نحن جميعا نواجه نفس العقبة الكبيرة في البدايات. وهنا كيفية تخطيها
تواجه هذه المشكلة حديثي التخرج حال محاولتهم بدء مسيرتهم المهنية ولكن المعضلة تكمن في أنهم لا يستطيعون الحصول على وظيفة دون خبرة ولا يستطيعون الحصول على خبرة دون الحصول على وظيفة.
يطلق عليه تجربة المفارقة أو المأزق حيث يعد التغلب عليه تحدٍ حقيقي وإذا لم تتمكن من التغلب عليه، يمكنك بسهولة الرجوع بحياتك المهنية من 3 إلى 5 سنوات إلى الوراء.
والأسوأ من هذا كله تدمير إمكانياتك باتخاذ قرارات خاطئة في وقت مبكر حيث شهدت العديد من الشباب والأشخاص الذين يرتكبون هذا الخطأ الفادح.
لا أريدك أن تصاب بالذعر فلا يزال بإمكانك التغلب على المأزق ولكن ليس مع النصيحة المهنية التقليدية. لأن ما هي النصيحة التقليدية التي تقدم للأشخاص الذين يرغبون في بناء مهنة؟
«أنشئ سيرتك الذاتية، وتصفح مواقع التوظيف، ورد على طلبات التوظيف». آسف لإحباطك. فباتباعك لهذه الطريقة سينتهي بك المطاف مثل معظم الناس: محبطون ويتقاضون رواتب منخفضة
ولكن لا تقلق، هناك طريقة مختلفة ومع الاستراتيجية الصحيحة، يمكنك اقتحام أي صناعة وإثبات نفسك بجدارة.
ولكن يجب أن أحذرك: يستغرق هذا ما لا يقل عن ضعف العمل. ومع ذلك، لا ينبغي أن يكون ذلك مفاجأة لك. إذا كنت ترغب في الحصول على مهنة أفضل من معظم الناس فعليك أن تكون أفضل منهم.
وعندما تقوم بالأمرين التاليين، ستصبح أفضل؛ مما سيزيد بشكل كبير احتمالات حصولك على وظيفة دون الحاجة إلى خبرة سابقة.
لم أفهم عندما بدأت حياتي المهنية لماذا تفضل الشركات توظيف أشخاص ذوي خبرة لشغل وظيفة ما.
والحقيقة تكمن في أن هناك فرقًا كبيرًا بين شخص ليس لديه خبرة في وظيفة معينة وشخص لديه عامين في رصيده المهني.
فعلى الرغم من أن عامين قد لا يبدوان كثيرًا من الوقت، إلا أنه في الواقع ما يكفي للتعرف على أسرار المهنة وخاصة إذا كنت حديث التخرج من الجامعة؛ لأن أول سنتين أو ثلاث سنوات تدور حول تعلم أن تكون محترف مهنيا.
لا يأخذ بعض الناس حياتهم المهنية على محمل الجد. فهم يستيقظون في وقت محدد للحضور إلى المكتب في الوقت المناسب. ويفضلون النوم على العمل وهم أول من يغادر الساعة 5 مساءً. إنهم لا يطرحون أسئلة، ولا يبحثون عن مرشدين، ويحبون استراحة الغداء، ويدردشون مع زملائهم في كل فرصة تتاح لهم.
تخيل أنك ستكون الرئيس التنفيذي لشركة ما هل تريد شخصًا كهذا في فريقك؟ بالطبع لا.
اعتدت أن أكون هكذا لأكون صريحا ولكنني أدركت أن هذا المنظور لن يجلب لك الكثير. إذا كنت تريد النجاح المهني، فأنت بحاجة إلى أن تأخذ الأمر بجدية. فأنت لن تحصل على مكافأة إلا عندما تحصل على نتائج ملموسة وما الذي يجلب هذه النتائج؟ المهارات.
الخبر السار الآن هو أن عدد الشركات التي تركز بشكل متزايد على مهارات المرشحين للشواغر الوظيفية في ازدياد.
