الخميس 19 سبتمبر 2024 / 16-ربيع الأول-1446

كيف أنسى طليقي وأبدأ حياتي ؟



كيف أنسى طليقي وأبدأ حياتي ؟
https://encrypted-tbn3.google.com/images?q=tbn:ANd9GcTO2fl8rVrItCL6Ejk13ctKpgaOGvTjEt6psdiR9ix0O_RsdHDw0A
انا سيدة ابلغ من العمر 27 سنة مطلقة منذ سنة ونصف وهذه هي مشكلتي حيث تزوجت برجل من اقاربي لم تكن تربطني به اية صلة قبل ان يتقدم لخطبتي وسارت امور زواجي به على نحو سريع حيث لم تتاح لي فكرة الموافقة او الرفض
وهذا لا يعني اني غصبت على الزواج به ولم تتاح لي فرصةان اصارحه بانني اعاني من مرض يسبب التاخر في الانجاب(تكيسات المبايض)وكانت الفترة بين الخطبة وعقد القران ستة ايام وبين عقد القران واتمام الزواج شهرين
ولكنني صارحته بعد عقد القران لانني احسست عندها انها مسئوليتي ويجب ان يعرف قبل الدخول بي وحتى لا يظن بعدها انني خدعته وعلى الرغم من انني لا اعرف الحكم الشرعي في ذلك حتى هذا الحين وللاسف لم يكن هناك تقصي وسؤال عنه
المهم تزوجت منه لاجد نفسي محرومة من كل شيء اهلي وصديقاتي واحبابي على الرغم من اننا نشترك في اغلب الاقارب الا انني لم ازر او ارى احدا فالخروج عندهم ممنوع منعا باتا حتى صلة الرحم واقرب الاقارب المناسبات الاجتماعية او المرض والوفاة كل ذلك ممنوع
وخلال الفترة التي كنت فيها زوجته والتي استمرت عشرة شهور لم اكن اراه في اليوم الا لساعات قليلة قبل النوم تصل الى ساعتين او ثلاث وباقي اليوم اقضيه مع اهله حيث سكنت في شقة فوق منزلهم كنت محبة للجميع واقدم المساعدة والعون لهم وكان الجميع يحبني او لا ادري ربما كانوا يتظاهرون بذلك
ولم اكن املك اي شيئ من امري ولا من امر منزلي فقد كان انسانا متسلطا شكاكا على الرغم من انني لم اتسبب باية مشكلة لا معه ولا مع اهله الا انه كان اذا لم يجد شيئا يوبخني به يتخيل انني فعلت شيئا اويقول اذا خطر ببالك ان تفعلي كذا فجزاؤك سيكون كذا او يقول انا اعلم انك تفكرين بفعل اشياء سيئة
على الرغم من ان افعالي وتصرفاتي تعطي عكس ذلك دائماعشت تلك التجربة والمعاناة بصمت تام عانيت في صمت لانني لم اكن ازور اهلي الا مرة في الاسبوع مع اني كنت اسكن معهم نفس المدينة ولا يفصلني عنهم الا مسافة عشر دقائق علىالاكثر بالسيارة
وفضلت ان لا اشغلهم بوضعي حتى لا يصابوا بخيبة امل نتيجة اختيارهم وايضا كنت آمل ان ياتي يوم يتغير فيه وان يعوض الله صبري خيراوايضا كنت انظر دائما لمن هم اقل مني حالا وهذا ما ساعدني ولله الحمد على الصبر وكنت اسافر بين الحين والاخر دون ان يعلم احد بسفري حتى يفتقدوا مجيئي في اليوم المحدد
واحيانا بعده بحجة ان اهلي يغارون مني وانهم يحرضونني عليه وان اخواتي الاكبر مني اللاتي لم يتزوجن بعد يغرن مني كان يعبئ راسي بافكار غريبة عن جميع من اعرف اي انه لا يوجد اناس صالحون في العالم غير عائلته ولكن الحقيقة كانت عكس ذلك تماما
وانا انسانة مترددة اصلا فزادني ترددا لا استطيع ان اطلب احتياجاتي الضرورية وكان يقصر معي في مصروفي واكلي ويحرمني الكثير على الرغم من انه انسان مقتدر مادياوفي اخر ايامي معه هجر فراشي شيئا فشيئا بحجة انه مريض بالنسبة لمرضي لم يقصر معي فقد اخذني من اول شهر للطبيب
وقد طمانه عن حالتي وكان محافظا على مواعيد الطبيب ولم يكن هناك شيئ يجمعني به غير موضوع العلاج ولم يكن يسالني عن شيئ غيره لم يكن بيننا حوار في اي موضوع اخر وكنت احيانا اضطر لكسر حاجز الصمت بيننا لاعلمه بانني ارغب ان اشاركه اهتماماته وان يكون هناك حوار بيننا ليعرف بعضنا بعضا
ويحس احدنا بالاخر وحاولت ان اثقف نفسي اكثر من خلال وسائل التثقيف التي كانت متاحة لدي لاجده في صباح يوم من الايام يوقظني من نومي ليقول لي انه لم يعد يطيق العيش معي واننا يجب ان نفترق اصبت بمرارة وخيبة امل واحسست بمشاعر الضياع والحرمان لم احسها من قبل
لانني احببته او تعلقت به لانني اتعلق دائما بالاشياء من حولي في السنة الاولى من طلاقي لم يمر علي يوم بدون دموع في كل حين وخصوصا عند النوم انام ودموعي على خدي اصبحت حساسة اكثر مما كنت بكثير بالرغم من ان كل من اعرفهم متعاطفون معي ويدعون لي بالخير
