الضغوط؟

الضغوط في الحياة بشكل عام أمر لا مفر منه، والزواج أيضًا، لكن ما يمكنكِ عزيزتي وزوجكِ اختياره القدرة على تخطيها وتجاوزها، دون أن تؤثر في علاقتكما أو تسرق سعادتكما، وهذه بعض النصائح المفيدة لكما:

احتويه واستمعي لمشكلاته: في بعض الأحيان، تحتاج الزوجة لمن يستمع إليها، وتنتظر ذلك من زوجها، وكما يجب عليه أن يقوم بذلك، فلا بد أن تستمعي له أيضًا، لمشاركته همومه ومشكلاته، هذا الأمر سيقربكما من بعضكما البعض، وسيسعدكما معًا.

ابذلي جهدًا لتشعريه بالمتعة: بالتأكيد ضغوط الزواج والأولاد شيء لا يستهان به، لكن لكي تظل حياتكِ الزوجية ممتعة ،احرصي على القيام بكل ما يشعر زوجكِ بأنكِ ما زلت تحبينه وتهتمين به، كأن تفاجئيه من حين إلى آخر برسالة أو هدية.

تغاضي عن التوافه: عدم الكتمان، ومصارحة زوجكِ بكل ما يزعجكِ منه أمر جيد، ولكن الأمر قد يتحول مع الوقت إلى ساحة معركة، إذا لم تسيطري على نفسكِ، وكانت تزعجكِ أبسط الأشياء، تغافلي عن الأشياء البسيطة، ولا تجعليها تؤثر في علاقتكِ بزوجكِ.

راعي المساحة الشخصية: رغم أن قضاء وقت ممتع معًا أمر رائع، لا تنسي أن كليكما بحاجة إلى مساحته الشخصية وأصدقائه ونشاطاته، وهو الأمر الذي سيبعد عنكما الروتين والخلافات الزوجية.

الضغوط على الزوجة وكيفية التعامل معها

تعاني الزوجة من ضغوط على عدة مستويات، لكن هناك بعض المشكلات التي تشغل حيزًا أكبر من غيرها مثل:

تربية الأطفال: يمكن أن يكون إنجاب الأطفال واحدة من أروع التجارب في الحياة، ولكن الأمومة عبء  كبير على الأم بشكل خاص، فالولادة والتربية ومتابعة الدراسة وغيرها، تمثل ضغطًا عليها إلى جانب زوجها، لكن لأنها شيء يستحق التعب بكل تأكيد، أفضل ما تفعليه لنفسكِ في هذه المرحلة الحفاظ على وقتكِ الخاص، حتى ولو نصف ساعة يوميًّا، لتشعري بأنكِ ما زالتِ تحتفظين بشخصيتكِ القديمة وما يسعدها.

التزامات العمل: إذا كنتِ أمًّا عاملة، فإن وظيفتكِ تتطلب كثيرًا من الوقت والجهد بالطبع، وهو ما قد يؤثر على وقتكِ مع زوجكِ وأطفالكِ، بالإضافة إلى تأثيره في حالتكِ المزاجية التي قد تصبح سمتها العصبية وسرعة الانفعال، لذا أفضل طريقة للتعامل مع هذه المشكلة، طلب الدعم من عائلتكِ والمقربين منكِ، واختيار وظيفة مناسبة لظروفكِ كأم، أو اختيار العمل من المنزل في أول فترة من عمر أطفالكِ أو حتى بعدها.

لأن الزوج أيضًا لديه ضغوطه الخاصة، سنذكرها لكِ فيما يلي بالتفصيل.

الضغوط على الزوج وكيفية التعامل معها

في ظل الضغوط التي تتعرضين لها، قد تنظرين لزوجكِ على أن حياته خالية من أي عبء أو توتر، لكن على العكس من ذلك، الرجل أيضًا لديه ضغوطه ومشكلاته مثل:

الأمور المالية: أكبر المشكلات التي قد تواجه الزوج إخفاقه ماليًّا أمام مسؤوليات البيت أو الأطفال ومصاريفهم، لذا فهي تمصل له مصدر قلق وتوتر دائمين، خاصةً في الظروف الاقتصادية التي تزداد صعوبة يومًا بعد يوم. يمكن التعامل مع هذه المشكلة بتحديد أولويات أوجه الإنفاق وبنود ميزانية البيت والأطفال والأمور الشخصية، فكلما كان الأمر منظمًا ومحددًا، صرفت الأموال في مكانها الصحيح.

فقدان الوظيفة: سواء فقدانها بالفعل أو الخوف من فقدانها، هذا الأمر من أكثر المخاوف التي ترهق الزوج وتفكيره، وهي مشكلة لا تتجزأ عن الفكرة السابقة، والتخوف من التقصير في مسؤوليات البيت والأطفال والزوجة. يمكن التعامل مع هذه المشكلة بوضع خطة للادخار حتى لو كانت بجزء قليل من راتبيكما، هذا الأمر سيخفف الخوف من فقد الوظيفة على المدى الطويل.