قرأت في كتاب طريق فيرجن (The Virgin Way) أن ريتشارد برانسون (Richard Branson)، مؤسس شركة فيرجن الشهير (الذي يوظف حوالي 71000 شخص)، يوظف الشخصية والمهارات وإنه يفضل أن يتعرف فعليًا على المتقدمين بدلًا من طرح مجموعة من الأسئلة المملة.
فإذا كنت تبحث عن الشركات التي توظف الخبرة والمهارات، فلديك فرصة جيدة للحصول على وظائف – حتى لو لم تكن لديك خبرة.
ولكن هناك شرط واحد فقط: يجب أن تكون الشخص الذي توظفه. شخص ليس فقط محترفًا ولكن لديه أيضًا المهارات للقيام بعمل جيد. إذا كنت تشعر أن مهاراتك ليست جيدة بعد، فاقضِ المزيد من الوقت على تطوير مهاراتك.
إذن كيف تجد شركة تهتم بتوظيف المهارات والشخصية؟ أنت تتساءل.
في الواقع الحصول على وظيفة ليس بالأمر السهل ويتطلب الكثير من الجهد فقد تحتاج بعض الأحيان إلى الاتصال بمئات الأشخاص حتى تحصل على مقابلة وهذا ما يجب أن تفعله فكن مستعدًا للقيام بكل ما يتطلبه الأمر.
يمكنك الاتصال بأخصائيي الموارد البشرية في الشركات التي ترغب في العمل لديها. وتسألهم عن إجراءات المقابلة؟ وما هي المؤهلات التي تبحث عنها في المتقدمين؟
يمكنك تسخير هذه المعلومات للتقديم على الوظائف التي تهمك فأنت تعرف ما الذي يبحثون عنه على عكس الأشخاص الذين يتقدمون بطلبات توظيف عشوائية.
لن يؤدي الحصول على معلومات حول عملية تقديم الطلب إلى حصولك على وظيفة في الكثير من الأحيان، ولهذا أنا أؤيد أن تجعل عملك يتحدث عنك. ففي المقابلة نحن نتحدث وحسب. ولكن عندما تعرض على الشركة التطوع لديها، فإنك تُظهر مهاراتك على أرض الواقع.
إذا كيف يمكنك أن تتطوع؟ كتب لاري ستيبل (Larry Stybel) –عالم النفس السريري- مقالًا لـ HBR حول تجربته في إطلاق سيرته المهنية حيث قدم فيه ثلاث نصائح رائعة:
ابحث عن شركة ترغب في العمل بها، ثم حدد ما هي القيمة التي ستقدمها: ما الذي ستضيفه للشركة؟ وابتعد عن المبالغة وابقَ واقعيًا وصادقًا. حدد الشخص الذي تريد العمل معه، وقم بالتواصل معه بشكل مباشر. وأرسل سيرتك الذاتية أيضًا (شاهد مقطع الفيديو الخاص بي حول كيفية إنشاء سيرة ذاتية مصورة باستخدام Canva للحصول على نصائح)
كن محددًا بشأن الفائدة التي ستجنيها: ابدأ بوضع النهاية في عين الاعتبار. ما الفائدة التي ستجنيها؟ مرجع وظيفي؟ وظيفة محتملة؟ خبرة؟
كن محددًا فيما يتعلق بالإطار الزمني: فأنت لا ترغب في الاستمرار في العمل بشكل مجاني إلى الأبد. ففي المثال الذي طرحه ستبيل (Stybel)، قال: «لقد وعدت بالعمل لمدة يومين في الأسبوع لمدة شهرين». لا يمكنك حتى العمل بدوام كامل مجانًا في كثير من الأحيان. وهو ليس بشيء أوصي به. فاستخدم وقتك لمواصلة البحث عن وظيفة.
أحد الدروس الأساسية لكل شخص يبدأ حياته المهنية هو اعتبار نفسه كآلة تعليمية. فعندما تتعالى على التعلم أو العمل مجانًا سوف تتعثر في وقت قريب أقرب مما تتخيل.
ولكن عندما تستمر في تحسين نفسك، والوصول إلى الأشخاص في مجالك المهني الذين ترغب في العمل معهم، فإن ذلك سيؤدي في النهاية إلى وظيفة حقيقية
________
ألمصدر : موقع عُلمنَا