ولكنني لا اعرف الى الان لماذا لم استطع ان انساه وهو الذي لم يحترمني ولم يحترم اهلي يوما لماذا وهو من اساء معاملتي كثيرا برغم طيبتي وعفوي الدائم عن اخطائه لماذا لم انساه وهو من كذب علي وحلف بانه لم يطلقني لاجل الاطفال وعندما التقينا امام القضاء قال ان ذلك هو سبب الطلاق
ولماذا لم يتركني بحالي حينما علم انني قد لا استطيع او اتاخر في الانجاب احس بفراغ كبير في حياتي على الرغم من ان وجوده فيها لم يحقق لي اي مكسب واخذ مني الكثير لم اتحصل على عمل الى حدالان احاول ان انساه بشتى الوسائل وان انسى ماحدث وان انسى ما فعله
حتى في اجراءات الطلاق كان انسانا متلاعبا ينوي ايذائي والضرر بي ويسعى الى حرماني حقي بشتى الوسائل كيف اتخلص من كل ذلك شاهدت احدى الاخصائيات في التلفاز تنصح احدى الاخوات السائلات مثل حالتي ان تذهب لمعالج نفسي فهي تحتاج لعلاج الفراق لانها تفتقد الحميمية التي كانت تشعر بها
احسست انها تتحدث عني ولكنني لا اجد معالجا في بلدي فكيف يمكنني الحصول على العلاج وبحكم قرابتنا التقي باهله في المناسبات ويرمقونني بنظرات كلها حقد وكراهية بالرغم انني دخلت حياتهم وخرجت منها بسلام دون ان اؤذي احدهم وبالعكس ساعدتهم قدر استطاعتي
فكيف اتعامل مع تلك التصرفات وانا لا انوي ان اتصرف بسوء ابدا واتمنى ان لا التقيه ولا بزوجته الجديدة مما يدفعني كثيرا للتقصير في واجباتي الاجتماعية مع اقاربي تفاديا لتلك المواقف التي لا احتملها وتسبب لي الكثير من الالم والحزن
وانا الان انوي بدء حياة جديدة لا يوجد له فيها مكان الا ما تعلمته بحكم التجربة انوي اكمال دراستي والرفع من معنوياتي والسير للامام اخاف ان اقع في المعاصي نتيجة ذلك واريد ان احصن نفسي
اعرف اني اطل كثيرا ولم اقل كل ما اريد لان معاناتي اكثر بكثير والحمد لله اولا واخرا وشكرا لكم سلفا وبارك الله فيكم وكفاكم كل ضر
اسم المستشير :        باحثة عن الحنان
__________________________________
رد المستشار    :      د. عبدالله عبدالرحمن السبيعي
أختنا الفاضلة باحثة عن الحنان :
من يبحث عن الحلول حتماً يجدها وخيراً فعلت بطرق أبواب المختصين ونسأل الله أن يوفقنا لما يعينك على أمرك.
الآن دعينا ننظر للمسالة بطريقة فيه تركيز وتمعن رمزت لنفسك بالـ باحثة عن الحنان وكان تركيزك في كل ما كتبت حول حياتك قبل الطلاق وكيف كانت؟
والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هنا : كيف نحن لحياة لم نجد في جنباتها ما يسر؟
المسألة بكل بساطة أختي هي أنك معترضة على وضعك كمطلقة ولست فاقدة للزوج الذي طلقك،أنت فقط ترفضين وضعك الحالي وترين أنك كمتزوجة أفضل من الآن وإن كان الزوج كما وصفته في شكواك.
الأمر ليس كما ترينه أختي الفاضلة أنت الأن في حال أفضل مما كنت عليه في السابق، والطلاق ليس عيباً وإن ظنه الآخرون كذلك،التصحيح لا يحتاج جهداً خارقاً النقطة الأولى تبدأ بتقبلك للوضع الذي أنتي فيه دون أي اعتراض أو تكييف أو قول لو يعني رضا وتسليم نهائي قاطع حمد الله تعالى على أن الأمر لم يصل لما هو أبعد من هذا عدم التفكير في موضوع الزواج والانشغال بأي أمر آخر،
ومن باب أننا نثق للطبيب فنسأله علاجاً، ونثق في الطباخ فنسأله طعاما أليس من الأولى أن تكون ثقتنا في خالقنا أكبر مما هي عليه ونوكله أمرنا كلّه ونسأله الخيرة فيه !!
أحسني التوكل على الله واطلبيه ليلاً ونهاراً أن يرزقك من خير الدنيا والآخرة،انظري لنفسك على أنك في حال حسنة وأن الله يسر لك ما هو أفضل وسيرزقك بما هو أفضل مستقبلاً، حين تفكرين في الماضي تذكري أنك الآن صرت في وضع أفضل فمعاناتك اليومية لم تعد موجودة ولا تتمني عودة الماضي بل ابحثي عما يمكنك فعله .
ابحثي عما تتقنين أو تحبين وأشغلي وقتك به واعملي على أن تكسبي أيضاً من وراءه، الأمور الحسنة حولنا كثيرة وهي تحتاج فقط أن نؤمن بوجودها أولاً ثم ننظر إليها لنراها .
تصميم وتطوير شركة  فن المسلم