عزيزي الأب!
حيث إننا في موسم الأفراح، يسرني أن أقدم بين يديك مجموعة من النصائح الواقعية، التي تساعدك في إثبات عطفك الأبوي، بإبقاء ابنتك العزيزة حبيسة جدران بيتك العامر طوال حياتها! وكل ما عليك القيام به عزيزي لتحقيق هذا الهدف المدمر هو التالي:
– الخطوة الأساس: فكر فيما ستخسر من زواجها، قبل أن تفكر فيما تكسب هي، خصوصاً إذا كانت موظفة! فالموظفة العزيزة ماكينة صراف لمن حولها، ولذلك يجب المحافظة عليها حتى تسدد جميع ما صرفته منذ ولادتها وحتى تاريخه على الأقل!
– لتكن نظرتك لكل من يجرؤ على التقدم لابنتك الكريمة نظرة دونية، فابنتك هي الجميلة التي يتسابق عليها الفرسان، حتى ولو كان وجهها كوجهك الكريم، وهي ابنة الشيخ المجدد البطل الضرغام الذي هو شخصكم الكريم!
– ضع شروطاً معقدة أمام كل متقدم، وكن حريصاً على تصيّد زلاته ما إن تراه، ومن ذلك: أن يكون غنياً! فمن يتكلم عن قوة السيارات الكورية لا يمكن أن يكون الشخص المراد! وموظفاً في وظيفة حكومية على مرتبة لا تقل عن السابعة، فإن كان يتكلم عن تكوين النفس فابحث عن أقرب مخرج! ويستطيع التحدث بطلاقة! ويتقن ما لا يقل عن 3 لغات! بالإضافة إلى بعض المواصفات الهامة كأن لا يكون طويلاً طولاً بينا ولا قصيراً قصراً مشوهاً! مكوي الغترة ولابس كبك وثوبه قلاب! ويتقن التعامل مع القهوة!
– أدخل الخاطب المسكين في مقارنات قاتلة! سواء بمقارنة شخصيته بأزواج بنات أخيك! أو من خلال إلزامه بأن يكون الفرح ليس أقل من فرح الشيخ فلان، والوجيه علان!
– أرهقه بتكاليف مدمرة تجعله -حتى ولو نجا- مديوناً طوال حياته! فالمهر يجب أن يكون كافياً لأن يسدد ديونك وديون أولادك! وقاعة الفرح لا يمكن أن تكون إلا من قاعات الطبقة الأرستقراطية! وفوق ذلك لا بد من القيام بمجزرة لمجموعة كبيرة من النياق والخراف! مع ضرورة أن تحيي الحفل كوكبة من الطقاقات الشهيرات!
– تنبيه هام: من الممكن ألا تقوم – عزيزي الأب – بأي مما سبق، ولكن يكفيك أن تلزم الحياد وتسلّم الخاطب العزيز إلى المسلخ النسائي؛ ليتم ذبحه من الوريد إلى الوريد، وفق الطريقة الوطنية المعروفة!
عزيزي الأب!
في حال قيامك بما سبق، ثق أنه لن يقف على باب بيتك العامر أحد عاقل!