أما عن كيفية مواجهة ضغوط الأسرة، فهذا ما نوضحه لكِ فيما يلي.

الضغوط على الأسرة وكيفية التعامل معها

الحياة الأسرية مليئة بكثير من اللحظات المبهجة والسعيدة، لكنها لا تخلو من المشكلات والعقبات أيضًا، وفيما يلي تجدين عزيزتي بعض أنواع الضغوط التي تتعرض لها الأسرة وتسبب الضغط لجميع أفرادها، وكيفية التعامل معها:

ضيق الوقت: عدم قضاء كل من الزوج والزوجة وقتًا كافيًا معًا بسبب الضغوط والمهام المختلفة الخاصة بالعمل أو الأطفال، تؤثر في راحة الأسرة وسعادتها، احرصي على الأقل أن تتناولوا جميعًا الطعام معًا، أو تنتهزوا فرصة الإجازات في السفر والتنزه، واستغلال أي مناسبة لتشعروا بالتواصل والقرب.

المشكلات الصحية: أي مشكلة صحية يتعرض لها أحد أفراد الأسرة تسبب ضغطًا وقلقًا للجميع، في هذه الأوقات الصعبة تحتاج الأسرة إلى التكاتف لمواجهة هذه الظروف غير الاعتيادية معًا.

رعاية الآباء كبار السن: رعاية الآباء أو الأمهات واجب على كل ابن وابنه، حتى لو لدى كل منهما بيت مستقل، ومسؤولية كهذه تسبب نوعًا من الضغط على الأسرة، وأفضل حل لتجاوزها تقسيم مهام الرعاية على الأفراد المنوطين بها بحسب درجة القرابة.

حفاظًا على حالتكِ النفسية، وحتى لا ترهقكِ كل هذه الضغوط، اتبعي النصائح الآتية.

كيفية مواجهة الضغوط دون الوقوع في الاكتئاب

العاطفة أكثر شيء يميز النساء، لذا فإن أكثر وأسرع تأثرًا بالمشكلات والضغوط المختلفة، فيحملن أنفسهن أكثر من طاقتهن، لذا اتبعي هذه النصائح إذا أرهقتكِ الأعباء والظروف، حتى لا تقعي فريسة للاكتئاب:

لا ترهقي نفسكِ: لا تجعلي المسؤوليات الملقاة على عاتقكِ، تمنعكِ عن الاستمتاع بوقتكِ، أريحي نفسكِ كلما سنحت لكِ الفرصة، أو اذهبي لاسبا أو للتنزه، أو حتى قومي بهذه الأشياء البسيطة، كاحتساء الشاي أو ارتداء الملابس المريحة أو الاستحمام بماء دافئ أو الاسترخاء، كل هذا سيفرق في نفسيتكِ.

اعتني بصحتكِ: لا تنسي في ظل الضغوط المختلفة أن تعتني بنفسكِ وصحتكِ وحالتكِ المزاجية، لذا فإن الكشف الدوري لكِ أمر مهم، والاعتناء بمظهركِ وتغييره م حين لآخر، والقيام بما يسعدكِ، كل هذا سيعود على صحتكِ بالنفع.

قسمي وقتكِ: تقسيم الوقت منجز للمهام، أعطي العمل حقه، وكذلك الزوج والأطفال وأنتِ أيضًا، لا تجعلي أحد الأمور يضغي على الآخر، فتشعري بالتقصير فيها جميعًا، وبانشغالكِ طوال الوقت.

اطلب المساعدة: الأعمال المنزلية عبء كبير على الأم، لذا سيكون من الجيد الاستعانة بسيدة للقيام بتنظيف المنزل من حين لآخر، كذلك لا بأس من تناول الطعام الجاهز في بعض الأوقات، وهكذا حسب ظروفكِ الخاصة.

حددي أولوياتكِ: الفوضى وعدم تحديد أولويات المهام لن يساعداكِ على إنجاز شيء، وهو الأمر الذي سيشعركِ بالإحباط الشديد، لذلك من الضروري تنظيم مسؤولياتكِ والابتعاد عن أي مشتتات لإنهائها.

أجبناكِ عزيزتي عن سؤال “كيف تسعدين نفسكِ وزوجكِ رغم الضغوط؟، ننصحكِ أخيرًا بألا تقارني حياتكِ بزوجات أخريات، فلكل إنسان ظروفه، ومهارتكِ أنتِ الآن في التكيف مع ظروفكِ، وتشكيل حياتكِ والاستمتاع بها، بما يسعدكِ أنتِ وأسرتكِ

 

_________________________________

ريهام سمير سعيد سمير

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم